هكذا قد يستمر بنا العمر (2-2)
بذلك حتى كاد يغمى عليه من هول المفاجأة لولا جلوسه على ألأرض لخر صعقاً قال ألآن اذهب بأمان ولا تنسى فضل الآلهة عليك حين اكرمتك بهذا الخير الوفير ولا تنسى مستقبلاً ماعليك من قرابيين إني أذكرك قال الفلاح وهو مسرور لن أنسى ذلك .
ترك ليون أمر ألآلهة والمعبد بعد انشغاله بعمله ورعايته لولديه حتى بلغ الولدان الصبى وهما مع ابيهما يعملان معه على قدر طاقاتهما .
وفي احد ألأيام حين كان الصبي الكبير على صهوة فرسه يرعى الماشيه كالعادة جفلت الفرس ودب فيها الخوف فانطلقت بكل جموحها دون هداية متجه صوب الغابة والأب يلحق به على ظهر حصانه حتى ادركه ولكن بعد فوات ألأوان حيث وجده مرمياً على صخره كبيرة قضت على حياته لم يتقبل ليون هذا ألأمر إنها الضربة القاضية انزعت من صدره فؤاده مسكن حب ولديه بقي على هذا الحال فترة طويلة مهملاً مزرعته وشؤون ماشيته حتى كاد يفقد كل شيء لكن الصبي الصغير فكر ابيه بمسؤوليته لعيشهما وان ماجرى تلك مشيئة ألآلهة التي قد نساها او انه تناساها ولم يقدم لها القرابين الواجبه عليه نعم هو يشعر بالذنب والتقصير بحقها إنها لغة تأنيب الضمير عليه ان يقصد المعبد والكاهن ليؤدي ماعليه من واجبات اتجاه ألآلهة لقد حفظت عائلتة فترة غير قليلة من الزمن ولغبائه اتجاهها ذكرته بهذا المصاب المؤلم قصد ليون المعبد والتقى بالكاهن ودار الحديث بينهما والكاهن يشعره بالتألم لما أصابه وهو يربت على كتفيه ويهدأ به من روع الصدمة ثم قال له يابني قد نصحتك من قبل ولكنك نسيت وهذا ألأمر لن ينسى ان اهمالك تجاه ألآلهه ذكرتك بقوتها وجبروتها وإنها إن أرادت هلاكنا لم يعصها من ذلم امراً كب ليون برأسه الى ألأرض تعبيراً عن أسفه وقال للكاهن عليك بالآلهة وما تأمر به حفاظاً لولدي الثاني فمن دونه لن تبقى حياة اعيشها قال الكاهن كما تريد ياولدي جلس الكاهن وليون بجانبه وهما امام الآلهة وبدأت مراسيم العبادة والتذكير والقرابيين وحين انتهى الامر قال الكاهن ياولدي ان الآلهة تذكرك بكل شيء وهي تحمل عليك غيظاً كبيراً وتأمرك بجميع ماشيتك وإلا ستفقد ولدك الآخر جفل الفلاح من روع قول الآلهة ولم ينطق بأي كلمة وعقله مشغول بإبنه الصغير ومن دون اي تردد قال نعم كما تريد ألآلهه فطلبها مستجاب .
لم يبق للفلاح سوى ألأرض التي يزرعها ويقتات منها هو وولده والعاملين معه من العبيد المالك عليهم حتى أتت سنين الجفاف وقلت الغلات فباتت الحياة مضنية لا تطاق فبعض الفلاحين تركوا ارضهم وهاجروا للعيش في اماكن اخرى يعملون مقابل اجر من اجل لقمة العيش ومن دون تفكير وجد ليون نفسه امام المعبد هو والكثير من الفلاحين يخطب بهم الكاهن بإن ألآلهة قد بعثت بهذا الجفاف حين اهملتم الواجب المنوط بكم اتجاهها اليوم لاسبيل لكم سوى ان تهبوا أراضيكم للآلهة وتعملون فيها لتسوق لكم الغيث وتفيض ألأنهر والآبار فإن لم تفعلوا فالجفاف سيدوم لينتهي كل شيء فتهلكوا وأرضكم ومواشيكم استجابوا الفلاحين لهذا النداء وتم الأمر كما أرادت ألآلهة .
الكاهن : يمثل من احتسب على رجال الدين كذباً ورياء من اجل مصالحه وكذلك يمثل الدول العظمى التي تعيش على ضعف الدول النامية قوة وسياسة لتمتص ثرواتها وخيراتها ونحن نلمس ذلك بكل وضوح فالعالم يعيش هذه المأساة .
الفلاح : يمثل حالة الجهل الديني لعدم وجود ثقافه دينيه تنتشله من هذا الضياع فيميل الى كل رجل دين آخذاً بمشورته حتى وان كانت كذباً وكذلك يمثل الدول النامية التي تستعين بالدول العظمى من اجل بقاء حكامها في مناصبهم حتى وان كانت على حساب الإضرار بالشعب والوطن.
سعدي النعيمي – بغداد