هموم ومشاريع بين قيادة الأوركسترا وإتحاد الموسيقيين العراقيين

العزاوي: دروس النشيد والفنية تهذّب الطفل على حب الوطن

هموم ومشاريع بين قيادة الأوركسترا وإتحاد الموسيقيين العراقيين

 فائز جواد

بغداد

برزت بعد العام 2003 اتحادات ومؤسسات اعلامية فنية وثقافية تهتم بواقع الفنانين والمثقفين والاعلاميين وتشكلت في الاتحادات هيئات ادارية واستشارية من ذوي الاختصاص والخبرة تساند بعملها النقابات الفنية والثقافية التي كانت تعمل قبل الاحتلال فنقابة الفنانين العراقيين تضم في شعبها الفنون كافة لتتشكل الاتحادات لاسباب عدة اهمها الدعم المعنوي والمادي للفنان اضافة الى تواصله مع الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة . ومن الاتحادات التي شكلت حضورا طيبا وتواصلت مع المشهد الفني  ليصل اعضائها الى اكثر من سبعة الاف منتسب فنان ، هو اتحاد الموسيقيين العراقيين وكان من قبل باسم (جمعية الموسيقيين العراقيين) وتاسس عام 1961 و/يتراسه انذاك الراحل علاء كامل ومن بعده الفنان فاروق هلال، والآن يتراس الاتحاد منذ التاسيس عام 2003 المايسترو الفنان عبد الرزاق العزاوي الذي سجل حضورا طيبا في المشهد الثقافي والفني والحاصل على شهادة الماجستيرمن انكلترا وعمل  مديرا لصنف الجيش في الموسيقى العسكرية، ومنذ السبعينيات هو قائد للأوركسترا، ووضع العزاوي الموسيقى التصويرية لعدد كبير من المسلسلات والافلام، كما درس عالم السينمابالإضافة الى دخوله في دورات للتصوير الفوتوغرافي، وكان مولعا بفن الرسم قبل دخوله عالم الموسيقى .

اليوم واضافة الى عمله بالسيمفونية العراقية كقائد ثاني لها يدير العزاوي وبنجاح كبير دفة اتحاد الموسيقيين الى جانب خبرة اعضاءه الفنانين كريم الرسام وحيدرشاكر وسعد العاني واخرين .

 ( الزمان ) اطلعت على الية عمل وهموم وطموح الاتحاد خلال زيارتها مقر الاتحاد لتلتقي العزاوي الذي قال ( هدفنا في الاتحاد ومنذ التاسيس لم شمل الفنانين الموسيقيين العراقيين كافة وخاصة اننا نشعر انهم مضطهدون اجتماعيا لان هناك من ينظر للموسيقي نظرة دونية ولايدركون ان الموسيقي في العالم كله لها مكانته مرموقة ومحترمة جدا واولوية في كل الاعتبارات الدولية الاجتماعية ، ولكن هنا في العراق وللظروف الاجتماعية والسياسية القاهرة دعت الى اضعاف الموسيقي العراقي، وهاجسنا في الاتحاد توعية المجتمع  لان الموسيقي كبير في المجتمع وهذا يقع على مسؤولية وزارة التربية التي الغت درس النشيد ودروس الموسيقى والفنية وهذه ازادت الطين بلة وجعلت الفجوة كبيرة بين الموسيقي والمجتمع الذي يحتاج الى الموسيقى في كثير من الاوقات وخاصة بافراحهم ومناسباتهم وحتى باحزانهم وماقدمه لهم من فن راقي ومحبة وسلام ، هذا ماجعلنا ان ناخذ على عاتقنا قدر المستطاع ان نبني علاقات جديدة ونوثق العلاقة بين الموسيقي والمجتمع وهنا ايضا نريد من الموسيقي ان يعرف قيمته بين المجتمع خاصة انهم عندما يسافروا الى الخارج يدركون انهم محترمون جدا هناك على عكس مايراه في بلده الان بدانا ننميها عند الموسيقي نفسه الذي يمتلك احاسيس جميلة وراقية خاصة ان الموسيقى لها تاثير على جميع الكائنات الحية ، والفلاسفة في العالم ركزوا على الموسيقى ومن ثم الرياضه وهذا مايجعل ظهور مبدعين في المجال الموسيقي بجميع الاختصاصات وبالنتيجة ان غاية الموسيقى هي تهذيب النفس ليكون الانسان مستوي ومستقيم بعيد عن افكار الجريمة والعنف ويحب بلده. وزرع الوطنية وحب الوطن والارض جميعها تبدا من الموسيقى وتبدا من نشات الطفل واتذكر انني قدمت اول حفل للسيمفونية بعد 2003 وكان الحضور من العراقيين والاجانب وقدمت نشيد موطني فبكى جميع من في القاعة وطلبوا اعادتها وبالتالي هذا النشيد هيج الاحاسيس الوطنية بداخلهم وخاصة نحن بمرحلة احتلال ووقتها سالني ( برايمر ) وقال لي لماذا يبكون؟ فقلت له ان هذا النشيد قديم بزمن الملكية وليس من عهد النظام السابق فبقى بذاكرة الناس بل ونمى الحس الوطني ماجعلهم يبكون عند سماعه ، اذا وزارة التربية تتحمل تطوير الموسيقى لدى الطفل والطالب ) واضاف ( ايضا لدينا في الاتحاد امور تنظيمية بين العلاقات الاسرية للاعضاء وكيف يمارس الموسيقي مهنته وهوية الاتحاد تدعمه كونه فنان موسيقي وخاصة بخارج العراق ) وعن مشاريع الاتحاد يقول العزاوي ( لدينا مشاريع كثيرة لم نتمكن تحقيقها لفقدان الدعم البشري والمادي وفقدان راس المال وكانت بنيتنا تاسيس اذاعة وباشرنا وهيأنا جميع المستلزمات لها لكن لم نتمكن ان نحصل على الدعم الداخلي او الخارجي وخاصة ان هذه الاذاعة هي موسيقية هدفها تغذية الجمهور بذائقة موسيقية مهذبة ضرورية للجمهور العراقي ومع اننا لم نحصل على الدعم فاننا نامل من جهات تعشق الحياة والعراق والفن ان تدعمنا يوما ، وفي نيتنا ان نفتتح دورات موسيقية وبالتالي هي ايضا تصطدم بالدعم المالي ولدينا رغبة كبيرة لتحقيق مشاريعنا اضافة الى اننا نحاول تحقيق مشاريع سكنية للموسيقي العراقي وهذا المشروع هو ايضا يلاقي صعوبات وشروط تعجيزية من البنوك والجهات المنفذه الان هو بطريقه الى التنفيذ مع اننا لم نحصل الدعم من البنوك لكننا نحاول للحصول على مجمع سكني من مشروع بسماية ان شاء الله ) وعن اهتمام الاتحاد بالمرضى من الموسيقيين والمطربين ومتابعتهم اكد العزاوي ان ( الاتحاد لم يغفل هذا الموضوع لانه مهم وحققنا زيارات لغالبية المرضى من الفنانين وقدمنا لهم العون المادي كذلك اننا نقوم بتقديم طلبات لوزير الثقافة شخصيا نطالب فيها الدعم ووجدنا الاستجابة مشكورا لكن ايضا ضمن صلاحياته ونتابع ايضا المرضى الذي يحتاجون العلاج خارج العراق ونسقنا مع وزارة الصحة ) وعن الجانب المهني وهل اخذ الاتحاد الوقت من العزاوي كموسيقي وفنان قال ( بصراحة نعم اخذ الوقت ولاانصح الفنان ان ينخرط بالادارة لكن هاجسنا ان نذوب مشاكل مررنا بها كموسيقيين ونضحي بوقتنا لنحقق اهداف الاتحاد وهو ايضا جزء من عملي الفني ) وعن عمله الموسيقي اكد انه يوجة الآن وضمن الفرقة السيمفونية الوطنية كقائد ثاني لكن الآن ابتعدت بسبب اجراء عملية للقلب ومشاكله ولكن مستمر بدوامي بالفرقة واقدم اعمال موسيقية تاليف ولغاية تحسين الوضع الصحي لاعاود القيادة بالفرقة السيمفونية . يشار الى ان الفنان المايسترو عبد الرزاق العزاوي كان في الطفولة مولع بالرسم وفي  وقتها اعطاه مدير مدرسته هدية عبارة عن صورة للملك فيصل الثاني، وفي المرحلة المتوسطة تحول اهتمامه الى الموسيقى، اذ كان يردد اغاني محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ، ليدخل بعدها معهد الفنون الجميلة لينظم وهو طالب الى الفرقة السيمفونية العراقية وبعد تخرجه قدم الى الموسيقى العسكرية ومن هناك سافر الى إنكلترا ليحصل على شهادة الماجستير وقدم  انواع الموسيقى، وقاد الفرقة السمفونية العراقية وتعامل للمقطوعات الموسيقية العالمية، بالإضافة الى تأليفه عدد من المقطوعات  الموسيقية مثل (طبول الحق)، وفي ايام الحصار عمل (رسالة الى الامم المتحدة) وكانت من الاسلوب الحديث في التأليف.

مشاركة