هل تعيد أمريكا اللعبة مرتين ؟
فاتح عبدالسلام
تقسيط سقوط مدينة عين العرب كوباني السورية، ربما يشبه تقسيط سقوط محافظة الأنبار العراقية. الاعلام العالمي كله يتحدث عن تقدم بالأمتار في عين العرب ويخصر الوصف في الوضع العراقي فنراهم يتحدثون عن خروج ثمانين بالمائة من الأنبار عن سيطرة الحكومة العراقية، وهو توصيف ليس أبلغ منه لانتهاء وضع الأنبار لاسيما بعد خروج محافظها وقائد شرطتها من الجهد القتالي فيها.
من دون سقوط كوباني لا تحدث متغيرات كبيرة على الأرض على صعيد التحالفات الدولية وعلاقتها بتركيا الركن الشرقي المهم في حلف شمال الأطلسي. التحالف يراقب ويقصف لمنع سقوط كوباني لكنه منع بمعنى تأخير استحقاق السقوط، فالمدينة ذات الغالبية الكردية شبه الخالية تتلقى خمس الى تسع ضربات جوية على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية حولها لكن لم تقع مائة غارة يومياً وكيف الحال على الارض لو حدثت ثلاثمائة غارة في يومين او ثلاثة أيام. وماذا لو تم الدفاع عن المدينة كإحدى المدن الأوربية التي ربما سيهاجمها تنظيم داعش بعد شهر أو شهرين كما قال العاهل السعودي في تحذيره لدول العالم.
في العراق سيحدث الشيء ذاته ،فالتحالف الدولي لا يستطيع أن يستمر بعمليات عرجاء ليس حصادها واضحاً للعيان ومؤثراً في كل الجبهات، لكن الحال لن يبقى على هذه الصورة بعد الانتهاء من سقوط الأنبار وهو أمر واضح للعيان في المعنى العسكري والنفسي. لأن المعركة التالية ستكون على محوري بغداد والحلة كربلاء. بعد الأنبار كل شيء سيكون مباحاً من دون أذن من أحد لأن المنطقة الخضراء ستكون ساقطة من الناحية العسكرية، ودليلنا ما قاله رئيس القوات الامريكية قبل ساعات في أن التدخل بمروحيات أباتشي منع مطار بغداد من السقوط ,لا أحد يستطيع أن يقول أن المليشيات التي تقود تسعين بالمائة من الجهد العسكري للحكومة العراقية بقادرة على تمنع ذلك السقوط فيما لو حدث.
الإنهيارات بعد الأنبار لا حدود لها ولن يكون هناك مكان آمن في بغداد وجنوب العراق أيضاً. ربما يقول قائل وأين ايران؟ والجواب ان ايران موجود بثقلها قبل سقوط الموصل وتكريت وكانت معنية بملف الانبار وديالى لكن لكل تدخل حدود ، والتورط في العراق ليس كمثل التورط الانتقائي في سوريا. فضلاً عن ان ايران تكلفت كثيراً من جهد ومال ورجال في حرب سوريا والان منذ شهور في حرب العراق وان سحبها الى مستنقع العراق لن يكون من ورائه حصاد مهم لصالح الأمن الايراني، ذلك ان التحالف الدولي اليوم لا يقوم على أسس الاحتلال الامريكي للعراق قبل اكثر عقد من الزمان. أمريكا ستدخل الحرب بكل ثقلها في العراق لكن بحسابات جديدة تماماً، أشك أن تسمح أمريكا بإعادة اللعبة ذاتها مرتين.
AZP20



















