وما تسقط من ورقة الا يعلمها – عباس الجبوري

وما تسقط من ورقة الا يعلمها – عباس الجبوري

ربما تكون هذه السياحة قريبة من الشعر  بعيدة

عن السياسة وهي تتصفح وجوه الناخبين من الوسط الخاص  الحالمين ببقايا حلم لبقايا وطن أكلته الذئاب السوداء والصفراء بعيونها المتقدة كالفسفور من الغيظ على مر السنين يوم كانت تعبث بخيامه الريح فتتمايل نخيلاته معاناة وجوىً الى من يتفيءُ تحتها من هجيرٍ قادم من الصحراء بأسنان حادة تباعدت بينها من القدم واللامبالاة

كانوا يأتون من الثكنات والملاجئ وساحات التدريب ودوائر الادارة

وكان يسير معهم الامل

ممزوجاً بحفنة تعب وابتسامة ود و(تحشيش)

يبالغ البعض منهم ان تكون طبيعية باسترخاء محبب وكنت ادعو لهم ان تكون كذلك

وقفت طوابيرهم ووقف معها حديث طويل  يبدأ من الأمرة الى الميرة مروراً بدورة الاركان ثم أساليب الضباط والقادة

كان شريط الايام يمر بدون تقطيع على ألسنة الجنود

كان واقفاً على رصيف الشارع وهو يتأمل ويحفر ولايرضى ان يكتب الا بقلم متواضع مكتظٍ بالامنيات

كانت الشوارع تتحرك بجنودها وكان الجنود يتمايلون بمشية (متغنجة)

بينما كانت منصات التواصل والمواقع والمحطات تتدفق بالاراء المسبقة من الامس والسريعة بالتوزيع على دراجات (الطلب) المنتشرة على أبواب المطاعم الخفيفة والحديثة

كان الجميع يطلب الهدف ويحرص على الاصابة وتلك أمنية نبيلة

ولكن اللانبل بها عندما تتحرك على دروب طينية وترابية تثير الاتربة والغبار للازعاج والتنمر القاسي بغبار الذكريات المريرة او الحرمان

بعد هذا الذي قيل ماذا نأمل وماذا نريد  في ليلة الانتخاب العام الشتوية الطقس والربيعية الامال والخريفية النقد والصيفية التعرق على شوارع المدن القديمة والجسور التي أنهكها الركض على إسفلتها المتصلب وأرهقها الهتاف على من كان وماكان الذي خرّش الحناجر  في رحلة البحث عن يوسف الصديق بين وجوه الشبه التي لم تغتسل الا قبل ان تقابل العزيز

ثم يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث الناس)

ندعو   ونرجو ان تعرج دعوتنا الى السماء  بدون سيطرات  تفتيش نوايا او منع سفر.

عضو لجنة العلاقات الخارجية

مشاركة