وجه جديد أم مسار جديد؟

توقيع

فاتح عبدالسلام

عملياً لا يوجد في المشهد القيادي السياسي المعروض في العراق على الشاشات الأن وجه جديد لم يخض من قبل في غمار هذه العملية السياسية التي أوصلت العراق الى مهاوي الردى. والوجه المقصود ليس شخصيا وفردياً فحسب برغم أهميته، ولكنه الوجه السياسي القادر على نقل قطار العراق المعبأ بشتى أنواع المتفجرات السياسية والاجتماعية من سكة الى أخرى متاح أمامها محطات قريبة جداً لإفراغ تلك الحمولة الفاسدة والقذرة والملغومة وابدالها بتكوين جديد في النهج لا يلعب بالعراق بوصفه غنيمة شخص أو حزب أو مذهباً و مليشيا أو قومية أو جهاز مخابرات اقليمي ودولي.
العراق كان ولا يزال ينتظر نهجاً جديداً ، ذلك النهج الذي يضمن لبلد يحترق أن تنطفىء نيرانه ويشعر جميع أبنائه أنهم متساوون أمام القانون والدستور وأمام دورية الشرطة في الشارع .
الملف الأمني والعسكري والسيادي المتعلق بوحدة العراق هو سيكون أمام أي جهة تحكم العراق مستقبلاً ، لكن العراقيين الذين نزفوا وسيقوا بالألوف الى الموت المحقق وسرقت أموالهم بصفقات مشبوهة، لن يكونوا لقمة سائغة فيسكتوا على ما أصابهم من جناة لا يزالون يمثلون أمامهم بهيئات وأشكال مختلفة، ولابد من حساب قانوني ، وإلا لأصبح الحكم الجديد تغطية شرعية لخراب أحدثه الحكم السابق.
لا توجد علامة على مسار عراقي جديد في المشهد السياسي العام، برغم من الاتفاق على وجه جديد ، هو من الطينة السياسية نفسها.
هل يستطيع شخص جديد أن يتصرف بعيداً عن التركيبة السياسية الضيقة التي أفرزته وكان فاعلاً فيه. ذلك هو السؤال الذي إذا استطاع مسؤول التصدي له وتحقيق جواب مستنبط من معادلة التوازن السلمي الاجتماعي، فإنه سيبني الثقة الممزقة.
العراق الجديد ، يحتاج أولاً وآخراً بناء دولة المواطنة الحرة في السياق الاجتماعي والسياسي والدستوري المفروض توافره واشهاره ليكون البديل الحقيقي عن سياق الخراب الكبير.
ثمة انشقاق في العملية السياسية ذو طبيعة جديدة ستظهر نتائجه في خلال أيام.

 

رئيس التحرير

لندن

Azzaman Arabic Daily Newspaper Vo1/17. UK. Issue 4878 Tuesday 12/8/2014
الزمان السنة السابعة عشرة العدد 4878 الثلاثاء 16 من شوال 35 هـ 12 من آب اغسطس 2014م
AZP20

مشاركة