بين الوطن والمنفى
كانت هناك طفلة تركها أبوها ومشى
شديدة البراءة بقدر قلب والدها وما قسا
أخذت الطريق دون علم تسير بلا خطى
الدموع تملأ عينيها وتسير كالاعمى
ربما هذا أبي أو ذاك قتلها الحنين ب عسى
هذا يعطيها رغيف خبز
وهذا على شئ يسعى
كلمة من هنا وعطف من هناك
وبما تريد العالم خلى
يا وردة قتلوها
ومن مرارة الدنيا كانت تسقى
من يراها يتمنى الوصال لقلبها
ويطلب والمنى
ربما يعيطيها ما كانت تحتاج وإليه تسعى
لا أحد يعلم أن فقدانها للآب
كانت تقول فلا
هناك ما ينقص كل من يقترب ولا تجد الدوا
هناك صوت بداخلها يصرخ لكل رجل لا ولا
جميعهم كمثل والدها الذي تتركها للمنفى
تربت لوحدها درست ولكل جميل لن ترى
كانت تصبوا أن تكون بين الناس الأقوى
أن تحمي قلبها الصغير وبما فيه اسرى
رأت من ظلم الناس ونواياهم الأقصى
لا تملك غير الدموع والنوم والحنين والسهى
تسلحت بالعلم بالثقافة ولن تعلم أنه النهى
أخذ كل من حولها
يهاب قوتها ويخاف الهدى
ربما يسقط الكثيرون في بحر الهوى
أخطأوا كثيرا لأنهم نسوا أنها الطفلة الملقى
إنها تلك الضائعه مابين حنان الأب والرعى
ذلك مانسوا قريبهم
وبعيدهم وحلمها الرضى
أن تحلق في سماء الحرية
أكبر أحلامها والرؤى
تدافع عن حق الطفوله والمرأة وليس الفتى
أن تعطي ما فقدت من حنان وليس الغنى
مجتمع ظلمها كظلم الأب لها
لا أعرف أين هي الآن
هل يدق قلبها تحت الردى
أم مات من قساوة القلوب
والبرد وذاك الصدى
ربما لن نراها بعد الآن
وربما نراها فتاة أخرى
هدى هادي – بغداد