هْاجّريان – نصوص – ليث الهجان

هْاجّريان – نصوص –  ليث الهجان

كعادة ذلك ألاحساس الدافئ..

المخبأ تحت رماد الذُكريات المبعثرة كأوراق الخريف..

لا يرغبُ ان يشاهد منظر غروب الشمس . ..

ولا يتأمل ان ترى عيناهُ هروب الشمس نحو عُشها الدافئ..

فرحيل الشمس عن أعين الطلقاء كرحيل

الهواءً عن الغريق ..

وسط فوضوية حواس مبعثرة تكادُ تقضي على تُلك الذكريات..

ولكن .. يتساءل  ويتردد..

ويتساءل مرة اخرى…! إين يذهبُ ذلك الاحساس ّالمخبأ تحت طيات خيوط هذه الشمس ..

وتتسلل كعادتها في وقت الغروب الى عالمها السُفلي وتترك لَهُ..

الضجرُ..الحُزن..

والبكاء …والوحدة..

ويحاول مرةً أخرى ليلملم بقايا أثرُ إلاحساس ويعود الى تلك النقطة في وقت الغياب .. ويقول: لطاما بحثتُ عن كلُ ما أريد ..

تارةً ابحث…وتارةٌ اتوقف…

وأجلس…وأذهب…وأعود الى ذاكرتي.

ولم أجدُ شيئاً واحداً في طريقي..

سوى الوحدة…

لا يزال البحث مستمرا..

كالبحث عن عشب كلكامش…

ويتلاشئ الأمل ..

ليدخل صراعاً مع ذاتهِ وييحثُ عن هذا النزيف الحالمٌ في بصيص حلمٌ ..

آو يترجى ذلك الاحساس ..

وتارة يتردد ..

ويتسأل فيما بينهُ وبين…ذلك السؤال ..

ويقول…!

الى أين اذهب..:

والى أين تكون وجهتي..

والحزن والوحدة ترافقني كضلي..

فلا المكان مكاني..

ولا الكون يسع خيالي..

لا أحد يفهم… هذا القلب..

أو لا يتذكر عّما يخطر أو ما يدور في ذهنهُ..

ويتسأل مرة اخرى عن ما يبحث عنه فلا يجدُ ضالةً او شيئا ما..

ليتمالك نزف الشوقٌ نحو فحوة هذا السؤال..

وعادةً ما بعد الغروب..

عندما يحل المساءٌ يرتعش ذلك الاحساس .. كطفل يبحث عن شيء ما ..

ليحتمي به من عتمة الظلام التي تتربص اليه..

والتي تحاول أن ترقد الوشاح السوداوي في عينيه  المثقلتين بضجيجٌ من دموع في هِبة الاستعداد وكعادتها الى..

أن تشقُ طريقها الى لا ما نهاية…

وضجيج الشوقٌ يداهم تلكُ الأفكار ببعض الكلمات او بالاحرى ينثر ذلك الاحساس المخبأ تحت طيات قلبهُ ويقول :

أصبح حالي كالشمعة..

وسط الظلام..

في أنتظار..أنتظار..

وبدأتُ..

أحترق شيئاً فشيء..

الى ما لا نهاية..

ومن لحظاتْ.. ومن ثمّ صمتْ..

وتأني ويتسارع الى تِلك الأنفاس المحبطة.. التي لا تعرف حالة السكون ..

ونبضات القلب تتسارع فيما بينها على وشك شرف الانتهاء..

ويعود الى ذاكرتهُ مرة اخرى ويسأل ويسأل باحثاً عن السؤال الذي يدور في ذهنهُ ولكن… بعد الرحلة الطويلة التي خاضها ذلك الاحساس يكتشف أن وجهتهُ مع القدر تكاد تكون مندثرة تحت رماد الذكريات..

وفي يومٌ جديد مع اشراقة الحياة .. تطل تُلك الشمس على الحياة مرة اخرى لتأتي بذلك السؤال الى الاحساس الدافئ وبعد هذا..

يكتشف أن ..

شمس المغيب ما هي ألا ذكرياتٌ ..

قد مضت ..

وابتسامة هاجريان شقت طريق الرحيل الى تلك المحطة…

وتركت أثراً في قسوة الذكريات التي عادت بهِ الى ملامح رايتهُ البيضاء الممُزقة بتلك الابتسامة..