وداعا يا اخي – عصام مجيد العبيدي

وداعا يا اخي – عصام مجيد العبيدي

رثاء الى المرحوم داود الزهيري

سيدي انت الاعرف مما اقوله ان العمر لا يعد بالسنين بل العمر ذلك الشي الذي كلما طال كلما قصر اما الحياة هي عبارة عن سفينة شراعها ووقودها (الرحيل) ايها الصديق العزيز لقد استعرت منك الوفاء وثقافة القلم لكونك كنت ذلك الجزء الحركي الذي عاش ومات لا تملك الى كرامتك وانت من ذألك الرعيل الذي طلق الحياة وما فيها ؟! سوى الى الكتاب والقلم والبحث في بطون التاريخ المندثر فيه والحاضر.. لقد عرفت فيك اعلى معاني النزاهة والاخلاص والحرص في عملك الذي قضيت فيه نصف حياتك … والنصف الاخر منه روضت به نفسك وهيئتها للكتاب والقلم والادب والمعرفة وكنت شاملا في معاني الحياة بكل اشكالها ومعانيها … ان هذه الاسطر لا تكفي بحقك ايها العزيز كنت كثيرا ما اتمنى الى  ان استذكر محطات كثيرة في حياتك وما حيلتي حيث السأم والمرض اخذ مني وسلبني حربة القلم وكلما كنت اود ان ابرمج نفسي ومنهجي ولكن وطأة الحياة حالت دون ذلك لكوننا اصبحنا جزء من رتابة الحياة  واخيرا يا اخي العزيز والصديق الوفي ارجوا ان تسمح لي يان اهدي اليك جزء يسير  من هذه السطور الذي كنت جزء منها لكونك كنت لنا جامعتنا بحد ذاتها في مناهج السيرة والسلوك واهدي اليك بيتنا من الشعر العربي

(وما قيمة الدنيا اذا فرشت لنا

                                              من بعد زينتها فراش وتراب )          وحيث ان العمر بدون تضحية من اجل الاسمى والاعم لا يستحق الذكر ولكوننا اصبحنا واصبح مثلنا كالسفينة اليوم تمشي في بحرهائج لا شراعا فيها ولا الملاح يدري هكذا كان هاجسك دائما وحيث ان المرء لا ينال كل ما يتمناه حيث ارادة الله هي الحق وهي اليقين نم قرير العين في ذمة الله ورحمته ورضوانه يا ايها القريب وايها العزيز وايها الزاهد والاخ الذي لم تلده امي واليك منا دمعنا يا ابا فائق

(أهكذا انت يا دنيا مخادعة

                         مثل السراب عليك العمر ينهار)

مشاركة