يرتدي شعبي شوكاً والجنائن بابلية
بين العز والانكسار اتخبط بين تلك الكلمات من اروع ماسمعت من ابيات شعرية وفزعت على صوته لقد قرر الانتحار ذلك الضيف الخفيف الذي يأخذ جزءا صغيرا من أركان بيتنا ..طالما طلبت من امي أن يشاركنا في مائد الطعام تأبى لخوفها الشديد عليه واقتصر دوره على الوقوف متفرجا وبين الحين والحين انفض الغبار ولسان حاله يقول ..انا من ساندهم في زمن الحصار ولي بطولاتي وكنت بطلا في احدى الصحف وكتبت خالتك عن منجزاتي ودافعت عني حين كان (المعاد) منافسي ياليتها تعلم بماجرى لي والأحداث تتصارع ومضت السنين وانا اقول لنفسي الفرج عن قريب .. إلى أن ضاق به الحال وصرخ لقد سئمت ومن الوحدة..أسرعت إلى السوق لأجد من يؤانس ووحدته فما وجدت له قرين سوى-التركي -الصيني-الايراني واعرف هذا ليس ما يرضيه سألت عن إخوانه فرد صاحب إحدى المحلات ياابنتي لقد انقرضوا منذ زمن ليس بالقريب بدأت ابحث عن سبب هجر رفاقه له حتى علمت أن مكان ولادته قد اغتاله داعش وكسائر الأشياء الذي دنسها بيديه النتنه فلم يبق أرض خضراء ولاماء عذب فاقوام هولاكو في الزمن الحديث دمروا كل شيء وانا بالطريق عودتي إلى البيت جال في خاطري أسئلة كثيرة هل ياترى سوف تنحسر على ماضينا وهل من الممكن أبناؤنا يتمتعون بانتاجنا الوطني أم سوف يلوموننا على ماحل بحالنا ونحن ضحايا لاحول ولا قوة هل سوف نستمر هكذا من الجاني ومن المجني عليه رجعت وانا مثقلة ماذا سنقدم للاجيالنا القادمة وانا اغوض ذلك الصراع المرير مع النفس..وجاءت مشيئةالله كتب لنا النصر وتحرير معمل الزجاج الرمادي وعاد لنا الأمل ونحن ننتظر بفارغ الصبر رأيت صناعتنا تزدهر وتطرد الصناعات الدخيلة على أسواقنا..بكل لهفة ذهبت لخباره الحدباء تؤذن نصرا واشرقت شمس امل على افاق وطني حان الوقت لننهض وننفض عن ارواحنا تراب الزمن ونهجر التشائم وتحيى عندنا ذكريات وامجاد اجدادنا فلا يليق بالعراق سوى ان يكون عراقا …هذا مادار بيني وبين (استكان شاي الرمادي).
ليلى حسام الهوبي