واشنطن تتدارك الأزمة مع المغرب وتغير موقفها من مهمة الأمم المتحدة
نيويورك ــ مرسي أبوطوق صرح دبلوماسيون ان الولايات المتحدة سحبت طلبا تقدمت به الى الامم المتحدة بإضافة التحقيق حول حقوق الانسان في الصحراء الغربية الى مهام المنظمة الدولية بعد حملة قام بها المغرب.
وكان المغرب دان تحرك الولايات المتحدة التي طلبت من مجلس الامن الدولي تبني قرار يتعلق ببعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في الصحراء الغربية، المستعمرة الاسبانية السابقة التي ضمها المغرب في 1974.
وتعبيرا عن غضبه، ألغى المغرب تدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة في تطور جاء بينما تنتهي مهمة بعثة الامم المتحدة المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار في نهاية الشهر الحالي.
وكانت الولايات المتحدة اقترحت قرارا يدعو بعثة الامم المتحدة مينورسو الى مراقبة وضع حقوق الانسان والتحقيق فيها في الصحراء الغربية وفي مخيمات اللاجئين الصحراويين الخاضع لجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، كما قال دبلوماسيون.
لكن بعد الحملة التي قام بها المغرب، سينص القرار على التشجيع لبذل الجهود في مجال حقوق الانسان في المنطقة الغنية بالفوسفات، بدون ادراجه بين مهمات البعثة.
وصرح دبلوماسي في الامم المتحدة طالبا عدم كشف هويته ان هناك مزيدا من العبارات المتعلقة بحقوق الانسان في النص مما كان قبل عام وهو يشجع على تعزيز الجهود والتقدم في مجال حقوق الانسان .
واضاف الدبلوماسي الذي ينتمي الى احدى الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي ويتابع المفاوضات انها طريقة لابلاغ المغاربة بان الاسرة الدولية تراقب بدقة وتولي اهتماما للصحراء الغربية ، مؤكدا تغيير النص.
وكان مجلس الامن مدد مهمة البعثة العام الماضي وطلب من المغرب تحسين الوضع .
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا الى مراقبة اشمل لحقوق الانسان في هذه المنطقة.
وبعثة الامم المتحدة في الصحراء الغربية هي الوحيدة في العالم التي لا تتمتع بتفويض لمراقبة حقوق الانسان.
واتهمت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان ومبعوث خاص للامم المتحدة المغرب بتعذيب الناشطين الصحراويين الذين يطالبون باستقلال الصحراء.
لكن المغرب قام بحملة مكثفة ضغط خلالها على دول مجموعة اصدقاء الصحراء الغربية التي تضم فرنسا واسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا، لتغيير نص القرار.
وهذه المجموعة هي التي ستقدم في نهاية المطاف مسودة القرار.
كما ألغى حتى اشعار آخر تدريبات عسكرية سنوية مشتركة مع الولايات المتحدة تحمل اسم اسد افريقيا يشارك فيها 1400 جندي امريكي و900 مغربي.
وقال مدير منظمة هيومن رايتس ووتش للامم المتحدة فيليب بيلوبيون ان تراجع الولايات المتحدة امام المغاربة الذين بالغوا في رد فعلهم يشكل فرصة ضائعة وخيبة امل .
واضاف ان تسوية هذه السنة لا يمكن ان تصمد ما لم يسمح المغرب بزيارات منتظمة لخبراء في حقوق الانسان الى الصحراء الغربية ولم تفعل الجزائر الامر نفسه في المخيمات التي تسيطر عليها جبهة بوليساريو حول تندوف .
من جهته، قال ممثل بوليساريو في الامم المتحدة احمد بوخاري ان المبادرة الامريكية تبقى قائمة … ولن تزول ، وان عدلت واشنطن النص.
واضاف ان هذه القضية كشفت الوجه الحقيقي للمغرب وللذين يعتقدون انهم ابتكروا مفهوم حقوق الانسان بحد ذاته ، ملمحا بذلك لفرنسا المتهمة بدعم الرباط.
من جهتها، رأت وكالة الانباء المغربية ان المقاربة التوافقية التي دعا اليها المغرب … هي التي اقرت في نهاية الامر .
ويقترح المغرب منح الصحراء الغربية المستعمرة الاسبانية السابقة قبل ان يضمها في 1975 حكما ذاتيا موسعا، الامر الذي ترفضه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب البوليساريو بدعم من الجزائر وتطالب باجراء استفتاء لتقرير المصير باشراف الامم المتحدة.
على صعيد آخر ـ وصف فتح الله ارسلان نائب الامين العام لجماعة العدل والاحسان الاسلامية المحظورة في المغرب الحكومة الحالية التي يقود تحالفها حزب العدالة والتنمية الاسلامي بأنها بدون اختصاصات حقيقية وقبلت لعب دور الكومبارس .
وقال ارسلان والناطق الرسمي باسم الجماعة ان الحكومة الحالية مكبلة ولا تملك حرية وهامش التحرك وهي بدون اختصاصات حقيقية .
واضاف ان الذي يحكم عمليا هو الملك والمحيط الملكي او ما يسمى بحكومة الظل، في حين اعضاء الحكومة الحالية هم مجرد موظفي واجهة .
وخلافا لجماعة العدل والاحسان، يعترف حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي يقود التحالف الحكومي الحالي ب امارة المؤمنين وشرعية الملك الدينية .
وكانت جماعة العدل والاحسان احد المكونات الرئيسية لحركة 20 فبراير الاحتجاجية التي طالبت مع هبوب رياح الربيع العربي باصلاحات جذرية في السياسة والاقتصاد وادت الى تبني دستور جديد في تموز 2011، تلته انتخابات فاز بها حزب اسلامي لأول مرة، بعد سنوات طويلة في المعارضة.
وكان من المفترض ان يقوي الدستور الجديد صلاحيات رئيس الحكومة الجديد الذي يفوز حزبه باغلبية الأصوات. لكن حسب ارسلان فان الحكومة الحالية سواء كانت اسلامية أم لم تكن، ظلت منذ البداية لا تملك هوامش التحرك لصنع القرار والحكم .
وعبر المسؤول في جماعة العدل والاحسان عن تخوف جماعته مما أسماه ب الانفجار غير المؤطر للمجتمع المغربي بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تتدهور يوما بعد يوم .
واوضح القيادي في اكبر جماعة اسلامية في المغرب ان المجتمع المغربي تحول كثيرا في السنوات الماضية وهناك شباب أكثر متعلمون وواعون ويحملون شهادات جامعية … لكن لا عمل ولا منزل ولا مستقبل لهم، وليس لديهم ما يخسرونه، وان انفجروا فلا أحد يستطيع كبحهم .
/4/2013 Issue 4487 – Date 25 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4487 التاريخ 25»4»2013
AZP01