أنى أذهب عطرها يتبعني- نصوص – عبد الجبار الجبوري
أتلفني الوجد وأنا ابحث عن سر أنوثتها وسر طفولتها وسر رحيلها بقلبي.أعترف لكم بان البحر هذبني أكثر وأسعدني أكثر وأحزنني أكثر. لانني لم أكن احمل لها معي الا اسرارها ولون عيونها وطول قامتها وسحر عينيها وعذوبة شفتيها.ومرارة قهوتها المهيلة بالقبلات.واحمل لها وجعا بحجم الارض.وقمرا لوجهها المدور كرغيف خبز قروي وأغنية ترددها لي حين أتدلل عليها وازعل ..زعلي طول أنا وياك.أترى تتذكر كم قبلت شفة أغانيها على صدري وأناشيد عصافيرها وهي تزقزق فوق غصن طفولتي .طفولتي التي تنمو كالعشب على نافذة وجعها.حولي الان سرب من غز?ن النار لا يطفئن ظمأ السنوات الضائعة من عمر الليل.الليل هنا أعمى .ونجمته عاشقة ترحل نحو سماء أتعبها الشوق..لا شوق على ضفة الحزن .فانا وحدي والبحر بعيد…
أعود إليك
سرب من الأوهام داهم وجدي،ها أنا أدنو من وحدتها وحيدا ،وأقلب طرفي لعينيها ،وأفلي شعرها بيدي،أقبل خصلات شعرها المغسول بماء روحي،وأطوق جيدها بقبل الرحيل إلى سماوات لا ترى ،وديار لا ترى،،وشمس لا تشرق إلا فوق نهديها،وقمر لا يطلع إلا من فلك أزرارها،وقبلة لا تسقط إلا على شفتيها ،ومطر لا يهطل إلا على جسدها، وصباح لا ينام إلا على رمش عينيها الذابلتين ،أنا الآن أنام على ركبتيها ،وهي تهدهد لروحي كي تنام ،يهجرني النوم على ركبتيها،هي تمتم بكلمات للريح،وأنا لا اسمع غير نبضات طفولتها وهي تدق بزهو لحن اللقاء،أمس كنت اتشظى وجعا على جسدها،أمد عيوني إلى طولها الفارع،إلى نهديها الكافرين الهاربان في صحراء الروح كفرس جامحة او غزالة تهرب من صياد ماهر بالقنص،لا هي ترسم وشما من رمل الطرقات على شغاف قلبي،وتقبله، هي تتلعثم حين تتهجى اسمه ،خوفا من حسد العذال ، هي تتغنج وتشاكسني ،وأنا كما قلت لكم طفل يلثغ بالحب بين يديها ،أمس كان الليل صديقي وكنت أغار منه عليها ،لذا،خبأت مفاتنها في طيات الغيمة ،وقلت لليل تعال ،ولا تأت ،ها أنا أسرج هذا الليل لها ،وهي تكتب قصيدتها فوق كفي ،أغنية وكمشة قبل،ادعوها تعالي فلا تأتي، تخشى أن تفضحها نافذة البحر،أعود الآن إليها راكعا كنجمة لا تعرف الرحيل ،أعود إليها وجعا يرحل في عينيها ،أو وطنا فيسكن في عينيها ،هي الآن وجعي،وطني، لست سوى قمر تائه في سماواتها ارتجى حلما لا يكون،ودهرا لا يخون …هي الآن تسمع أغنيتي ،اقصد نبضات حبها وهي تغوص في قلبي وانتظر طلتها …..كما ينتظر الأطفال هطول المطر …هكذا أحبها …
دمعة على خد الزمان
ارقب الآن دمعتها تسيل على رمل روحي،وأقول مهلا يا ضفافي،هي شهقة ويرحل الغيم ،وتبقى نجمة الليل مضاءة في الفيافي،أبصرها الآن تطفئ لهيب حزنها في حضن قلبي ،وتعصر أيامها في إناء راحي، تخشى العيون كي لا تبصرها وهي تدري أن العيون فضائح التلاقي ،اكسري قيد الذهول ،اكسري قيد التراخي،تعالي الثم وجنة دمعتك وامسح عن خدك إثم التنائي،ألهذا يطلع القمر خجولا على وجنتيك،ويغار من شعرك،ليل الفراق،تعالي تعالي،فالعمر لا تعوده أنجمه ثانية إذا برق الموت في أقصى السباق،هذا وقت غربتنا انتهى ،وحان وقت الانعتاق، انسفحي فوق صمت حزني ،واعبري سماوات العناق ،تعالي وارسميني دمعة أخرى على خد الزمان،فالريح لا تعرف إلا صرخة الأحداق، مالك لا تورقين على قلقي،وأنا مشبوب بسحر وجهك المنقوش على صخرة العشاق ،انتظري موجة البحر تأخذك وجعا إلى ضفة الاحتراق..فلا تكوني صخرة صماء في وطن لا يعرف معنى للعناق ،بل كوني نشيدا اردده كل وقت وأنت نشيد الزمان ،وتميمتي يوم التراقي…
هي ظلي
كيف لاوهي تمشي معي إذا مشيت.وإذا جلست تجلس قرب قلبي.وإذا نمت تنام بأعماق روحي.هي لاتصحو الا إذا قلت لها صباح الخير اصحي فالساعة تاسعة الا أنت .تفتح عينيها فتقبل وجه الصباح وتجلس بحضن البحر .وتسمعني أغنية لفيروز اسامينا شو هني اسامينا .امشي تمشي معي احلق ذقني تقف بجني .البس ملابسي تعدل ياقتي.احمل حقيبتي الصغيرة تسير أمامي الى باب البيت.أريد أودعها تقفل الباب.وتسير معي إلى محطة الباص اصعد الباص تجلس قربي وتضع يدها خلف راسي وتهمس احبك.هي ظلي يمشي معي يأكل معي. يقرأ الصحف الصباحية معي ويرسم على شفتي قٌبلا بعدد نجوم السماء.أحبها بعدد نجوم السماء وأكثر…هل عرفتم من هي.. ..هي من تشغلك ليل نهار و?تفارقك أبدا باختصار هي ظلك.أو أشبه منه قليلا…
أنت دهشة الكلام
منذ أن احتطبت من بستان عينيك أحجيتي،وقطفت من ذلك الليل البهيم تفاحة الغروب منه،شيدت من وجع الكلام ،خيمة للغيم ،وقلت لك تعالي نجلس تحت خيمة الكلام ،هنا سأرسم من شفتيك لوحة لصباحات تزقزق فيها عصافير البلاد،وتنمو على خديك أعشاب الغيم ،وعلى شفاهك رفيف القبل ،وأصوغ من جيدك أوتار حبي لأعزف للسماء أغنية الشجن ،فلا شجن ينبت إلا على أهداب صوتك، ولا وجع يعلو بحة صوتك،و لا دمعة تطفو على وجنتيك إلا دمعة الكلام، هنا ترقد ريح وطواحين البحر وفنارات الرحيل،وأنت ترفلين بصحو لا يشبه نشيد المطر ،وضحكة كضحكة القمر،إذا اطل من بين هلاليك الكريمين،وبقبلة ترسلينها عبر آهات الندى،وشدو الشجر،قومي احضري لنا الشاي فضيفنا عزيز هذا اليوم ،سيطل من كوة الزمان البعيد ،نجمة اثر نجمة ،وغيمة اثر غيمة ،وموجة اثر موجة، افرشي له سرير البحر ليرتاح قليلا، فهو قادم من أعماق الهموم ،دعيه يغفو عليه نهديك، وينام على ركبتيك ،لقد هده التعب ،وأنت وطنه الوحيد …لا تحرجيه في السؤال ،هو لا يحب الأسئلة مثلك ،أمطري عليه بزخات قبل ،واتركيه قمرا يضيء ليلك الحزين ….
أنى أذهب عطرها يتبعني
حين يشهق الصبح ،تزقزق عصافير حبها على نافذتي وتوقظني.امسك عطرها بيدي واشمه بقوة كما لم أشم عطرها من قبل،هي توقظ كل نجومي وغيماتي وشموسي وانهاري وأيامي ومساءاتي الحزينة،وأشجاري وأحزاني،باختصار توقظ كل هواجسي وأحلامي .هكذا يعبق عطرها في جسدي،هي تغفو على عشب روحي كل ليلة .أمسد شعرها حتى تنام.وقبل أن تنام اذهب إلى شفتيها ارتشف منهما عسل الله.وأمطرهما بالقبل فتنام، الليلة سأتركها تعبث بأشيائي وتربك قصائدي تفليها قراءة علها امرأة أخرى في صورة أنثى،هي تغار حتى من موجة غادرت الضفاف ونسمة خطفتها الريح في عرض البحر.هي الان تعزف على وتر أيامي لحن الزمان البعيد .الزمان الذي لا يجيء.أترى تسمع الان آهاتي وهي تنمو على غصن طفولتها أترى هي تعشق مثلي قمرا حزينا يحبها حد الجنون .أترى ..أترى.أترى….اووووه.هي لاتسمع آهاتي نسيت…هل تخبلت..؟.الا تدري.كم أحمق أنت وكم تنسى الاشياء بسرعة ….? تبق لحوحا ….إثقل يا رجل….ياااااااااااااااااااااااه نسيت أن أقول لكم أن قلبي مازال مشتولا عند نافذتها يبكي كطفل ينتظر الحلوى …….

















