وهذا العيد – نص شعري – كاظم عبدالله العبودي
مقدمة
وأقسى ما يكون الشوقُ إيلاماً
إذا ما تستحيلً ديارنا منفى
القصيدة
وهذا اليوم
صار العيدً يسكنً
خيمة
لا دار
***
ويصحو وهو يذرفُ
من وريد الحزن
حزنا.. دمعة أخرى
***
فتلك ملاعب لم تدر
ماي معنى (المراجيح)
التي لم يبق منها
غير أعجاز
لنخل خاويات
قطعت أوصالها
إذ تلهث الطلقات
أو تترى
***
و (دولاب الهوى)
دولاب.. دارت فيه
بالمقلوب
وهو يهز بالمقلوب
عبر مداره
كفاً اذا ما دار
***
وهذا العيد
منفراداً توحد
بين ما شاخت
به الأعياد
فكل ظلاله
واللون والأشكال
في خطواته.. آحاد
***
يعيد لنا صباحاً
أو مساءً
لون ما إصطبغت به الأفاق
ما صبغت به آفاقنا
من فوهة حمقى
***
فلم نر قبل هذا الليل
كيف تحولت
أحلى شفاه الورد
في واحاتنا..
زرقا!
***
يهاجر.. مرة أخرى
نثيث الطل
عبر الثلج للمنفى
المطل على نوافذ
بعثرتها الريح
ريح المرة الأولى
وها هي صرخة أولى
تضج.. تطالب المنفى
ومنفى اليوم
بعض مضارب العربان
أو حتى..
بدون مضارب العربان
لا دفء.. ولا مدفا
توهمت الخرائط
عبر أطلسنا
فحلت فجأةً
في (نينوى)…
(حيفا)!
***
وأشهر فوق نحر الحب
ليل العيد
من تاريخنا، تأريخُنا..
سيفا
***
ويهطل ثلجه.. المنفى
مسيلاً من جنون الريح
حتى تنفث الأشجار
من آهاتها.. عصفا
***
يمد لها جناح قادم
– من أين؟
لا تدري-
ظلال مخالب عجفى
***
فحتى الشمس
حتى الشمس
لاذت في مغاربها
ولاذ بها هلال
كان ينظره بذلك العيد
هذا العيد
لما استقبلته الدار
لا جار، ولا من زار
***
وعبر تلف للـ … راح
راحت تسأل السارين
عينُ الصبح:-
– أين جديدها
أين (الفساتين)
التي حلمت بها
من بضع ساعات
أمانينا؟
***
وكيف تمزقت
لما احتواها وهو يعوي
مدفع..
أحلى أغانينا؟
***
وكيف تخضبت بالدم
لا الحناء
يا أمي… ليالينا؟!
***
وأي العرس
تجهش فيه.. زغردة
وترقص دونما رأس
به الأطيار؟
*** وأي قصير ذيل
جر فوق رموش (دجلة)
حانقاً.. ذيله؟
***
وأقبل، لم يزل عن جفنه
بقيا تراب القبر
ممتطياً على أدنابها
خيله
***
تدثر باللظى واختار
في عز الضحى
من أمسنا
ليله!
فما إلا مسيل الدمع
حين يسحه غيم
توالى مثل صمت الدار
مثل هدير قاصفة
تخط على ظنون الشوق
رجرفة مولع يرجو
قليلاُ من حليب جف
لحظة فتحت زغب
براعم جوعها عطشى
فلا نوم.. ولا أرق!
***
ومن بين العواصف والقواصف
والبوارق والبيارق
لاح من أشلائنا
– إذ تبسم الأشلاء ساخرة-
لنا من شق خيمه
أطل البدر
لا ضوء، ولا ألق
***
يحاصره ضباب
أمطرت ناراً سحائبه، ولكن..
رغم تلك النار
رغم دخانها
مازال يلثم خده الشفق
***
ستطلق ساقها للريح
هذي الريح
صوب الكهف
يحرقها، ويحترق
***
وترقب عين هذا الصبح
جفن العيد.. عوداً
وهو يأتلق
***
ملحق:-
يحن الطير للأفراخ
أنى طار
وتحنو حين يسقط
بعض ما أروقن
فوق غصونها الأشجار
ووحش الغاب
تشهق لوعة لو شاهدت
في ساق بعض جرائها.. جرحا
***
ونحن.. تصلبّ الشريانُ
حتى حال في وجداننا سيفاً
يجول بكل ما حلمت
رموش صغارنا.. ذبحا!
***
ولكن.. سوف..
سوف تهل ثانية
ليالي العيد- رغم السيف-
من أحداقنا..
صبحا
***
هنا.. رقصت
ظلال الورد دهراً
أو.. لهذا اليوم
يفرع رملنا
دوحا


















