يأس
ها انا الان امارس عادتي القديمة بشتم وسب اول ضوء قد رأتهُ عيناي ، كنت قد بدأتُ حياتي قبل اكثر من عقدين من الزمن ، كنت هائماً في ظلامٍ دامس هادئ وجميل ، حتى بدأ يتخلل ظلمتي بعضاً من الاصوات الكريهةِ التي بدأت تتعالى بكلام لا افقه معناه ،ثم فجأة هبَّ لي من لب الظلام نقطة بيضاء بدأت تكبُر وتكبُر ، تصارع الضلام ، تباً انها تتغلب على ظلمتي الجميلة ، وبصرخة حطمت شغاف قلبي الصغير ودعتُ أخرَ بقعة من جزيرة الظلام خاصتي ، وبين صرخة واخرى كُنت اختلس النظر الى ما محى جنتي، كان ضوء كثير ، عيون كثيرة تراقبني مما اثار فيَّ الرعب ، ايادٍ تضرب على ظهري ، وضوء صغير يبحث عن شيءٍ في جوفِ عيناي، في القرب كانت هنالك امرأة تلهثُ وتتصبب عرقاً وتنظر اليه بلهفة تشوبها ابتسامة استطعت ان المحها للحظة ، كان قد غطى عليها اللهاث المستمر.
عرفتُ حينها انها هناك ، في داخلها كانت ظلمتي ، فأندفعت اليها بكل قوتي ، متمنياً ان اعود الى حجرتي ، لكن من دونِ جدوى . لن يفيد الاندفاع بشيء ، اخبروني ان عليّ ان انتظر ، وسأعود عاجلاً ام اجلاً ، انقضى عاجلاً وها انا انتظرُ آجلاً بلهفةٍ لأعود الى راحتي ، وطني ، بيتي ، سأنتظر لكي اعودَ وحيداً ، في بلاد خالية من البشر ، من القلق ، من الخوفِ ، من الموتِ ، بلادُُ خالية من كل شيء إلا نفسي ، سأنتظر لكي اغادر حياة تحوي كل شيء إلا نفسي .
ميثم حمزة – الديوانية