وجهة نظر- جاسم مراد
هي مجموعات متفقة بالمبادئ ، مختلفة على التوحد ، يجمعها المشروع العروبي، تفرقها مواقع التزعم ، هي حائرة بين الانتماء الوطني ، وبين توزيع الولاءات ، هذا الوضع ينطوي على ضعف الرؤية ، وهامشية الحضور .
الحركات والتجمعات والشخصيات ، القومية والناصرية والعروبية العراقية ، تحملت كل سنوات الضغط والتشريد والابعاد والسجون ، في عهد النظام الصدامي، لكنها في ذات الوقت رفضت الغزو الغربي للعراق ، وتعاملت مابعد الغزو مع كل الرافضين وطنيين واسلاميين بحاكمية الاستقلال ، ورفض السلطة الطائفية ، وبناء دولة المواطنة والحرية للجميع . هذه المواقف المجيدة معروفة للجميع ، لكن من تسيد على السلطة ، كان يتعامل مع العروبيين ، تارة بالتشويه ، واخرى بالمحاصرة ، واقل ماكان يقال عن العروبيين بانهم ( قومجية ) بغية اضعاف حضورهم ودورهم واسهاماتهم في صناعة الرأي العام الوحدوي الوطني ، وتشكيل موقف مشترك يبعد العراق عن ديماغوجية الشعارات التفريقية والسياسات الطائفية العرقية التي زرعها المحتل في أول تشكيل سلطوي بعد الاحتلال وهو مجلس الحكم .
وبالرغم من كل الازمات التي عاشها البلد ، واخطرها عاملان مؤثران في الحياة العراقية الجمعية ، وهما هجمة الارهاب بكل الوانه ومناشئه وادواته وتمويلاته ، والثاني عمليات الانفصال الجغرافي والبشري والاقتصادي الذي طرحته العديد من الشخصيات والتشكيلات وبعض الاحزاب ، الانفصال المشئوم الذي بدأ برفع العلم الاسرائيلي على ارض العراق ، وهي حالة لم تحدث في التاريخ العراقي الحديث ، ولم ينتهي بتعميق الاديولوجيات العنصرية والتفريقية بين مكونات الشعب ، نقول بالرغم من ذلك بقيت تلك الحركات العروبية متنافرة متباعدة منزوية ملتفة حول ذاتها وبين مجموعات لاحوله لها ولاقوة من حيث التأثير الشعبي ولا المواقف السياسية . الجماهير العراقية، وبالخصوص المتقدمة منها بالوعي ، تنظر لهذا التشرذم ، من إنه تعبير عن الانانية السياسية ، وضعف منقطع النظير في الرؤية للوضع العراقي والعربي ، وبالتأكيد هناك اطراف سياسية عروبية وناصرية ووحدوية وقومية تحملت الكثير في العهد الدكتاتوري ، لانريد تسميتها ، وبقيت مشلولة المبادرة في توحيد كياناتها في تشكيل مشترك وبرنامج عمل يجمعها ، وهنا لانقول إذابتها في تشكيل واحد رغم اهمية ذلك ، لكنه من الضرورة بمكان ان تلتقي على مشروع سياسي وتنظيمي مشترك ، سيما وهي جميعا تعيش ظروف مادية قاسية ، وليس هناك موارد تعينها .
إن المبادرة من احد الاطراف ، وبالخصوص من الشخصيات المعروفة تصبح ضرورة ملحة لتشكيل جبهة وحدوية ، ترتكز على الخصوصية الوطنية العراقية وعلى اليات العمل الذي يعزز الاستقلالية في الدفاع عن القضايا المركزية للامة العربية في مواجهة اخطار التقسيم والصراعات التي تعمل على فرضها في الساحات العربية قوى الاستعمار الجديد والرجعية . ونعتقد بدون المبادرة التوحيدية فأن مال هذه الاطراف هو الضمور والاختفاء.