14 تموز.. الثورة الأكثر إثارة للجدل

14 تموز.. الثورة الأكثر إثارة للجدل
جمهوريون يمجّدونها وملكيون يعدونها وأداً للديمقراطية
بغداد فوزي الهنداوي
لم يبق من ثورة 14 تموز 1958 سوى عطلتها السنوية وثمة ذكريات لدى كبار السن برغم محاولات خجولة لبعض اليساريين والشيوعيين لاعادة الاعتبار لهذه الثورة التي كانت حدا فاصلا بين تجربتين وتاريخين في حياة هذا الشعب. المفارقة ان الجدل مازال قائما بشأن هذه الثورة بين الجمهوريين والملكيين الى الان دون ان يحسم لاي من الفريقين. فالمعسكر الجمهوري وجله من العسكر واليساريين يرى فيها ام الثورات وفاتحة خير للفقراء والكادحين ونهاية للاستعمار المتجسد بحلف بغداد والمنطقة الاسترلينية ويعد قناة الجيش والالف دار ومدينة الثورة وغيرها رموزا خالدة لهذه الثورة وزعيمها عبد الكريم قاسم في حين يعتقد المعسكر الملكي من الطبقات الارستقراطية وكبار الملاك والاقطاعيين ان ما حصل في 14 تموز انقلاب على الدستور والديمقراطية وبداية لعهود سود جزت خلالها رؤوس مئات الالاف من المواطنين وكانت نقطة البداية لانظمة دكتاتورية مستبدة لم تنته الا حين اسدل الممثل الامريكي الستار على مسرحياتها العبثية التراجيدية السوداء. واذا كانت ثورة 14 تموز وزعيمها عبد الكريم قاسم قد اعيدا الى الواجهة بعد التغيير في عام 2003 عبر احياء المناسبة ونصب تماثيل لقاسم فان هذه الثورة قد تعرضت للتهميش والظلم خلال حقبة النظام السابق وكانت ذكراها تمر مرور الكرام فيما تم اسقاط الصفة الدكتاتورية على الزعيم قاسم زورا وبهتافا. وخلال عمر الثورة القصير الذي لم يتجاوز الاربع سنوات والنصف نجحت في اخراج العراق من المنطقة الاسترلينية وحلف بغداد واصدار قانون النفط رقم 80 لسنة 1961 وقانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 وازالة القواعد العسكرية البريطانية فعليا والانتظام في سياسة الحياد الايجابي وبناء مساكن شعبية للفقراء وغير ذلك من الانجازات التي كادت ان تتواصل لولا التآمر الداخلي والخارجي عليها الا ان تم اغتيالها في 1963.
تفاصيل ص 14

/7/2012 Issue 4250 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4250 التاريخ 14»7»2012
AZQ01

مشاركة