هكذا يستمر بنا العمر 1

هكذا يستمر بنا العمر         1

 إنها ليست قصة بمعناها الحقيقي قد تكون واقعاً مر بنا نحن بنو ألأنسان بالأمس أو اليوم ولربما غداً تجري علينا بكل هدوء وسلاسة حين يترجل المجتمع عن ظهر المعرفة والعلم والثقافة ويرضى بالجهل نصيب لحياته وقد تجري مضطربة غير مستقرة ثم تتآكل وتندثر حين يتسلح المجتمع بالمعرفة الثقافية العلمية .

إنها قصصنا نحن البشر قصص الحياة .

قد تدخل في عالم الفن فن ألأحاديث التي لاتنتهي وفسحة في مجال الفلسفة فعلينا ان ندرك معانيها وابعادها ثم سنقف على نهاية القصة مفسرين شخصياتها ليدرك القارئ سر معانيها قد يتقبلها او يرفضها فتلك امور فكرية تخص من اراد التعليق عليها فالأفكار مهما كانت علينا احترامها والقصة تقف على مسلكين ديني وسياسي فاستذوقوا كلماتها بأحداثها التي جرت قبل الميلاد .

كان ليون فلاح رجل امي لايعرف من حياته سوى العمل مكباً عليه بكل طاقته الرجولية يتمتع بحسن ألأدارة في شؤون مزرعته من رعي الماشية وكذلك حسن تصرفه في الزراعة وهو يملك من العبيد سنداً له في تمشية امور المزرعة والرعي .

تزوج ليون احدى فتيات قريته وعاش معها حياة هادئه فحملت منه وحين حان وقت وضعها تعسرت بالولاده ونزفت كثيراً حتى وضعته ولداً لكنها فقدت حياتها اثر ذلك لتبدأ حياة طفل جديد على الحياة حظي ليون بابت له بعد فقدان زوجته التي كان يحبها كثيراً اصابه الحزن وبلغ منه الالم مبلغه لكن الحياة لن تقف عند هذا لابد من رعاية المولود لابد من مرضعة تسقيه نبع الحياة وفعلاً حظي باحداهن  مقابل اجر هكذا بدأت حياته بصحبة طفله . أتم الطفل سنين رضاعته ليعود الى ابيه فبات ألأمر اكثر مسؤولية عليه ان يجد حلاً لتربية الطفل المنزلية فقرر الزواج من اخرى وفعلاً تم ذلك ثم مضت ألأشهر لتحمل الزوجه الثانية بمولود .

ملأت قلب ليون الغبطه والسعادة عمت البيت انه مولود اخر هكذا كان يردد في داخله ثم حان موعد الوضع فحلت عليه الكارثة كسابقتها انتهت بمأساة وفاة الزوجة الثانية ليعيش المولود الجديد وهو ايضاً كان صبياً .

لم يستطع ليون ان يهظم وقع هذه المأساة شعر ولأول مرة بالذنب قد يكون تلبسه الشيطان أو إنه نكرة لايستحق الحياة أصبحت حياته مضطربه وقلقه قد يحتاج الى تفسير لما جرى عليه من نكبات لم تصيب اي رجل في القريه .

نصحه أحد القرويين وهو صديق له ان يقصد المعبد ويقص على الكاهن قصصه قد يجد فيه الهدى لم يسبق لليون ان ذهب من قبل الى المعبد ولم يقابل طيلة حياته كاهناً فهو يجهل هذه ألأمور لكنها الحاجة ولابد من ذلك هكذا ذهب ليون الى المعبد لتطأ قدماه ولأول مرة ارضية المعبد الكبير المضاء من الداخل بوهج المشاعل المنتصبة على جدران المعبد ابهره المنظر وشعر بشيء من الخوف والرهبة التي لامست قلبه ثم شعر بعد ذلك بالراحة النفسية والطمأنينة لم يشعر بها من قبل .

سأل عن الكاهن كاهن ألآلهة فأشاروا اليه فعرفه ليون من ملبسه ألأنيق النظيف وكثرة أدخنت البخور المنبعثة من أمامه ومن الزينة التي كانت على صدرهه وبيديه وهو جاث على ركبتيه أمام ألآلهة يتمتم بكلمات بينه وبين نفسه لم يسمعها ليون بوضوح أنهى الكاهن مراسيم العبادة ثم قام من مكانه مستديراً الى الفلاح ووقف امامه كأنه جبل شعر ليون بضعفه امامه بل تلاشى وتشتت افكاره حتى بات لايعلم لم جاء الى هنا كانت نظرات الكاهن غير تلك النظرات التي ترى بين الاصدقاء انه يختلف عن البشر لابد من ان الآلهة قد حبته بحسناتها واكرمته هذه القدره العظيمة سأله الكاهن ماوراءك ايها الفلاح فقصص ليون عليه كل القصص وقال اني اجد نفسي نكرة بين اهل القرية فأنا أشعر بذلك حين يرمقوني بأعينهم من دون ان يتحدثوا وكأني قاتل النساء لما جرى لي ولهذا استغنيت عن فكرة الزواج عليَ فقط ان ارعى ولدي.

رد عليه الكاهن لابأس عليك دع هذا ألأمر انها مسيئة ألآلهة ثم استدار الكاهن على ألآلهة

واثنى ركبتيه على ألأرض والفلاح جالس عن يمينه وهو يتمتم بكلمات لم يفقها ليون حتى انتها قال له الكاهن منذ متى لم تأتي الى المعبد وتقدم القرابين للآلهة قال ليون لم يحصل ذلك طيلة حياتي استغرب الكاهن من قوله ونظر اليه بأسمئزاز قال يارجل اشكر ألآلهة التي ابقت عليك وعلى ولديك وإلا كان مصابك كبيراً لاأعلم كيف سترضي ألآلهة ان اهمالك تجاوز كل الحدود ثم قال عد يابني الى قريتك لن تتحمل ولن تقدر على ألإيفاء بقرابينك الى ألآلهة تثبث الفلاح بالكاهن وقال له فالتأمرني ألآلهة فأنا أملك الكثير من الماشية والغلات فقط عليها ان تنصف بي وترحمني قال الكاهن لنرى أمر ألآلهه عسى ان تجزيك خيراً عاد الكاهن كعادته وبعد ان طال في الدعاء التفت الى الفلاح قائلاً ان ألآلهه تبلغك بأمر مواشيك جميعها قرابين الى المعبد والكاهن يرقب ردت فعل الفلاح على ما اخبره فرأى في وجه التراجع والرفض المطلق سارع الكاهن بذكائه وقال للفلاح ولكنني أخبرتها بحاجتك لها في العيش فقالت إذن ليكن النصف وأكثر من هذا تنازلاً فلن يحصل عاد الدم يسري في وجه ليون وقال كما تريد ألآلهة ارسل معي من يأتيك بطلبها قال الكاهن سأرسل معك حارسي الشخصي تبسم الفلاح وقال واحد فقط ياسيدي الكاهن كيف هذا وأنا سأرسل لها مئات المواشي ما أن سمع الكاهن

سعدي النعيمي – بغداد

مشاركة