وا إستغاثتاه .. هل من منقذاه؟
لمن تستغيث هذه الشريحة الكبيرة من الشعب وسبق لها ان استغاثت مرات ومرات ولا من مجيب ولا من جابر خواطر ولا من قائد او مسؤول من اعلى السلطة الى ادناه قد التفت لهم وقال ما بهم وما بالهم وماذا يريدون وماذا ينشدون وهل طلباتهم مشروعة او غير مشروعة.. دستورية او غير دستورية.. ان هذه الشريحة كما قيل في الاحصائيات انها تشكل نحو 40 بالمئة من الشعب وهي الطبقة الفقيرة المسحوقة التي تعيش تحت خط الفقر والتي يعيش اكثرها على رواتب اللا رعاية اجتماعية.
وفي هذه الايام بالذات تصاعدت طلبات الشعب والجماهير وتعددت طلباتهم ومنها رواتب المتقاعدين وزيادة رواتب الموظفين.. وما الى ذلك من طلبات من شأنها رفع المستوى المعيشي لكل هذه الفئات ولاسيما بعد ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة وكل هذا حق والامور الجيدة والتي يتوجب على الدولة تبني تلك الطلبات وتحقيقها ولكن هذه الشريحة والتي نحن بصدد الحديث عنها ظلت ساكنة صابرة مؤمنة عسى ولعل الله يلطف بهم ويلهم احد المسؤولين بالسؤال عنهم وتبني قضيتهم وسبق ان ناشدنا السيد رئيس الوزراء والسيد رئيس البرلمان والسادة الوزراء والسادة البرلمانيين ومن على هذا المنبر ومن خلال هذه الجريدة الغراء ولكن لم نجد غير اذان صماء وابواب مغلقة وناشدنا الديمقراطية ولكن دون جدوى.
ولابد لنا من التساؤل الى متى ستبقى هذه المناشدات والاستغاثات تنطلق ولا مجيب لها.. ان لم تستجب الدولة لاستغاثات الشعب فمن ذا الذي يغيثهم ويستجيب لهم؟
ان من حق اولئك المواطنين ان تتكفل الدولة باعالتهم وبالمستوى الذي يحفظ كرامتهم وماء وجوههم وهذا الامر لا يجب ان تمر عليه الايام والاشهر والسنوات دون حل جذري لمعاناتهم فان امورهم وحالهم وما هم عليه من بؤس وشقاء يستوجب العمل الفوري والآني لانتشالهم من واقعهم المأساوي.
ان الرواتب الرمزية التي تدفعها دائرة الرعاية لا تكاد تساوي شيئا مما نعيشه الان من غلاء معيشة وارتفاع الاسعار ولاسيما لتلك الاسر التي لا معيل لها .. ان هذه الرواتب هي في واقع الحال اشبه نقطة من بحر فلا ادري ماذا تفعل الـ120 الف دينار او 100 الف دينار لاسرة مكونة من اشخاص عدة وهم بسكن مستأجر وليس هناك ايجار كمعدل وسط اقل من 300 الف دينار ناهيك عن المصاريف الاخرى كالمعيشة والطبيب والمصرف اليومي وما الى ما تحتاجه الاسرة من لوازم ومصروفات اخرى.
انا لا ادري كيف احتسبت هذه الرواتب وكيف شرعت.؟ والمصيبة الادهى ان هذه الرواتب تدفع كل ثلاثة اشهر اي على الاسرة ان تعيش على الهواء الطلق كل هذه المدة حتى تتشرف هذه الدنانير للوصول الى ايديهم لدفع بدل ايجار شهر واحد او لعلاج مريض او شراء قرطاسية وملابس للاولاد.
ان ذلك لمضحك حقا…عندما نريد ان نتحدث عنه.. مع ان المسؤولين يتباهون بان لديهم رعاية اجتماعية مسؤولة عن رعاية الفقراء والارامل والايتام والمعاقين والمطلقات والعجزة بالمرض والشيخوخة ولا معيل لهم وعندهم حفنة من الاولاد القاصرين من المفروض ان تكون الدولة هي المسؤولة عن كفالة هؤلاء القاصرين ورعايتهم من يوم ولادتهم حتى بلوغهم سن الرشد.
فاية رعاية هذه التي تتحدثون عنها يا سادة يا كرام وليس امامنا اليوم الا ان نرفع هذه الاستغاثة مجددا للمطالبة بتعديل هذه الرواتب وجعلها متساوية مع رواتب المتقاعدين وجعلها شهرين بدلا من ثلاثة اشهر.. مع مراعاة عدد الافراد بكل اسرة ممن هم دون السن القانونية.. وانتشالهم من تلك الظلمات التي لازمتهم منذ العهد المباد وحتى الان.
فلذلك نهيب بالسيد رئيس الوزراء والسيد رئيس البرلمان والوزراء والنواب العمل على تحقيق المطالب الشعبية لهذه الشريحة الكبيرة من الشعب لانهم يشكلون القاعدة الاساسية لهذه الامة وكلنا امل ورجاء ان لا تكون هذه الاستغاثة كسابقاتها تذهب ادراج الرياح.. فان ما تطالب به هذه الشريحة هو حق لها كفلته الدولة لهم بدستورها وقانونها.. وبوعود السياسيين لها واليوم عليكم البر بوعدكم بانتشال هؤلاء الفقراء ليعيشوا على وجه الدنيا.. وسيبارك الله كل مسعى فيه صلاح هذه الامة وخيرها.. وارجو ان لا يطول انتظارنا لنجدتكم لاهلكم واخوانكم وابناءكم وامهاتكم واخواتكم ودمتم في رعاية الله.
محمد عباس اللامي – بغداد
AZPPPL