هي كركوك للجميع – جاسم مراد
الوضع في كل محطة يستقر فيها السياسي والاجتماعي ، وتتجه الناس حول تحقيق الرغبة في معالجة الازمات وحلها ، تشرع القوى السياسية لإدخال المجتمع العراقي بإشكالية قد تكون هي الأصعب في القضايا المختلف عليها وتدخل في صميم علاقات التأخي منذ زمن تكون الدولة العراقية الحديثة . وبما إن الدستور كتب بعجالة دون ان يجمع عليه الشعب العراقي وبقي خاضع للحوار والمعالجة مثل العديد من دساتير العالم ، فأن قضية كروك الشعب والمدينة والموارد النفطية والزراعية تبقى محل جدل ومساومات بين اطراف الكتل والأحزاب والقوى السياسية خارج إرادة الشعب والتأخي بين فصائل المجتمع الكركوكلي بشكل خاص والعراقي بشكل عام .
مشكلة أو بالأحرى مصيبة القوى والكيانات والأحزاب السياسية ، فأنها كثيرا ما تُغلب المصالح السياسية والشخصية الضيقة على القضايا الوطنية والعلاقات المجتمعية الكبرى، هذا الوضع وتلك السياسات التي كثيرا ما حُمل بها الدستور ، وانعكست على الكثير من القضايا المفصلية العراقية .
حسب تجارب الدول والشعوب ، بأن الديمقراطية هي عامل التأخي والابداع والتطور بين مختلف طبقات المجتمع ، وليس عامل تخلف وصراع وتراجع في الحياة المدنية والاقتصادية والتربوية والصحية ، كما يحدث في العراق .
يتوجب أن تترسخ في ذهن المواطن ، إن العيش والعمل والزيارات والاستجمام في أي مدينة ومحافظة كأنه يمارس حياته الاعتيادية في مدينته ومحافظته وبهذا تترسخ العلاقات الأخوية والوطنية ، وبالتأكيد مثل هذا السلوك السياسي والثقافي والاجتماعي لا يؤثر على ثقافة المكونات بل يعززها وكردستان العراق بانفتاحها على كل العراقيين يعزز العلاقات الوطنية . أبناء كركوك وليس الذين تم ضخهم من مناطق ودول أخرى لهذه المدينة ، تعايشوا وتصاهروا وبنوا شراكات تجارية واقتصادية وزراعية ، وكانوا على اختلاف هوياتهم الكردية والعربية والتركمانية قد رفضوا سياسات النظام السابق ورفضوا ايضاً سياسات التفرقة للنظام الحالي ، ويريدون العودة لوحدة جغرافية كركوك إنسانيا واجتماعيا .لقد بدء الحديث عن كركوك مجدداً تحت عناوين متعددة ، هل يتم تقسيمها أو ضمها أو بقاءها موحدة ، هذه الاحاديث والمطالبات يقيناً هي ضد إرادة مواطني كروك وبالضد أيضا السنوات الكبرى الطويلة من التأخي بين فصائل المجتمع ، أما الذين جاءوا من خارج كركوك ومن دول أخرى وسجلوا في كركوك هم بالتأكيد عنصر الافتراق بين الكركوكيين أولا والمجتمع العراقي برمته ثانياٍ ، كونهم يمثلون حالة من التغيرات السكانية والجغرافية ، وليس عناصر تأخي وقوة لشعب كركوك . كركوك لا تنحاز للعرب دون الكرد ولا للكرد دون التركمان ولا للتركمان دون المسيحيين والايزيديين والأقليات الأخرى كلهم عراقيون أبناء وطن واحد ومسؤولة عن حمايتهم وتحقيق رغباتهم في البناء والتطور هي الدولة العراقية …