يا ريتني ما جبتك
قالتها ربة البيت بعد ان سالت دموعها على خديها وكانت كلما نشفت دموعها بمنديلها العتيق ومسحت خديها عاد السيل ثانية من مآقيها المليئة بالدمع حتى ليعجب الناظر لها اين كانت هذه الدموع كامنة؟
هل هنالك من بئر او ينبوع لا يعرف الطبيب المشرح مكانه انه دمع الندم الذي خرج من عيني ام اسعد.
اسعد الذي خرج على تقاليد الاسرة فخاب ظنها عندما كانت تظن انه سيسعفها في محنتها فهو الذخر والولد المعول عليه في الشدائد والمحن هكذا اصطدمت الام بخروج ولدها عن المسار الصحيح المتوقع له من الام وكان في الجانب الاخر ابنتها الوسطى تقول لها هل ولدك هذا كان خروجه من تلقاء نفسه ام من تصرفك معه هل راجعت نفسك في يوم من الايام في تصرفاتك معه هل كنت في جميع تصرفاتك معه على حق فطأطأت المرأة ولم تجب كان هذا حال خالتي ام اسعد الذي جعلني اعيش في عالم غير عالم الاسرة بل عالم السياسة حيث خطر ببالي ما علقت عليه حكومتنا العارفة بكل شيء من امل في القمة العربية التي ستعقد بعد ايام فهل ما سيحدث في هذه القمة تعرفه ام انها تجهل كأم اسعد وهل ستندم مثل ام اسعد فتقول يا ليتني لم اطالب بعقدها في بلدي هذا ما اراها ستقوله بالتأكيد لأن حكومتنا تعلم علم اليقين بأنها السبب وحالها ليس كحال ام اسعد الذي سواء اكانت السبب الحقيقي في تمرد ابنها ام الحظ كما تتصوره هي ام جهلها بنتائج الامور وتصورها بأن الذي تفعله وفعلته مع ابنها اسعد كان هو الصواب.
ان الحكومة عندما كانت تبني امال على القمة كان عليها ان ترطب الاجواء قبل عام وتحاول قدر المستطاع تحمل مساوئ شريكها في العملية السياسية لا بل عليها ان تحتفظ وبشكل موثق على جميع سلبيات ومخططات شريكها وعرضها على القمة لتحرج اعضاءها وبذلك تكون بيدها الورقة الرابحة لا ان تفتعل او لنقل تظهر مثالب شريكها سواء ان هذه المثالب حقيقية ام تشوبها الشكوك فيكون اعضاء القمة في حالة شك مريب تجاه الحكومة وتصرفها مع شريكها في العملية السياسية لاسيما ان هذا الشريك من مذهب اعضاء القمة وان المذهب عند العرب فوق الدين الذي هو الكل حسب ما يمليه العقل والمنطق لأن المذهب هو الجزء فهل الجزء افضل من الكل حتى عكس قوانين الرياضيات حيث الكل يساوي مجموع الاجزاء ولا يمكن ان يكون الجزء هو الافضل الا اذا فسدت الاجزاء الاخرى فهل يا ترى من يثبت فساد هذه الاجزاء.
ان الذين ارادوا لهذه القمة ان تنجح فيعود نجاحها عليه بالمنفعة والاستقرار كان عليهم ان يحسنوا معاملة شريكهم المسيء في العملية السياسية ليثبتوا حسن نيتهم وخلقهم الكريم ولا يظهروا عنتهم وتصلبهم حتى ولو كانوا على حق بل عليهم ترطيب الاجواء حتى ولو الى حين.
هنالك الكثير من علامات الاستفهام على تصرفات الحكومة ما يثير الريبة عند المجتمعين في القمة فتحولت هذه القمة بدلاً من محاولة أيجاد الحلول لقضايا الامة الى الفتيل الذي يشعل اكداس القش المتراكم وسط البيت العربي وبذلك تكون الدولة الراعية والمنظمة لهذه القمة اول من يطالها الحريق (والله الساتر من هذه القمة).
فيصل اللامنتمي
/9/2012 Issue 4307 – Date 18 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4307 التاريخ 18»9»2012
AZPPPL