هـيروشيما الكرادة
ياكرادة .. مرات ومرات استهدفوكِ بالتفجيرات.. هل لأنك عاصمة بغداد .. ! وفيكِ ارث الآباء والاجداد ..ام لأنك كنتِ لكل شيء عنوان ..للجمال و الطبيعة في كل مكان ..للتواصل في ملتقى الطوائف و الاديان .. حلوة في احتضانِ الاحبةِ والخلان .. صابرة في مجالدة الطائفية والفلـتان .. عصية على الارهاب والعدوان ..!! أو..لأنـكِ حبيـبتنا .. وشبة جزيرتنا .. وأُنس سعادتنا ..وألقِ طفولتنا .. ونشوة شبابنا .. وعزم رجولتنا ..وكرامة كـهـولتنا ..!!
وبقيت الكرادة ..تجودُ بنفسِها وتفتحُ اذرُعِـها للقادمين مِن كل مكان مستفيدين من رفع حظر التجوال الليلي في عموم العاصمة بغداد نتيجة للهدوء النسبي والامان .. وفي رمضان الخير استبشر الناسُ خيرا اذ ازدادت موائد الاسحار على موائد الافطار.. ! حيث بقيت مُفتحّة الحوانيت والدكاكين ومكتضّة بروادِها المطاعمُ والدواوين .. وبذلك تواصل العم عباس مع ابنائه في تكساس وهو يدعوهم لصَلاة العيد وصِلاة الارحام في بغداد .. في حين وزّع الخطيبان زينة وغسان بطاقات دعوة القران .. ! وفي العيد نلبسُ الجديد والفرحة والايمان تملأ المكان بالاضواء والآراء .. وأستمر الحال على هالمنوال في رمضان الخير الى سحورالبركة .. !! وقبل.. ان يتبّين الخيطُ الاسودُ من الخيطِ الابيض من فجرِ يوم السبت الثاني من تموز 2016 ..كان ابو نؤاس غارقا في كأسه النحاسي يُدندن في قصيدة .. وقبل.. أن تُكمل شهرزاد حكاياها لمولاها شـهريار قبُيل فجر الليلة الاخيرة من رمضان ..في حين ظّلت كهرمانة وهي حيرانة مع لصوصها الشرفاء تسقيهم الماء لانهم يسرقون من اجل سدّ سِغاب بُطونهم ..وقبل ان يقصّ مهند كعكته الاخيرة مع اصدقائه في (الهادي سنتر) محتفلا بآخر شهادة تفوق يحرزها قبل شهادة وفاته.. ! اما مصطفى الذي ختم يوم ميلاده في 2/7/1990 بيوم شهادته في نفس اليوم من سنة 2016وقبل وقبل وقبل أن يرتّد للحالمين طرفهم وفرحتهم اصبح المكان اثرا بعد عين ..!! وحدثـت مأسـاة ..(هيروشيما الكرادة) ..!! فأحرقت الأخضر واليابس وطالت العريان واللابس ..! وربما تطول القائمة وتطول مع قوافل الشهداء السعداء حتى اقتربت من اربعمائة شهيد..!! ولانريد ان نكون مثل (امرئ القيس) الشاعر الجاهلي عندما وصله خبر قتل ابيه فقال للمخبر وهو مخمور .. (اليوم خمُر وغدا امرُ) ..وعندما جاء (الغد) لم يفعل شيئا ازاء قاتل ابيه سوى انه انشد له قصيدته المشهور .. قفا نبكي ….!! التي تعد من اشهر المعلقات السبعة ..! ونحن وبعد اربع عشرة سنة من القتـل والتفجير والتهجير نضيف (معلقة ثامنة) نذكر فيها شهدائنا فنقول:
قفا نبكي مِن ذكرى شهيدٍ ومقتلي
بسِقط اللوى بيَن الكـرادة والشـوملي .. كفانا بكاء وغيرنا يضحك .. كفانا عزاء وغيرنا يهنأِ .. كفانا اتهاماً وغيرنا يخطط ..!! كفانا شجبا وغيرنا يفعل .. كفانا لعناً وغيرنا يقتل .. كفانا سرابا وغيرنا حقيقة ..كفانا حُلما وغيرنا نكرة ..كفانا .. كفانا ..كفانا ..!!
محمود آل جمعة المياحي – بغداد