هروب صامت

هروب صامت

لي نفس ضائعة، شاحبة اللون، تغادرني بصمت وانين،تمزق احشائي المعتمة،وتقطع شراييني الصغيرة،الهامدة.

مع خروج قطيرات الدم الاسود،ودقات القلب المتهاونة، وصراخ …وعويل…عند كل غروب ممزوج بنكة الحياة.

عند كل اشراقة امل تطفو فوق بركان يكاد ينفجر .

تكاد ان تخرج الحمم الساخنة وتغطي بقاع الارض ومافيها.

ترحل مع سراب الذكريات، على ضفاف الروح..حيث لامأوى يجمعهم..ولازمان..لا بيت مسكون، مرعب.

وتخرج حيث لامكان سوى طواف في ارجاء زوايا خلدت في ذاكرتي،وبضع اماكن لازالت عطرها في مخيلتي…

والحنين اليها يقودني ، كانه يشتاق الى بكائي والى تعذيبي بالذكريات…

لاجد جسدي الهزيل في غربة ذاتية تفصله عن الوجود..يتطاير مع حبات الحزن الممزوج بطعم الموت، وتحاصره رياح جثث حمقاه..

جسد خاو .احمق.ساذج..وعقل هوائيا متمرد…

تتراكم دقائق افكاري عند البكاء، لاجد نفسي ،نفس بلاروح ذابلة كذبول الورود .

تنظر بخلسة الى الماضي..الى الحاضر الى كل الفصول….حتى اشعة الشمس الهاربة، وضحكات اطفال مزيفة ،انعدمت مع الوجدان…

ماذا بك ؟؟!! والدموع تتساقط على خديك المحمرين. …

والعين ذابلة كإمرأة تجاوزت الخمسين..

وصراخ ارامل يعلو من شجى صوتك الطفولي…

واوراقك متناثرة على مساحات غرفتك الخاوية …

ويحاصرك الهواء في غرفة مضلمة تتساقط ذرات الجدران على شعرك الحريري الاسود…

ومعطف باهت يغطي جسدك الناصع ..الذي لم ياكل شيئا منذ الشروق،حتى وانه نسى طعم الحريه كيف تكون!!..نسى كيف للمرء ان يولد من رحم الحياة لياتي ويذهب دون بصمة تدل عليه….

واميال الساعات تمضي بسرعة، حتى انك نسيت ما اليوم….. او ما السنة؟!…

ارى اضطرابك يزداد كبنت صغيرة كسرت شيئا من غرفة والدها وقتلها الخوف من الاتي ، من العنف الذي يهددها،لااعلم!!!!.

فكل شيء يبدو مثاليا بالنسبة للجميع حتى ابتسامتك الزائفة المرسومة على اطراف شفتاك البريئة، تزرع املا في القلوب، وقلبك الصغير لازال يتالم بصمت ، بحياء. ودقاته المبعثرة على وتر الحياة تعزف سنفونية الالم . وتر يخلو من الرقة ، سنفونية تعلو على جسد يتذابل .يتهاون ..هو كسجد الاموات ولكنه لازال على قيد الحياه!!!

ماذا بي حقا لااعلم !! كل شي يخنقني …يقتلني..كانني في صحراء مجردة مضلمة لا شيئ فيها..اصرخ”الا من منقذ ينقذ روحي قبل النهاية !؟؟” ولكن بلا جدوى…ضائعة .. متسولة ، خائفة وقلبي اصابة الذعر من الاتي ….

وفي كلتا يداي هنالك صحن ابيض محطم الحوافي ؛ وبقعا تحيطه ، ملتف بالظنون والبكاء….

اطلب من الجميع مقدارا يشبعني من الحب ، وضننت ان للجميع قلوب صادقة لازالت يملاؤها الحياء!!!…..

مقدارا صغيرا من الاهتمام بيدا شققها الزمن، حتى اصبحت كشجرة يابسة… كذلك الغصن الذي تركه العصفور فرا من التساقط…

نحن نعطي من انفسنا اكثر مما يستحقون…

اكثر مما يحلمون …

اكثر مما يتمنون…

لعلنا نفكر قليلا بانفسنا وباستحقاقنا في الحياة….

ليتنا كنا بحر يغرق كل شي فيه….

كل شي اسود محلك دامس…يغرق حتى البشر!!!

نرجس زكي يحيى – بغداد

مشاركة