هربرت جورج و أدب الخيال العلمي

هربرت جورج و أدب الخيال العلمي

 

حسين علي غالب

 

 

في مخيلة كل طفل هناك أحاديث و أفكار كثيرة تشغل باله عن الخيال العلمي فعالم الرسوم المتحركة الذي يعشقه كل الصغار مرتبط بأدب الخيال العلمي ، كأشياء تطير و كائنات فضائية إلى أخره من الأمور التي تظهر على الشاشة الصغيرة و يتابعها بشغف و استمرار .

 

الآن عالم أدب الخيال العلمي ليس مرتبطا بالصغار فقط ، بل منه تنبع أفكار مفيدة لم يكن يتخيلها الآخرين في الماضي ، إذ ذكرت إمامهم شبكة الإنترنت و التواصل السريع مع الأمم و الشعوب إلى أخره من الابتكارات و الاختراعات التي غيرت مسار البشرية بأسرها  فكل هذه الأفكار أن كنا متابعين لأدب الخيال العلمي القديم فأنها قد ذكرت فأدباء الخيال العلمي أفكارهم و تخيلاتهم التي كان لا يعترف بها البعض و يعتبرها حبرا على ورق أصبحت الآن واقعا ملموسا في وقتنا الحاضر .أن العالم بأسره ممتن إلى “”هربرت جورج ويلز”” و الذي للأسف الكثيرين يجهل من هو حتى المثقفين و الأدباء و قراء الأدب العالمي الجميل ، فهذا الإنسان هو مفكر من الطراز الأول و أديب متميز و صحفي لا يشق له غبار و عالم اجتماع معروف و مؤرخ لتاريخ بريطانيا القديم و له تاريخا أكاديمي لم يركز عليه الأضواء كثيرا لقد قام “”هربرت جورج ويلز”” بوضع توقعاته و تخيلاته في رواياته المختلفة فذكر القنبلة الذرية و الأقمار الصناعية و زيارة الإنسان إلى الفضاء بل تطور إلى أكثر من ذلك ليتحدث عن ظواهر سوف تزداد في المجتمع وهي “انحلال القيود الاجتماعية على العلاقات الجنسية” و بأن بريطانيا سوف “تنهار اقتصادي أكثر من مرة” و تحدث عن أمراض و كان وصفه قريبا لمرض “الإيدز” الذي لم يكن معروفا في عصره .

 

كانت أول رواية لـ “”هربرت جورج ويلز”” هي رواية “”آلة الزمن “” و التي ما زالت تحدث ضجة و قامت عليها نظريات و توقعات و دراسات لأنها تتحدث عن اختراق الإنسان لحاجز الزمن أما للمستقبل أو العودة للماضي و تغيير الأحداث .من يقرأ روايات “”هربرت جورج ويلز”” يكتشف حقائق علمية حدثت الآن و أحداث أخرى سوف تحدث في المستقبل بسبب هذا الإنسان المبدع و من معه من أدباء الخيال العلمي أصبحت الدول العظمى تملك شيئا يسمى “”دراسات مستقبلية”” و هو مصطلح لمجموعة من أصحاب العقول النيرة التي تتنبأ بالمستقبل و يكونوا متسلحين بالعلم و المعرفة لكي يقدموا خلاصة أفكارهم و توقعاتهم لمجتمعهم ، و يا لسخرية القدر عندنا فالكثير يتهمون البعض بالغباء و التفاهة إذ فكر بالمستقبل و قدم طروحات و أفكار مختلفة لا تتناسب مع الواقع.

 

مشاركة