يومياتي لا مذكراتي – مجيد السامرائي

يومياتي لا مذكراتي – مجيد السامرائي

كان لزاما علي  ان اطعم قطة زميلتي المسافرة ؛ لقد وصلني طرد بريدي وعلي ان اسخن الطعام الخاص بكاتي التي اعتادت ان انوب عن راعيتها الرسمية . ثم علي ايضا أن اجدد عقد ايجار السيارة التي تقلنا كل يوم  ؛ هل تتصور انك يمكن ان تصل الى ما تريد دون سيارة ؟ لكن الزحام اليوم شديد ؛ لقد صدق الناس التهويل من دائرة الارصاد ؛ من خطورة المنخفض الجوي .

لقد عاش في لندن لكنه لم يأخذ من طباع الانكليز شيئا حيث يُنظر إلى التأخير عن المواعيد، حتى لبضع دقائق، على أنه قلة احترام.

لقد تأخرنا عن موعد افتتاح المعرض وفق دعوة خاصة ثببت الزمان والمكان بعينه .

 يعرفه الفريق التلفزيوني تماما له ملامح هوليودية لا تخطؤها العين  . عند الباب  وجد تلك المندوبة الرشيقة وادلى غيابيا  بانطباع خاص عن لوحات لم يشاهدها بعد : عندما تتشابك المدركات الحسية المباشرة مع حرارة بودقة التخيل، ينتج عنها عمل فني تشكيلي يتجاوز الواقع الملموس ليقدم رؤية مبتكرة لم يسبق لها مثيل.

 صديق جاءني من فنلندا اسعد بلد في العالم لثمان سنين متصلات  لكنه حزين  .تلى على مسامعي : يقولون لي : بغداد لاتسمع البـُكا

ولم تستطعْ منذ ارتحلتَ التكــــــــلــّـما

فقلتُ لهم هذي ضلوعي رصفتها

سأجعلها جسرا ً إليها وسُلـــَّـــــــــــــمـا

 كنا نسعى لعبور  شارع الجاردينز بعمان  .. ضحك ثم اردف : سوف احتفل بهذه المهمة في الضفة النائية البعيدة من الجانب الاخر .

زوجتي اوصتني بذلك عندها فوبيا من هذا الامر  فقد قضى نحبه قريب لها بحادث سير هنا!

 كانت هناك سيدة جربت ان تكون درعا بشريا لها ولزوجها و لاولادها   توقف جميع السيارات احتراما لفصيل الاسرة فكان صاحبي نهاز فرص مميز انطلق بسرعة وهو يقودني  بخفة فعبرنا بحر المانش !

 ثم انشد :

انت  طيرُ الماء لا يتركُ في كل البساتين سوى ايماضةٍ تمحو أخاديد الظلامْ

 في ذات الشارع التقيت شاميا من دمشق دهش لما رآني قائلا بلهجة باب الحارة :

“في واحد بيشبَهك…   نحضره كل احد  في الشام، في برنامج على اطراف لساني  شبهك الخالق الناطق  فَوَلْه وانشَقّ نُصّين.»

 قلت له بلهجة ابو صياح (بتقلي ليش ما أكون أنا نفسو؟ لأنو ما بيصير واحد متلُو يمشي عالأرض… هداك ماشي فوق الهوا، ورجليه ما عاد تلامس الأرض)!

مشاركة