هوى لا يموت ـ د. سيد ابراهيم
جفتني المضاجع لا أنت لي
مقدرة ونفتني المجــــــــــامع
ولا أنا حين تقام المحار
ق سال ولا حين تزجى المطــــــامع
إذا قمت في حاجتي ردني
هواتف تصمي إليك المســــــــامع
زد الكأس يا ساقي الأكرميـــن حياك عني البروق اللـوامع
وعـرج على زهــــرتي مرجريـــت فاسقهما صوب حر المـــدامع
هل أتاك الحديث عن زهرتين
نطقت زهرة بشكوى البين
فارعوى عنهما غوي أتاها
قاصدا أخذها بإحدى اليدين
علمته الإخلاص قالت نشأنا
وتعاهدنا أن نظل اثنين
إنما نحــــــن عاشقان فإمـــــــا
أن يزولا أو يتركا عاشقين
لم تكن مرجريت غير فتاة
شأنها شأن سائر الفتيات
تقطع الليل والنهار انتظارا
لفتى الأحلام الذي سوف ياتي
كسرة من خبز وقلب محب
يكفيان الإنسان حتى الممات
تم فيها الجمال واكتمل الحسـن فسبحان خالق الآيات
غير أن الجمال إن لم يحصن
بالغنى عاد آفة الآفات
أو بحد الكفاف، رب جمال
ماله حافظ من الغارات
وزهور الرياض إن لم يصنها
صائنوها مراتع السائمات
الغنى قلعة العفاف وأرما
ح التأبي على غشوم عات
هو صون الكريم عن شطط البا
غي ومعوانه على النكبات
حين عز الشريك ثم بدا الجو
ع لها واقفا على الطرقات
شبحا ماثلا فهانت عليها
أمنيات وفارس الأمنيات
بذلت نفسها إلى مشتريها
وارتضت فيها أبخس النفقات
رأس مال الحسناء ساعة تمسي
ما لها ما يعينها في الحياة
ثملت من تجارب العشق حتى
لعبت فيها لعبة الغانيات
فتبارى العشاق فيها وفازت
صفقة الأريحي جم الهبات
غير أن الأشواق ظلت لديها
تتنزى في أضلع ناحلات
أوهنتها يد الزمان بداء
مستكن في صدرها بالذات
واستجابت لها السماء، أمن لا
يبتغي عندها سوى المرضاة
كلما نادى باسمها سمعته
نغما آتيا من النغمات
مثل من كان حبه وهواه
مثل حب الذئاب لحم الشاة
كان أرمان صادقا ونبيلا
منكرا ذاته مدى الأوقات
يرسل الورد كلما استقبلته
عجبت من ذا يرسل الباقات
قد توقّت ألا تصاب بسهم
من كيوبيد واحتمت بثبات
من يردّ المقدور عنه إذا جا
ء وحطت خيامه ضاربات
استباها أرمان حتى أفاقت
ذات يوم كأنما من سبات
فتخلت عن حبها لشقاء
سوف يحكيه صاحب العبرات
عندما استنكرت صياح أبيه
واتهاماتـــه بلا بينات
إن يكن طبك الثراء فقد أفـنيـت ما عنده من الثروات
أسعداني يا نخلتين بواد
حين يأتي الدجى على أناتي
كيف أصبحت في هواي مطيعا كيف صار الرشيد أغوى الغواة
ما درى أنهـــا تبيع حلاهــا
وهـــدايا العشاق مجتمعـــات
ليدوم الوصــال بين فؤاديـــن قضي الدهر فيهما بالشتات
كيف لا ترعوي لصوت آت
من قرار الجحيم كاللعنات
صد عنها الذي أحبته سوزا
ن وقد كنتِ أنتٍ بعض الجناة
هو صوت المفجوع في فلذتيه
وهو في الأذن أسمع الأصوات
دمــــــــع سوزان لم يدع وجنتيها
رحمة ربّاه ببعض بناتي
وجثا أبوه لركبتيه أمامها
فارتاع قلب المرأة الوهنانُ
انهض فلن تلقى الذي لا تشتهي
مني ولن تشقى به سوزان
أبدت لعاشقهـــــــا المتيم أنها
ملت وأن قد أوشك الهجران
البدر لا يغنيه طلعة وجهه
في عسره والصدق والإذعان
فبكى قتيل العشق عند وليه
من كان من جرائه الحرمان
ما كنت إلا واحــــــــــــدا من كل من
مروا هنالك أيها الوسنان
ومضت تكابد جرحها والجرح لا
يلتام مهما طالت الأزمان
حتى أتاها زائر عجلان لم
يسبقه في ميعاده استئذان
مدت يديها للسماء وأسبلت
وانحاز عنها الناس والأخدان
فزعت إلى النجوى وباح لسانها
لو كان ينفع أن يبوح لسان
نفسي لمالكها فدىً لو ينثني
فأراه ثم تضمني الأكفان
ضل الطريق إلى المضَل كتابها
فأتى بباب غريمها العنوان
أخفى الأب المذعور ما بعثت به
حتى مضى زمن وفات أوان
وعلى سرير الموت ظل سؤالها
أنى أفاقت هل أتى أرمان
يا مرجريت أذبت قلبا لم يزل
يوهيه وهو كإسمه النكران
لنفوســنا حق علينا إنه
مـالا يذكــرنا به إنسان
قضي الأمر وانتهى المشهد الفا
جـع توا وأغلق التابوت
وجدت في التراب ما عز عنها
فاستراحت فيه وقالت رضيت
ما عناء الإنسان وهو كأن لم
يك يوما في الأرض، ما الجبروت
عاد للأرض ما تبعثر منها
واقتضت دينها وكيف يفوت
خبريني أكل ما كان وهم
أم له واقع جرى وثبوت
أودعت باطن التراب وخطـــت إصبع هاهنا ثوت مرجريت
نبتت زهرتان في جانب القبـــــر نما فيهما هوىً لا يموت
AZP09


















