هل المالكي على خطى صدام
في الوقت الذي أثمن فيه دولة رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي على نصره المبين وفوزه الساحق على خصومة السياسيين العراقيين قبل الإيرانيين للسيطرة المطلقة على أهم حكومة ومنجم تصدير الوزراء والعلماء والمسؤولين والقياديين والمنظرين بعد معركة قصيرة بين القائمة التي يعد معالي دولة رئيس الوزراء من قادتها وكتلة العراقية التي ضمت وتمسكت بوزارات تزعم ( العراقية) أنها سيادية أو شبه سيادية وهي أبعد ما تكون عن ذلك فزمن السياديات وتحديداً لمن يقف ضد التكتلات التي تتمتع بأغلبية ولى بدون رجعة .
المهم نترك هذا الأمر للمنظرين والعقائديين الّذين ينتمي معالي رئيس الوزراء لهم اي التخصص في التنظير العقائدي الذي كلَف به شخصياً باعتباره عقائدياً ومنظراً مخضرماً في حزبه .
لكنه فخٌ كبير وورطة ومأزق وضع فيه دولة رئيس الوزراء نفسه ومن كلفه حين بدأ بخوض معركة خاسرة في الساعات الأولى بعد مؤتمر المصالحة الكذابة في قمة اربيل المزعومة لوقوعه في هذا الفخ !
تجول سعادة رئيس الوزراء في بعض المحافظات مرةً بالطائرة ومرات بسيارات سوداء مصفحة ضد الرصاص يليها استقبال بروتوكولي قلَّ نظيره تفوق على استقبال رؤساء دول دخلوا العراق وخرجوا بالسراديب أو متنكرين .
لا يمر يوم واحد إلا ويصدر أمراً بكارثة جديدة أو إعادة الحياة إلى فيروسات قضى عليها أبناء المحافظات العراقية بصمودهم وصبرهم وتضحيتهم ولا أدري حقاً كيف يصبر ويستغيث أبناء الشعب العراقي هذا الوضع لرئيس وزراء الحكومة الخامسة في ظل الاحتلال ومعالي دولة رئيس الوزراء لا يحمل الشهادة والإجابة غير الوعود المستقبلية.
أما اليوم فكل شيء مسموح ومباح والدليل أن الوزراء الجدد وما يقوم البعض منهم من تجاوزات وكوارث في كل ساعة وما خفي كان أعظم . ومن الأمور التي تضحك أنني شاهدت قناة تسمى ( الطائفية ) وضعت بعض الشعارات والتعليقات الكاذبة على شريطها الإخباري والسبب ظهور معاليه لأكثر من 70 بالمئة من وقت البث بحجة ( البث التجريبي) فضلاً على تعمد التركيز على نشاطات جهة حزبية بعينها عن حزب وطائفة أخرى والقصد معروف !
لا يمر يوم إلا ونسمع أن هناك اعتراضا من كتل برلمانية على عمل هذه الوزارة أو تلك أو مكافحة الفساد الإداري والمالي التي تم عرضها في إحدى القنوات الفضائية أتهم فيه هذا الناطق الكاذب هذه القناة وغيرها بأنها تقف عائقاً في طريق مكافحة الفساد الذي انتهجته الوزارة منذ مدة ! وكـأن السيد الوزير الجديد أستلم علوه لتسويق الخيار والتمر أو ملهى ليلي أو مشرب ؟
أين أبناء العراق الموزعين بين أكثر من ثمانية عشر محافظة داخل العراق وفي خارجه من هذا الانقلاب والثورة السوداء ؟ مع أنني متأكد أن السيد دولة رئيس الوزراء سيقدم لله نذراً حين يعفى من تولي هذه الكـــــــارثة بعد كارثـــــــة زيادة الوزارات الحزبية والكتلية المفتعل استحداثها وكارثة الاستبدالات والإعفاءات في الوزارات ما أعلن عنها وما لم يعلن مخافة أن يدركه الوقت لأن هناك وزارات أخرى تنتظر التمزيق والتحطيم بعد التي استحدثت وعود على بدء فالسيد دولة رئيس الوزراء مكلف بواجب حزبي عليه أن ينفذه حتى ولو بشق الأنفس وإلا فكيف تقبلون أن يعود خالي الوفاض إلى كتلته مثل سابقه الذي بقي يراوح في مكانه وكأنه في طابور كشافة . لحد الآن لم يُستدع دولة رئيس الوزراء إلى قبة البرلمان العراقي مثلما أستدعي عشرات الوزراء لإستجـــــــوابهم للتحقــــيق معه عن خطته المبرمجة في تقويض وهــــدم وتدمير فلسفة الوزرارات في العراق . أنصح الأستاذ دولة رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي نصيحةً لوجه الله أن يبتعد عن تقليد صدام حسين وكيفية ظهوره العلني في الفضائية العراقية ليتكلم عن تاريخ الأيام الطولية وأن ينسحب بهدوء فمازال من الوقت متسع أمامه فالأمر سيان أن يستلم أي وزارة باستثناء رئاسة الوزراء لأن خطوطها حمراء لا تقبل الاعتذار وأن يعود للتصريح عن برامج كتلته من اجل الفرار نحو الإمام فالقنوات الفضائية كثيرة .. وللحديث صلة .
خالد القره غولي
/9/2012 Issue 4302 – Date 12 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4302 التاريخ 12»9»2012
AZPPPL