واشنطن مطالبة بوضع العراق على أولويات سياساتها – طالب قاسم ألشمري

talibqassim

واشنطن مطالبة بوضع العراق على أولويات سياساتها – طالب قاسم ألشمري

 يربط العراق  والولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية الإطار الاستراتجي لعلاقة صداقة وتعاون مشترك وقعت بين الدولتين تنص على دعم العراق  والتعاون معه وتعزيز مكانته في كافة الميادين و احترام سيادته الوطنية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية  وفي الحقيقة لم يحدث شيء من هذا على ارض الواقع العملي  بل زادت التدخلات الأمريكية السلبية  في الشأن العراقي حتى بعد رحيل جيوشها التي خرجت من الباب ودخلت علينا من الشبابيك  وهي تمسك بالعديد من شرايين العراق الحيوية والحساسة وتتحكم فيها وما تغض الطرف عنه في بعض الأمور فهو بمزاجها يعني بمزاج واشنطن أما اتفاقية الإطار الاستراتجي للصداقة والتعاون هي حبر على ورق لم توضع في يوم من الأيام  على طوله الرئيس الأمريكي السابق اوباما  لتنفيذ شيء من بنودها حتى بعد احتلال أكثر من ثلث العراق من قبل داعش الإرهابي الذي ادخل علينا من كل حدب وصوب  وبدعم من بعض دول الجوار الإقليمي وواشنطن لم تحرك ساكنا والعراق يواجه الخراب و غول الفساد الذي كبر وترعرع  يعني لم توف إدارة الرئيس السابق اوباما بالتزاماتها بعد أن وضعت واشنطن اتفاقية ألصداقة والتعاون الاستراتجي على رفوفها العالية حتى مجيء ترامب الذي خرق واحرق  هذه الاتفاقية بوضعه العراق على قائمة الدول السبع التي منع مواطنيها من دخول أراضي الولايات المتحدة الأمريكية وهذه سابقة غير معروفه في إستراتجيات السياسة الأمريكية  لان المتعارف عليه  إكمال الرئيس الخلف لبناء الرئيس السلف في محافظة واشنطن على اتفاقياتها ومعاهداتها مواثيقها  مع الدول نعم يوجد اختلاف يظهر في أساليب وطرق تحقيق الأهداف وتصريف السياسة بين رئيس وأخر لكن الأهداف نفسها لا تلاعب فيها يعني التزام الإدارة الأمريكية بثوابت خارطة طريق استراتيجياتها السياسية والبناء عليها وهذا التغير الجديد في سياسة واشنطن برئيسها الجديد اترامب يعني تملصها  من التزاماتها ومعاهداتها وخدش مصداقيتها ويتضح ذلك من خلال تعامل الرئيس  ترامب  بما يتقاطع مع معاهدة الصداقة والتعاون المبرمة بين  بغداد وواشنطن وبالشكل الذي خلق مناخ وأجواء شعبية وطنية  معادية لسياسات  اترامب  والعراقيين ما زالوا يعيشون ماسي الاحتلال الأمريكي وإفرازاته المدمرة وهنا لابد من تأشير بعض العوامل والأسباب التي شجعت ترامب على وضع العراق ضمن قائمة ممنوعاته  ومن هذه العوامل عدم وجود قياده سياسية عراقيه موحده تقود العراق وتفرض هيبته واحترامه وتعزز مكانته إقليميا ودوليا بل ما نشهده قيادات  متناحرة متصارعة على سلطات ألدوله ومغانمها أسهمت في عزل العراق بشكل واضح عن محيطه الإقليمي والدولي وخربت داخله الوطني وشجعت بعض الدول وأنظمتها التي تضمر له العداء والشر و تشكك   بقدراته في التغير والإصلاح والانقلاب على واقعه المعقد والمركب بعد إصابته إي العراق بالتراجع والانحسار الاقتصادي وتصدع بنيته السياسية والاجتماعية  والثقافية والعلمية  على الرغم ما يحققه من انتصارات قيمه في معارك التحرير ضد داعش الإرهابي ولكن ما زالت هناك حرب قائمه وهي جزء من أهداف داعش الإرهابي وداعيهم هي حروب الاستحواذ والسيطرة على الأراضي الوطنية الدائرة بين المركز والإقليم وبين الطوائف والكتل السياسية يعني حروب ألتقسيم وهي حروب مدعومة من الخارج الوطني وجهات الدعم معروفه للجميع وهي من تدعم وتحرك وتشعل  حروب التقسيم الطائفية العنصرية المذهبية  حروب نيرانها تستعر تحت الرماد وبرغبه أمريكية ملحة مدعومة بإرادة وتخطيط وتمويل مادي من بعض دول الجوار الإقليمي  بالمباشر في السر والعلن   وكل هذا الإحداث والتحديات التي نواجهها  هي بسبب  الممحاتات والتجاذبات والصراعات ألقائمه بين القادة والسياسيين وهي تأكل بجرف ألدولة وقوتها  وهيبتها  واحترامها  ومكانتها الإقليمية والدولية  ما شجع الاخرين على  التدخل في شؤوننا الوطنية بلا حدود  والتأمر علينا والتجاوز على حقوقنا وكل هذه التحديات  شجعت الأعداء والأصدقاء أن يطمعوا بنا أكثر وصولا للتجاوز المعلن مع سبق الاصرار  على سيادة أراضينا الوطنية ومحاولات قضمها وصولا إلى تصدير الإرهاب لداخلنا الوطني  وهذه بعض الأسباب والعوامل التي شجعت الرئيس اترامب من وضع العراق على قائمة الحضر يعني بسبب ضعف العراق  بكل المقاييس ،،  إما إرادتنا في حماية العراق أرضا وشعبا وثروات وتاريخ فهي بحاجه إلى  ضبط  الداخل الوطني وفرض القانون على الجميع وبدون تميز وهذا الأداء في التنفيذ والتطبيق لا يتحقق إلا بوجود قوة ردع وطنية مهنية تنفذية تصرف الأنظمة والقوانين وتطبقها بعدالة وقناعه وإيمان وطني يتماشى معه ظهور انجازات الدولة ومشاريعها التي تضع المواطنين في المكانة التي تليق بهم ليعيشوا  بعز وأمان في وطنهم في ظل تحقيق تكافأ الفرص وهذا الانجاز بحاجة إلى الكفاءات والخبرات الوطنية من قاده وسياسيين واكادميين ومثقفين وهم كثر منهم ما زال يعيش داخل العراق وآخرين في الخارج و لديهم كل استعدادات العودة للوطن عندما يشعرون ويلمسون هناك رغبه ونوايا صادقه وحقيقية من قبل ألدولة بعودتهم عندها  سيعودون ويعملون بوطنيه وإخلاص نعم نحتاج لهذه الكفاءات التي خلت ألدولة منها  ولم يبقى لنا فيها غير أناس يتعاطون السياسة وهناك فرق كبير بين السياسيين المحترفين ومتعاطي السياسة إذا على الدولة  فسح المجال للكفاءات الوطنية المحترفة للمشاركة في بناء المجتمع و ألدوله وإدارة مؤسساتها وفرض هيبتها على الداخل الوطني وخارجه نعم إعادة هيبة ألدولة وفرضها بالانجازات الوطنية التي تحقق البناء والأعمار والاقتصاد وبنية المجتمع السليم  يعني نبني سورنا الوطني الحصين والسؤال متى و هل بهذا الموجود  يتحقق هذا المنجز الوطني الكبير ؟؟، والدولة تقاد بما يسمى بالشراكة الوطنية التي تعني (المحاصصة البغيضة) والدولة تعمل بلا تخطيط يعني بلا مشروع وطني بلا خارطة طريق حقيقية بكل ما تعنيه هذه ألكلمه ؟  والسؤال هل يجوز او هل هناك دولة في عالم اليوم  تخرج من احتلال وحروب أهلية وتتعرض   لعمليات إرهابية شبه يومية  لا يظهر مشروعها الوطني  يعني العراقيون يعيشون  في دوله بلا مشروع وطني؟؟  حقيقي علمي مفرغ على خارطة طريق عمليه معلنة للشعب ومطروحة على الخبراء والبرلمان  لمناقشتها ودراستها وإقرارها لتكون دليل عمل للدولة  يشارك الشعب بتنفيذه  من خلال منظمات المجتمع المدني بهذا الأداء نحصل على الدولة القوية المهابة لا يجرؤ احد التطاول عليها  ، والسؤال أين نحن من كل هذا ؟ بالمختصر الشديد نحن اليوم بأمس الحاجة إلى رؤى سياسية علمية ناضجة لبناء ألدوله القوية المهابة  والسؤال هل نحن نمتلك مثل هذه الرؤى السياسية ؟؟ الجواب كلا لعدم وجود الكفاءات اصحاب هذه الرؤى  داخل جسد الدولة لان دولتنا ومؤسساتها كما يظهر طاردة للكفاءات أصحاب المشاريع والرؤى الوطنية لأسباب ومزاجات عجيبة غريبة يطول شرحها ونحن بأمس الحاجة للكفاءات التي تمتلك مثل هذه الروي الوطنية لنتمكن من البناء والأعمار والإصلاح والانفتاح  على العالم الخارجي ومثل هذه الكفاءات والقدرات هي التي بمقدورها ان تفعل وتستغل اتفاقية التعاون والصداقة ألاستراتجية ألموقعة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية أيجابيا لخدمة العراق وفي نفس الوقت تمنع ممارسة الأدوار العدوانية المشبوهه ضد العراق كما فعل ترامب في محاولته وضع العراقيين في دائرة الشبهات التي أراد بها تكريم وتبييض وتلميع صور بعض  الأنظمة والدول الحامية والصانعة للإرهاب .

 إن  كل ما تقد م يعني نحن بحاجة  إلى صحوة ونهضة  وطنية شاملة بكل الاتجاهات من اجل البناء والإصلاح و التغيير لمواجهة التحديات العدوانية العدوانية الداخلية والخارجية ضد شعب العراق والانتصار عليها  وهذه الصحوة والنهضة مسؤل عنها الشعب العراقي لان القادة والسياسيين في غيبوبة  والحقيقة لا نهضة بدون الشعب بشرط أن تكون نهضة وطنية شاملة محمية يعني بعيده عن التسييس والاستغلال والتجير لأي حسابات   وأهداف ومصالح فئوية وحزبية وشخصية   لان نهوض البلاد يتوقف على نهوض الشعب وصحوته وهو من يتحمل تحقيق صناعة هذه الصحوة والنهضة الوطنية ليتمكن بعدها من نفض غبار عقود من الظلم والجور والتحديات  نعم إن قرار ترامب  أزعج العراقيين جدا  حتى وان رفع الحضر أو وعد برفعه يبقى السؤال لماذا هذا الحظر ولماذا الوعود برفعه؟؟ إن هذا المنع أو الحظر خطوة غير سليمة على مسار العلاقات العراقية الأمريكية وهي خطوة على طريق ضرب ونسف  اتفاقية التعاون والصداقة ألاستراتجية  وتجن على العراقيين الشرفاء الذين استباحت أمريكا حرماته باحتلالها وطنهم ووضعه في دائرة الفوضى ألخلاقة  الذي اعد لها قبل الاحتلال وبمنهجية أفصح عناها الرئيس الأسبق جورج بوش .

 اعتقد كان من الأولى على الرئيس ترامب النظر للعراق على انه الطرف الأقوى في معادلات واهتمامات واشنطن السياسية الايجابية علما إن العراق لاشأن  له  بمن يحكم الولايات المتحدة الأمريكية جمهوريون أم ديمقراطيين  اوباما أو ترامب  ما يهمه السياسة الأمريكية تجاه مصالح العراق والمنافع المتبادلة والتعاون الايجابي بين الدولتين ويظهر إن الرئيس اترامب بإدارته الجديدة ومن معهم يريدون  نكران أو تناسي إن كل هذه الفوضى والدمار في العراق هو بسبب احتلاهم الغاشم و واشنطن المسؤول الأول  عن كل ما نزفه العراقيين من دماء وضياع ثرواتهم الوطنية  وتدمير بناهم التحتية وماسي ومخلفات حروبهم  الطائفية والعنصرية والمذهبية وتخريب عيشهم المشترك نعم دولة الاحتلال  المسؤل عن كل ما حدث ويحدث للعراقيين ووطنهم من دمار وخراب  و الرئيس اترامب يوغل بإيذاء العراقيين عندما وضعهم في دائرة الشبهات لان وضع العراق على قائمة المنع اللترامبي تعني الإساءة للعراقيين وعلى الطرف الأخر تعني التنزيه والتبييض لساحة الدول الصانعة والداعمة للإرهاب التي أسقطت أبراج تجارة اترامب العالمية ، كان الأولى بالرئيس اترامب منع الدول التي أسقطت أبراج دولته  المتهمة رسميا من قبل واشنطن بالإرهاب كان من الأولى أن يضع ترامب هذه الدول على رأس قائمة ممنوعاته وتعويض العراق  عما أصابه من كوارث بسبب الاحتلال الأمريكي الذي  ادخله بؤرة المنزلقات والإنفاق المظلمة والضيقة ودوائر العنف  والفساد و هو من ادخل عليه الإرهاب لمقاتلته على ارض العراق وهذا ما صرح به بوش الابن علنا للعالم عندما احتل العراق ثم دعي لمحاربة تنظيم القاعدة على أراضيه الوطنية  وفتح أبوابه بلا رقيب كان من الأولى على إدارة اترامب مد يد العون للعراقيين ومساعدتهم بصدق وأمانه وبأيادي وعقول نظيفة  ليتمكنوا من إعادة إصلاح وبناء ما خربة احتلالهم الغاشم  وواشنطن المتهم الأول بما جرى للعراق والعراقيين وإلحاق الضرر والدمار بهم حتى الساعة تتآمر واشنطن على العراقيين في محاولتها تقسيم العراق مع سبق الإصرار  ونحن نعلم إن ما فعله ترامب مع العراق أحرج بعض الساسة الأمريكان المعتدلين والكثير من الشعب الأمريكي المساند لحقوق الأمة العربية والإسلامية  ولكن ما الفائدة من ذالك ونحن يهمنا ما يجري ويتحقق على ارض الواقع واعتقد ألان حان وقت  الحوار الجاد والدقيق مع واشنطن من قبل القادة والساسة العراقيين  بعد أن تكون لديهم رؤى وقرارات سياسية وطنية موحدة في تحقيق هذا الحوار وعدم السكوت على أي قرار سلبي بحق العراق ، وإما العراقيين عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم ويتخذوا قراراتهم الوطنية والأخلاقية تجاه وطنهم ويؤمنون إيمانا قاطعا إن إنقاذ العراق وبناءه وأعماره وحماية حدوده وسيادته وثرواته هو قرار وطني عراقي خالص نابع من المصالح الوطنية العليا وبحاجة إلى عمل دؤوب متواصل لإنهاء زمن الفساد  والصمت  وإلا سيأتي يوم  يمنع فيه المواطن العراقي من التنقل من محافظة إلى أخرى داخل وطنه إلا بجواز سفر .

مشاركة