واخزات على جسد الرخام – نص شعري – قاسم وداي الربيعي

واخزات على جسد الرخام – نص شعري – قاسم وداي الربيعي

في هدأةِ ليل شرقي أخرس

أحلم بجسدٍ يصافح غيبوبتي

حيثُ المَحن صفراء كأنفاس اللحد

بحثتُ طويلا عن حقولِ اشتهائي

عن عناقٍ يثمُر مصَابيح وستائر

عن زمنٍ نُقِّسم فيه صدى خَطواتنا

ونَسرج للصدورِ مهرا جامحا

يحملُ فاكهة العشق كأفخاذ الشجر

أيتُها الرغبة امنحيني بحرا

تَتسول فيه مراكبي سَاعات سَحر

أنا بين ثقوب الخصر مُناي

أستعير أجنحة الطير

كي نُعانق الأفاق إذا تَعرق الجَسد

نشم أنفاسنا المُدوية كالموج

وأنتِ ، مركونة بين لحمي

كلما طاردها الرحيل وخزتني رموشها

أندست بلونها الفضي البارد

حيثُ لا مُدن تأويها إلا مَسامات جلدي

تتلاشى جحافلي إذا نثرت فساتينها بين فوهاتي

أنا هذا السومري خفاقة رايته

كلما أضناني البرد أشعلتُ في الهشيمِ مواقدي

أبني مدينتي الفَاضلة بجمالِ امرأة تشتهي خُطاي

أبحثُ عن هواها في غاباتٍ دون دليل

يأويني شالها بين جدران زنزانتي

خُذ بيدي أيُها الرَصيف قبل أن يغازلها النهر

هُناك تتركُ شعرها على جلودِ العُراة

آه أخشى السيوف الصَدئة

تنال أجسَاد الزهر المُختبئ بين الصخور

تَستريح بخاصرتي المشبعة بالطعناتِ

أقسمت أمام ضَريح الصدى والسكوت

أمام غُرباء الأرض

بأن واخزاتها طاعون دافئ في انتظاري

ما لها الأبواب تكتم أنفاسها بوجهي

هل لي أن أسكب فنجان قهوتي بين فخذيها

فثمة أُغنية ترددها الجنادب

بشقوقِ حقولنا المُتعرية

أغنية تدبُ بعروقي كالحياة

تَعالي بلاط الأمراء كأعواد الثقاب

نبؤه زمن الفرار

وأنا المُلقى على مُدوناتِ التاريخ ورقا بلا أبجدية

يَسكُنني صَمت البوم انتظر المُعجزات