هيبة العسكر

هيبة العسكر

 صرح العراق وكفاءاته

    في الثلاثاء المنصرم الموافق: (13/12/2016م)، نشر الكاتب العراقي السيد احمد ثامر الجبوري، مقالاً في الزمان الغراء بعنوان: (هيبة العسكر)، وبوصفي فرداً في جيش العراق العريق، ترك مقاله في نفسي الماً وغصة، ذلك لأن المقال تطرق لجملة أمور سلبية لا ندعي عدم وجود بعضها في النظام العسكري الآني، بيد ان الكاتب الذي لا نشك اطلاقاً بحسه الوطني المرهف وحرصه على العراق، أوقع علينا من حيث لا يدري ظلماً في بعض مفاصل مقاله، من بين ذلك قوله: ((عندما كنا شبابا كانت تقتلنا الغيرة عندما يأتي الخميس ونشاهد طلاب الكلية العسكرية او طلاب كلية الشرطة او طلاب كلية القوة الجوية بلباسهم الخاص لكل كلية والقيافة والنظافة وجمال الملابس واناقتها ورشاقة وطول الطلاب وادبهم العالي بالشارع والتزامهم بحلق الراس والوجه وطريقة المشي وهم يحملون حقائبهم المربعة والعصا الخاصة بهم عندما تراهم تشعر بهم انهم قادة المستقبل وأمان للأمه، كانت البنت والشابة لو ملازم لو ملازم وهي تتمنى الزواج من ملازم في الجيش او الشرطة او الطيران او البحرية …اليوم اساءوا القادة الجدد للعسكرية ومؤسساتها جميعاً، لم نعد نرى قيافة عسكريه في الشارع تدعوك للغيرة والحسد))، ومثل هذا القول يعني ان الاخ الكاتب بعيد نسبياً عما حدث مؤخراً ولا زال يحدث… لا أقول: في كل الجيش العراقي وإنما على الاقل هو بعيد نسبياً عما يحدث في اروقة الكلية العسكرية الاولى (مصنع الابطال)، وحين اقول مؤخراً اعني بالتحديد ما حدث في الكلية العسكرية منذ يوم: (24/2/2014م)، ففي هذا اليوم بالذات تسنم منصب عميد الكلية العسكرية اللواء الركن حامد مهدي عبد العزيز الزهيري، وهو العميد رقم: (64) لهذا الصرح العسكري العظيم! في بلادنا. وكما الثلاثة والستين عميداَ سلفه، قطع اللواء الركن حامد الزهيري شوطاً كبيراً في تطوير جزء مهم واساسي من الجيش العراقي، الا وهو الكلية العسكرية الاولى، وبعيداً عن انجاز هذا الرجل والرجال العاملين معه في مضمار اعادة الكلية الى سابق عهدها، والتي لا يسعنا ذكرها جميعا لجزمنا ان الكتابة الادبية بأروع صورها لا توفي حقها، ولاسيما مع صغر المساحة المفترضة لمقال، لذلك سأقصر حديثي مع السيد احمد الجبوري وقراء الزمان الكرام، اولاً، من منطلق مقولة عسكرية شهيرة يعرفها جُل العسكر في بلدي وأغلب الشعب العراقي الا وهي: ((الوحدة بآمرها)). وسأعرف الجميع بآمرنا اليوم، من هو؟ وهل هو مؤهل ان يقدم لجيش العراق الشيء المنتظر منه؟ والثاني، سأدعو من منبر الزمان السيد احمد الجبوري والاخوة الاعلاميين في الزمان الغراء وجميع المؤسسات الاعلامية العراقية الى زيارة صرح العراق العسكري (الكلية العسكرية الاولى) لينظروا بأعينهم كيف عادت الكلية بجهود الخيرين كما كانت في السابق بل وافضل بكثير عما كانت في سابق الايام وغابرها.

عميد كلية

عوداً لما سبق، وتعريفاً عسكرياً بعميد الكلية العسكرية الاولى نقول: أن عميد الكلية العسكرية الآن هو اللواء الركن حامد مهدي عبد العزيز الزهيري، عراقي المولد والنشأة ومن ابوين عراقيين، ولد في بغداد بتاريخ: (17/5/ 1967م)، كان اول دخوله للجيش في عام : (1985م) حيث التحق بالكلية العسكرية الاولى في بغداد،  ولكونــه من الطلبة الاشداء المتميزين ارسلته الحكومة العراقية في العام التالي ليمثل العراق في الاكاديمية الملكية في بريطانيا (ساند هيرست)، ومنها تخرج ضابطاً في الجيش العراقي برتبة ملازم بتاريخ: (11/12/1987م)، ومنذ ذلك الحين ولغاية: (9/4/2003م)، انهى في المدارس العسكرية العراقية جميع الدورات المطلوبة لصنف المشاة، بعد هذا التاريخ مباشرة وتحديداً بتاريخ: (22/8/2003م)،أرُسل الى المملكة الاردنية الهاشمية لينهي في كلية القيادة والاركان الاردنية متطلبات دراسة الماجستير في العلوم العسكرية، وبالــــفعل انهى بامتياز متطلبات الدراسة فيها بتاريخ: (22/8/2004م)، ثم ارُسل الى الولايات المتحدة الامريكية مرتين: الاولى عام: (2005م)، وفيها اشترك بدورة التخطيط الاستراتيجي في معهد ناسا NESA والثانية، في عام: (2006م)، درس فيها الفلسفة العسكرية المتطورة لمكافحة الارهاب في اكثر المراكز العسكرية تطوراً في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد ذلك شغل ومنذ العام: (2009م)، جملة من المناصب القيادية في القوة البرية وفي اكثر المناطق المضطربة بالعراق، حيث شغل منصب امر لواء مرتين، ورئيس اركان فرقة ونائب قائد فرقة، قبل ان يقع عليه الاختيار ليؤهل الشباب العراقي ضباطاً في جيشنا بداً من الدورة رقم: (105)التي ما ان تخرجت من كليتنا حتى سطر فتيانها الصغار بأعمارهم، الكبار بأفعالهم، اروع قصص البطولة والفداء مع اخوتهم العسكر في معترك العراق الآني. وبحسب اعتقادي وانا ضابط في جيش العراق: تعد تلك السيرة المميزة للسيد اللواء حلماً للضباط الاقل رتبة يتمنوا نيله في يوماً من الايام.    السادة قراء الزمان الكرام، ندعو الله (جل وعلا) ونطمئنكم، ان جيش اليوم يتقدم جيش الامس القريب، سيما بعد ان التفت السياسيين الى ضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وبدأوا يبعدون مؤسستنا العسكرية عن تلك المحاصصة البغيضة! فها هو الفريق الاول الركن عثمان علي فرهود الغانمي، رئيساً لأركان الجيش، ضابطاً كفؤاً تدرج تدرجاً امثل في منظومة اعداد الضباط، وها هو عراب التدريب وشيخه الفريق الركن عباس محمد فزع، رئيساً لجامعة الدفاع للدراسات العسكرية، وكما عرفتم ها اللواء الركن حامد الزهيري، عميداً للكلية العسكرية الاولى.

 ختاماً، اكرر دعوتي للسيد احمد ثامر الجبوري ليرى بأم عينه كيف عاد الطلبة ينزلون الى الشوارع بقيافتهم المميزة التي افتقدها، وكيف عاد أهالي الرستمية والزعفرانية وغيرهما يستيقظون على اهازيج النصر لطلاب الكلية العسكرية، وكيف عاد طلبتنا يقفزون من جسور بغداد الرابطة بين شطريها… و … و … والقائمة تطول، كما واستغل الفرصة لاحي جميع تلك الايدي التي عملت بجد لتكون الكلية العسكرية الاولى افضل وافضل…

حسن الفتلاوي – بغداد

مشاركة