وزير الخارجية المغربي يؤكد من مدريد ضرورة الوساطة بالمنطقة المتوسطية
الرباط ــ عبد الحق بن رحمون
من العاصمة الاسبانية مدريد التي احتضنت أمس الاثنين، أشغال ندوة حول تعزيز الوساطة في المتوسط التي تنظمها وزارة الشؤون الخارجية الاسبانية ومركز طليطلة الدولي للسلام، قال سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون إن الوساطة آلية وازنة وفعالة في مجال فض الخلافات الثنائية والجهوية. كما أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي أن أهمية الوساطة تكمن كأداة من سماتها وإيجابياتها المرونة والقدرة على الأخذ بعين الاعتبار طبيعة كل خلاف على حدة انطلاقا من أسبابه العميقة وطبيعته وظروفه، إضافة إلى تطوره التدريجي وصيرورته وطبيعة دول المنطقة المنخرطة والمعنية به .
على صعيد آخر، كشف مؤخرا شكيب بنموسى، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لوسائل الاعلام المغربية أن الجهوية الموسعة ستساعد على إنجاح التصور الذي سيتم الاتفاق عليه في إطار المفاوضات بشأن مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية. كما اعتبر شكيب بنموسى أن خيار الجهوية الموسعة لا يتناقض مع مبادرة الحكم الذاتي. وقد اختار المغرب تفعيلها بدل انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات في هذا الشأن في إطار الأمم المتحدة. وفي السياق ذاته أكد شكيب بنموسى أن الجهوية الموسعة باعتبارها خيارا يمكن من خلق دينامية جديدة. تعد بمثابة مرحلة ستساعد على إنجاح التصور الذي سيتم الاتفاق عليه في إطار ما تؤول إليه المفاوضات بشأن الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية .
من جانب آخر، دعا سعد الدين العثماني في ندوة حول تعزيز الوساطة في المتوسط أن يعمل لقاء مدريد على تدارس الوسائل الكفيلة بخلق تكامل وتلاحم بين هذه المجهودات، بهدف تمتين التعاون والتنسيق بين مختلف المتدخلين والفاعلين في عملية الوساطة.
وفي السياق نفسه، شدد رئيس الدبلوماسية المغربية أن موقف المغرب ثابت اليقين من أن مبادرة تقوية الوساطة بالمنطقة المتوسطية. تتيح فرصة ثمينة لتجديد تشبثنا بقيم السلام والاستقرار في منطقة تعرف استمرارية النزاعات وانعكاساتها السلبية . مبرزا أنه انطلاقا من دوره كفاعل في إرساء السلم. يعتبر المغرب المنطقة المتوسطية فضاء متميزا لسياسته الخارجية ويجدد التأكيد في هذا الصدد على إرادته الصادقة لإنجاح هذه المبادرة عبر العمل التوافقي مع كل البلدان المعنية وباقي الفاعلين.
وإلى ذلك اعتبر سعد الدين العثماني أن الدور الذي تقوم به الرباط يحظى بتقدير العديد من الأوساط الإقليمية والدولية. مشيرا أنه استكمل بالالتزام الذي اتخذته الرباط حيال تعزيز وبناء السلام. مع إدراكها التام للأهمية التي تحظى بها تقوية القدرات الوطنية في فترة ما بعد الصراع. ضمانا للسلام الدائم. ولتنمية تجعل الإنسان نواتها الصلبة.
وأضاف سعد الدين العثماني الذي كان يترأس برفقة نظيره الإسباني خوسي مانويل غارسيا مارغالو الجلسة الافتتاحية لندوة حول تعزيز الوساطة في المتوسط إن الرباط وفقا لتوجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس. تشاطرهم اليقين والقناعة بأن الوساطة تمثل في وقتنا الراهن آلية وازنة وفعالة في مجال فض الخلافات الثنائية والجهوية. في زمن يعرف فيه العالم تحولات عميقة وظرفية استقرار هشة ومتقلبة .
وفي الوقت ذاته أوضح سعد الدين العثماني أن الدبلوماسية المغربية انطلاقا من إدراكها لهذا الواقع وقناعتها الراسخة بالدور المركزي لمنظمة الأمم المتحدة في الدبلوماسية الوقائية والتسوية السلمية للنزاعات. فإن الرباط اتخذت دوما من الوساطة أحد المرتكزات الأساسية لسياستها الخارجية كما ذكر سعد الدين العثماني في هذا السياق بمجهودات الوساطة التي اضطلعت بها الرباط بكل من إفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة البلقان. وكذا عبر مشاركتها الفعالة في عمليات حفظ السلام في العديد من بقاع العالم.
AZP02