هل من طبيب يداوينا ؟

هل من طبيب يداوينا ؟
دعوة مفتوحة
لاتشتري السعادة للانسان حتى وان ملك الدنيا .
ولاتشتري مستلزمات العافية ان ذبلت الاوراق وتيبست الجذور.
لاتجبر الغيوم على المطر ان لم تحافظ الارض على حرارة شوقها .
لانبيع من يشترينا ولا نشتري من يبيعنا وتفكيرنا يجب ان يكون وسطيا حتى نعادل الخطوات نحو المستقبل لان الله قد يغير ما بانفسنا ونشتري من يشترينا ويطلب الصفح من كان بالامس قد باعنا كما نحن.
في الزمن الذي نحن فيه لانحتاج الى المظاهر الزائفة بل نحتاج الى جمال الروح.
العالم اللامبالي يتبارى بملكات الجمال ناسيا جمال الروح وجمال الحياء مما يصيب العالم من كوارث ودمار البحر الان يبحث عن ينبوع ماء والشجر يبحث عن ثمرة طيبة لم يصب شكلها وطعمها ما يتعب الفلاح (الاطفال والعاهات) (النساء والامراض) التي لم تكن في الحسبان قبل القنابل الجرثومية التي اثقلت جسد ارضنا الغالية.
من ينصر الانسان من الانسان؟
مخلوقات الدنيا تعيش بامان الا نحن
وكأن الانبياء والرسل والصالحين لم يطرقوا بابنا قبل فوات الاوان ويرشدوا عقولنا الخاوية الى الحب والايمان.
جميعنا بحاجة الى صحوة ونترك الـ (انا) لان المجهول من الايام لم ناخذ له الحيطة والحذر وقد يفاجئنا يغتة مثلما فاجئتنا الفضائيات من كل حدب وصوب ولكل واحدة منها سم وعسل وقد يقتلنا سمها قبل ان نستذوق العسل منها.
وعندما نصاب نصرخ امام الملا (هل من ناصر ينصرنا) وكاننا لسنا من العالم المتحضر وانما قدمنا من مغارات الجاهلية وليس لنا سوى الله لاننا ضعفاء وحين يستقوى عودنا ننساه وننحني لمن اشترانا عبيدا لتنفيذ مطالبه واحرار اشداء على اهلنا لاركاعهم بامر من تكون اوامره هي العليا الاصرار على الضعف مرض قاتل اشد من مرض السرطان فكفانا مرضا وعلينا ان نبحث عن طبيب يداوينا طبيب لايقسم بكفه الايمن على الدولار وانما يقسم بكفه وقلبه على كتاب الله بان لايخون المريض الضعيف ويقف الى جانب الغني في الحرام لان الاغنياء فقراء الى الله واموالهم معجونة بعرق جباههم والمرض الذي يصيبهم يصيب الفقراء وجميعهم عند الحكيم الطبيب متساوون في العلاج.
فمن يكون طبيب امراضنا المزمنة؟
انها دعوة مفتوحة الى الجميع ودون استثناء بعيدا عن الدين والقومية او عن المذهبية او العرقية الطائفية لان من ياخذ بيد الجميع هو الناصر وله حيز في قلوبنا ومنزلة كبيرة وان نكون له سياجا نحميه من المندسين والنفعيين المرتزقة على حساب الشعب وهم لقطاء على الشعب اساسا. نحميه لاننا بحاجة اليه ولانتركه صيدا ثمينا لمن يعبدون الدرهم والدولار مثلما خسرنا قبل ذلك (الامام علي) والحسين الشهيد (عليهما السلام) ومثلما خسرت الهند (غاندي وانديرا وراجيف) ومثلما خسرت كوبا (جيفارا).
نريد الذي نختاره ان نحافظ عليه مثلما حافظت الامارات على شيخها البدوي الكبير (زايد) وهو الزائد بالحب والوطنية والولاء لشعبه المخلص ومثلما حافظت افريقيا على زعيمها (مانديلا) ليكون رمزا خالدا للمسامحة والسلام.
اكتب السطور وكاني لم اكتبها واشعر بالتقصير حقا كيف لي ان اكتب وانا لم اضع نصب عيني ولو بعضا من صفات (الطبيب المداوي) لامراض شعبي والذي انا جزء منه وابحث عن عافيتي من ذلك المرض المجهول والمشخص من اعداء وطني في سبات عميق.
الطريق لايحتاج الى خارطة لان الاخرين رسموها لنا وعرفوا من اين تكون مساراتها وحدود توقفها نحن بحاجة الى رسم خارطة جديدة يرسمها ابناؤنا بالجد والمثابرة ودون تدخل احد حتى نستطيع ان نعلم امام الملا بان لنا (خارطة طريق) نعي خطوطها ونعرف ابعاد مسيرتها واين تمكن خطورتها لو اننا تعرضنا الى شيء يقلق الشعب نقول الشعب لانه ملتصق بارضه وغير متحرك يعيش معها ويموت عليها عكس اصحاب القرار الذين يسعدون بمسعادتها ويهربون في لحظات محنتها وكانهم ليسوا ابنائها مطلقا ومطرب الجنوب يقول.
(يا طبيب اصواب دلالي كلف
لا تلجمه بحطة السماعة
هاي دكات الوطن ما تنعرف
تنلجم ما بين ساعة وساعة).
والى اي مدى نبقى نتحمل الالم الذي اصاب قلوبنا وصدورنا ونبض الوطن المحمل بما يشبع بطون الغرباء واهله فقراء.
انها دعوة مفتوحة لكل من لايجد الاحراج في تضميد جراح القلوب والعقول وان يجد الدواء للامراض المزمنة وان يحمي يوسف (ع) من اخوته دون ان يدفن البئر وان يحمل على صدره ماذنة وصليبا وان يجيد العربية والكردية والتركمانية والاشورية والايزيدية والصابئية وكل لغات الوطن وقومياته وان ياكل ما لذ وطاب من صحونهم وان يصوم لصيامهم ويشاركهم افراحهم واتراحهم وان ينقل مشاعر قلبه على وجهه وان لايدفن ما في قلبه ويبتسم دون ارادة القلب.
قاسم البديري – بغداد
AZPPPL