هوية وإنتماء
إن المتتبع للثورات الشهيرة التي حدثت في العالم على مختلف الأزمان لم تمتلك من قوة التأثير المتوهجة على رغم تقادم الزمان عليها كما امتلكته ثورة الإمام الحسين ع من تأثير لم يخبُ وهجه بمرور الأيام والسنين في تأثيرها على الفرد والمجتمع وحينما نتناول تأثيرها على المستوى الثقافي نجد أن هناك هوية لشعراء عرفوا بتأثرهم بهذه الثورة العظيمة فضلا عن أنها قد أغنت الشعر العربي بالكثير من المواضيع التي تناولها الشعراء.
فهناك الإيثار وهناك الموقف وهناك المبدأ ناهيك عن أنها أوجدت مادة غنية للرثاء الأدبي وبالتالي فأن الشعراء الحسينيين وغير الحسينين وجدوا فيها مواقف في منتهى الإنسانية وأخرى يندى لها جبين الإنسانية لذلك من حيث يشعر هؤلاء او لم يشعروا كانت لهم هوية الانتماء والإيمان بمعطيات هذه الثورة الإنسانية الإصلاحية التي أراد المغرضون أن يروّجوا لها على أنها ثورة عشائرية او مذهبية او لطلب السلطة ولكن سحقتهم أصوات الحق والتي أراد الله سبحانه وتعالى لها أن تبقى خالدة في نفوس الناس جميعا ليس فقط المسلمون وإنما غير المسلمين ولدينا أمثلة كجورج شكور وابراهيم الصولة وكتاب أمثال انطوان بارا وجوج جرداق وقادة أمثال غاندي زعيم الهند ومحمد علي جناح مؤسس دولة باكستان وحقيقة الأسماء كثيرة.
وهناك كتاب وأدباء ومستشرقين أجانب كان لهذه الثورة تأثير واضح عليهم من خلال كتاباتهم لأنهم وعوا جيدا أن الحسين ع وملحمة الطف الخالدة انما هي ثورة عبرت حدود المحلية ووجدوها ثورة إصلاحية عالمية تخاطب العقل والفكر والضمير الإنساني وليس العربي او الإسلامي فقط لذلك ثورة الإمام الحسين هوية وانتماء لمن سار في ركابها مغترفا من منابعها الإنسانية وكما قال عبد الرحمن الشرقاوي، الكاتب المصري :
الحسين الشهيد طريق الدين والحريّة، ولا يجب أن يفتخر الشيعة وحدهم باسم الحسين، بل أن يفتخر جميع أحرار العالم بهذا الاسم الشريف.
حازم المتروكي