وماذا عن مسؤولية أولياء الأمور عن أولادهم ؟ – حسين الصدر
-1-
جاء في الاخبار :
لما نزلت هذه الاية :
{ يا ايها الذين آمنوا قُوا انفسكم وأهليكم ناراً }
التحريم / 6
جلس رجلٌ من المسلمين يبكي ويقول :
أنا عجزتُ عن نفسي ،
وقد كُلفتُ بأهلي .
فقال رسول الله (ص) :
” حسبك ان تأمرهم بما تأمر به نفسك ، وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك “
راجع طرائف الحكم ونوادر الآثار ج2 ص 102
-2-
اذا كان بعض أولاد الانبياء يتسمون بالجحود والعصيان – كما هو حال ابن نوح – فليس غريباً أنْ يُمنى الآباء بأولاد من العصاة المخترقين للخطوط الحمراء كلها .
-3-
انّ الانسان يُولد على الفطرة ، ومتى ما تعهده الوالد بالعناية والرعاية وزرع في نفسه حُبِّ القِيم، وأوضح له الحقائق، وأَخَذَ بيده للمضي في
طريق الاستقامة أثمرْت جهودُهُ وأصبَحَ اولادُهُ قرَّة عَيْنٍ له في دينهم واخلاقهم وآدابهم ومساراتهم السليمة، وحين يُهمل ذلك ويترك الحبل على الغارب دون مراقبة وبلا تقويم فانه قد ينحرف الولد ويبتعد كثيراً عن جادة الالتزام يستوي في ذلك الذكور والاناث من الأولاد .
-4-
ان الوالد مأمور ان يامر اولاده بالصلاة فكيف بنا اذا لم يكن الوالد مُصليا؟
-5-
انّ الوالد هو القدوة والمَثَلَ الذي يحتذيه الولد، فعليه أنْ يكون مثالاً للمسلم الفخور بدينه، الناشط في مضمار طاعة ربه ، المؤدي للفرائض والواجبات والمتوثب لخدمة الدين والشعب والوطن لينعكس ذلك على أولاده وأهله جميعاً .
-6-
وعلى الام أنْ تقف الى جانب الاب تساعده وتعينه للمضي في مشروع التربية الصحيحة والتنشأة السليمة، بعيداً عن مقتضيات العاطفة الجياشة التي قد تعترض على دقة المراقبة وشدّة المحاسبة .
-7-
انّ الكثير من الانفلات والتخبط في مسار الاولاد تَعودُ جذوره الى المبالغة في تنفيذ رغباتهم، والامعان في { الدلال }، بعيداً عن النهوض بالمسؤولية الملقاة على عاتق أولياء الامور .
-8-
وفي الاجيال الماضية كانت نسبةُ الابناء الصالحين هي الاعلى ولكنها –وللاسف – انخفضت في المجايلين كثيراً .
وليس هذا مَبْعَثَ يأسٍ وتشاؤم وانما هو تنبيه وتحذير مِنْ إلقاء الحبل على الغارب لأن الوالدين هما اول من يدفع ثمن اسفاف الاولاد وانحدارهم الديني والاخلاقي .
-9-
أين من يتحاشى أنْ يقول ” أفٍ ” لوالديه مِنَ الذي يُوجعهما ضرباً ثم يطردهما من الدار الى حيث يواجهون أكبر المصاعب والمشاق ؟
-10-
طوبى لأولياء المور الذين نجحوا في تربية أولادهم تربية صالحة فازدان بهم المجتمع ، وطوبى للأولاد البارين بوالديْهم أحياءً وأموتا .
ورحم الله آباءنا وأمهاتنا جميعا وجزاهم عنا خير الجزاء.