يا خسارة

يا خسارة
لست ممن يتلقط اقوال كبار قادة العالم والسياسيين وما تأتي به وسائل الاعلام من افكار ثم ابني عليها افكاري ولا حتى ما اقرأه في امهات الكتب واعتبره وسيلة للمقارنة في ما يحدث في هذا الوطن هذه الايام . لان اولئك القادة يتكلمون من دوافع مصالح اوطانهم واما الاعلاميون فيريدون شد الجمهور المستمع او القارئ إليهم اما ما كتب في اوقات وربما عهود سابقة لا يصلح ان يكون مقارنة لما يقع في هذه الايام . ولكني في هذه المرة سأعمد إلى تصريح صدر عن الرئيس الروسي فلادمير بوتن تعمده اذ اعده ليكون على قناتين رسميتين روسيتين وهذا يعني أنه صار من اعلى جهة روسية لها دور كبير سابق في احداث وطني العراق وها هي تلعب دوراً خطيراً في مصير وطن اخر هو سوري .
وعن الوطن السوري فأن الادارة الروسية بدأت تراجعا تكتيكي عن تأييد النظام السوري ورئيسه بشار الاسد سبقه اليه نائب وزير خارجيته وتلاه وزير الخارجية وان كان هذا الموضوع يهم كل عراقي وعربي إلا ان الاهم منه ما جاء في تصريح بوتن عن العراق فقد وصفه بالمفكك وقال ان الكرد يتمتعون باستقلال شبه تام واضاف انه بالرغم من مضي 9 سنوات بقي الوضع العراقي على ما وصفه بالمفكك او على وشك الانهيار .
وهنا اقول أنها خسارة حقيقية كبرى ان تمضي تلك السنين ولا تزال القضية الكردية معلقة بل وتزداد مشاكلها وأزماتها مع المركز يوماً بعد يوم ولان هذه تحتاج إلى وقفة طويلة ساترك الكلام عنها إلى فرصة قادمة .
اما المشاكل الاخرى التي من الممكن التغلب عليها والمقصــود هنا العملية السياسية على وشك الانهيار لان العراق ارض وحضارة وشعب لا يمكن ان ينهار بقول من بوتن او غيره ولكن هناك مشاكل ضلت قائمة هي السبب التي جعلت بوتن وغيره يتقول مثل هذه الاقوال منها :
{ ما تتداوله ألسن السياسيين ووسائل الاعلام عن الفساد الاداري والمالي
{ التجاوزات على بعض المؤسسات المستقلة وما يقال صدقا ام غير صدق عن تسييس القضاء
{ مشكلة البنك المركزي .
{ تجاوزات على حقوق السجناء والسجينات .
{ ما حدث من ازمة كادت ان تكون لها اثار مؤذية .
{ موضوع القبض على مطلوبين من حماية وزير المالية.
{ اخرها مرض رئيس الجمهورية الذي حسب ما وصفه كبار ساسة العراق والاعلام العراقي والعربي بأنه صمام امان .
ان كل واحدة من هذه المشاكل يمكن حلها بعمل جاد ودؤوب والقضاء عليها بشيء من الحزم في تطبيق القانون والدستور على ما فيهما من ثغرات فأن العمل الجاد والمخلص كفيل بسد تلك الثغرات ووضع الامور في نصابها .
والذي اريد الكلام عنه في هذه الكلمة هو مرض فخامة رئيس الجمهورية ومع تقديري لمكانته وما نسب اليه من وصف سواءً امنت به او لم اؤمـــــن فان الحق فيما يقوله الجمهور ولكن لا يجب ان تتوقف حياة دولـــة على مرض رئيسها ولان فخامته قد اصيب بما عطله عن اداء بعض وان كان جزئيا من مهام واجباته إلا انه كان من الواجب وضع صحته محل اعتبار وإيجاد البديل الذي يقوم مقامه حال خلو مكانه مع ان لرئيس الجمهورية صلاحيات (شرفية) ليست هي صمام الامان لذلك فأن امام العملية السياسية بعد هذه المرحلة من القضية السورية ومرض الرئيس والمشاكل المزمنة ان تعيد النظر في وجودها وتضع الحلول الجذرية لاي مصدر قد يأتي بما يعطل مسيرة بناء عراق جديد لان مضي تلك السنين بعد احتلاله وعدم الاستفادة من وجود دولة متــــــــقدمة علميا واقتصاديا وعسكريا في تحالف ســــتراتيجي مع العراق هي الولايات المتحدة الامريكية يعد خسارة كبرى .
شاكر العاني
AZP02