هي أنا المرأة – جاسم مراد
هي تلك التي تخطت الممنوعات ، وفرضت وصايا حضورهارإنسان ليس كل الناس ، هي الارض التي تعطي غذاء الروح والبقاء ، وهي ذاتها التي توجعت في كل الازمنة لكي تؤسس لصيرورة الحياة، وبصبرها وبصيرتها تحجمت مفاهيم السلاطين وقراء تعويذات الفرض القسري، وأصبحت الكونية مرغمة للاعتراف بها وبيومها الربيعي الذي تشارك الاحتفال به معظم البشرية.
هي الانسانة والمربية والعاملة، فقد تخطت الذكورية بسماحتها ووساعة صدرها وحبها للعائلة والبشرية، مما اجبر الأممية الاعتراف بفرضيتها وقوة حضورها كإنسانة سلام، فمن حقها أن تعتز بشخصيتها وتعلن للكونية أجمع هي عشتار التي زحف على ركبتيه كلكامش وصديقه انكيدو وذهباسويا لفك طلاسم الوجود.
وصاحت بين الجمع أنا عشتار أجسد قوة البحث عن فكرة الاه الشمس والاه السماء التي لا رادة لإرادته، أنا صانعة الحياة أنا الانسان الذي يقدم دون أنيفكر بحجوم العطاء، وكان السفر لأعماق البحار.
إذن هي كل شيء ولا شيء أغلى منها، فهي الام والحبيبة والصديقة والمنتجة،هي حاضرنا في كل الأزمنة، بدونها لا بقاء لاستمرارية التكاثر والتعارف وديمومة الحياة.
هي بنت بغداد وذي قار وكل المدن اللواتي شربن من ماء التاريخ، وشاركت في كل معارك الوطن لكي يكون غداً أفضل لأبنائها واحفادها ولكل الأجيال، وجرحت ولم تتراجع وخطفت ولم تتوقف عن المسيرة فهي التاريخ بكل سردياته.
في مجلس النواب كودة النساء على أساس تمثل المرأة العراقية، فماذا حققت هذه الكودة للمرأة عبر أربع دورات انتخابية، هل عالجت العنف الاسري، وهل وقفت بجانب معالجة تزايد الامية بين النساء وهل ذهبن نساء الكودة الى المحاكم وعالجن أزمات الطلاق بسبب الوضع المعيشي والاقتصادي، إنهن لا يحسنن سوى التصفيق لكتلهن واحزابهن وعقد التجمعات البروتوكولية باسم المرأة.