توقيع
الفقر الأولمبي
فاتح عبد السلام
ليس الأمر مقتصراً على دولة عربية من دون أخرى ،لكنها حالة عامة معيبة ، تؤشر نحو ضعف استثمار العرب في الرياضة. لا يوجد حصيلة جديرة بالانتباه للعرب في تاريخ الألعاب الأولمبية، وليس هناك أية مؤشرات على تغيير تلك الصورة بشكل جذري .
كل الذي أحرزه العرب من دورة إلعاب أثينا عام ١٩٢٨ حى آخر أولمبياد في لندن ٢٠١٢كان أربعاً وتسعين ميدالية متنوعة فقط. وأصبح أقصى الطموح في دورة ريو بالبرازيل هو كسر حاجز الميداليات الأثنتي عشرة التي
كانت من حصة العرب في لندن قبل أربع سنوات .
جميع المنجزات العربية جاءت من ألعاب فردية وليس جماعية ، ويوجد عدد من السباقات ليس للعرب ذكر فيها لا
من قريب ولا من بعيد خلال تسعين سنة
دول العالم تتعامل مع الرياضة كاستثمار تربوي وصحي وعلمي وثقافي وتنموي يبدأ مع الطفولة . والمدارس في أوروبا أو آسيا أو الولايات المتحدة تضع نصب أعينها فرز القابليات الرياضية وتشخيصها على نحو مبكر
في حين إن معظم العرب ليس لديه تفكير رياضي استراتيجي تتابعه الحكومات مهما حدث تغيير في مسؤوليها وموظفي أجهزتها الرياضية ، لأن الرياضة هي المسائل الوطنية التي تعود بالسمعة اللائقة في المحافل الدولية ، ومنذ عقود بعيدة يتعامل العرب مع الاولمبياد من باب كرة القدم فهي معيار الالتفات الى هذه الظاهرة العالمية الكبرى المسماة الأولمبياد بالرغم من ان فرص العرب في المجال الكروي الأولمبي معروفة وقليلة للغاية.
الدول العربية أكلتها الحروب مرة والفساد الحكومي مرة أخرى وعدم الاحساس بالمسؤولية التاريخية إزاء الرياضة ونمو الأجيال وحصتها من الاندماج في رحاب العالم المتقدم مرات عدة.
الدورات الأولمبية مناسبات سياسية من نوع آخر تحتاج من يجيد اقتناص الفرص فيها لاسيما حين يلتقي الزعماء في أيام افتتاحها أو في بعض المنعطفات المميزة في نتائجها كنهائي كرة القدم .