القاهرة – مصطفى عمارة
تشهد هذه الايام الشتائية القاسية تفاقم أزمة النازحين السوريين في المخيمات ففي الشمال السوري يعيش أكثر من مليوني مدني بالمخيمات والقت/ هدى سرجاوي مديرة تجمع المرأة السورية في حديثها الى الزمان باللوم على الدور الضعيف للامم المتحدة، ووصفت وضع المخيمات بالقول : تزداد معاناة النازحين في المخيمات في الشمال السوري يوما بعد يوم وقد تفاقمت المعاناة خلال الأيام الأخيرة بعد الإنخفاض الكبير في درجات الحرارة في المنطقة وقلة مواد التدفئة والأبسة حيث تسبب البرد القارس وصعوبة الحصول على
مواد التدفئة إلى موت العديد من الأطفال كما سببت الأمطار الغزيزة في غرق بعض الخيم ، وهذه المعاناة ليست وليدة اليوم فمنذ سنوات والمعاناة مستمرة وتتفاقم يوماً بعد يوم وفي كل بداية فصل شتاء تنطلق المناشدات لإنقاذ أهالي المخيمات، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من
أثر العواصف والأمطار من خلال ترميم الخيم المهترئة و وفرش طرقات المخيم ، والجدير بالذكر أنه خلال الأعوام الثلاثة الماضية استقبلت المنطقة الشمالية نحو مليوني نازح من ريفَي إدلب الجنوبي والشرقي، وحماه وحلب بعد اجتياح النظام وحلفائه على مدنهم وقراهم وأنا إحدى النساء اللواتي هجرن بسبب اجتياح النظام لمدينتي معرة النعمان العام الماضي ، وكانت بعض المنظمات تقدم مساعدات خجولة للنازحين بين الحين والآخر، إلا أن انشغال تلك المنظمات بمواجهة فيروس كورونا جعل المساعدات في حدودها الدنيا، وأخيرا أطلقت منظمات وجهات إنسانية مبادرات لتوزيع مواد التدفئة على النازحين لتخفيف معاناتهم وتوفير جزء من احتياجاتهم في فصل الشتاء. وقالت الناشطة السورية ،
في الحقيقة أرى (وأنا أيضا عضو اللجنة الدستورية عن وفد المجتمع المدني) أن الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة ضعيف ولا يرقى لوقف اكبر مأساة إنسانية في الوقت الحالي وربما الإطار القانوني الناظم لعمل الأمم المتحدة وذراعها التنفيذي مجلس الأمن وحق الفيتو الذي تمتلكه
الدول الخمسة الكبرى واستخدامه مرات عديدة في الشأن السوري لمنع اي قرار ضد النظام السوري أو وضعه تحت الفصل السابع هو السبب لعدم فعالية دور الأمم المتحدة في السياق السوري ، وأيضا لا يتم الضغط على النظام بالشكل الكافي لوقف الانتهاكات والقصف والإجتياح العسكري المتكرر والذي يتزامن غالبا مع فصل الشتاء ليفاقم المأساة الإنسانية ، وهناك تقصير في المساعدات الإنسانية وشحها مع الوقت بالرغم من ازدياد الحاجة إليها .
- ما هي توقعاتك لمستقبل اللاجئين السوريين في الداخل والخارج خاصة بعد تعرض هؤلاء اللاجئين لأعمال إجرامية والتي كان آخرها حرق مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان ؟
وضع اللاجئين مستقبل مجهول .. فبعد أن نجوا من الموت على طريق لجوئهم براً وبحراً بدأت تواجههم التعقيدات البيروقراطية من أجل استصدار أوراق ثبوتية أو إقامات شرعية في البلاد التي لجأوا إليها وتحسين ظروفهم المعيشية الرهينة بظروف سياسية واقتصادية أكبر من منهم وتفوق طاقتهم على التحمل أحياناً ، فواجه اللاجئون العام الماضي مجموعة من التهديدات والتعقيدات والقوانين الجديدة التي تصدر من هنا وهناك من أجل تقييد حركتهم ونشاطهم وسط مناخ عام متشنج سياسياً واقتصادياً من وجودهم أصلاً في الدول التي لجأوا إليها في ظلّ تخبط دولي وفشل في إدارة قضية اللاجئين على كافة المستويات واشتباكها بشكل رئيسي مع صعود اليمين المتطرف في المشهد السياسي العام . وبالنسبة للبنان فإنه يتصدر قائمة البلدان الأسواً بالنسبة للاجئين، حيث أن سياسات الدولة اللبنانية تجاه اللاجئين
السوريين اتصفت، وفي مراحل مبكرة منذ بداية الثورة السورية بالرفض والتضييق عليهم وذلك بدءاً من الشروط المعقدة التي فرضت على السوريين الراغبين أو المضطرين لدخول الأراضي اللبنانية وصولاً إلى الأوضاع المعيشية الكارثية في مخيمات اللجوء وصعوبة حصول هؤلاء اللاجئين على أوراق قانونية تثبت لجوئهم أو هويتهم . وقد شحنت هذه السياسات بعض اطراف الشارع اللبناني وقام بممارسات عنصرية بحق السوريين أو من خلال حوادث عنيفة دفعتهم بعضهم إلى العودة إلى الأراضي السورية هرباً من العنصرية والظروف بالغة القسوة التي يتعرضون لها، ذلك فضلاً
عن ثبوت مئات حالات الترحيل القسري، التي تحدث عنها جهات صحفية وحقوقية عدة.
وختمت بالقول : نعمل على النهوض بالمرأة من خلال إمكانيات ذاتية تعمل على التوعية وحملات مناصرة أهمها عن التعليم وعمالة الأطفال وجلسات تأهيل وتدريب للنساء وتشجيعهن على المشاركة في الشأن العام ومراكز صنع القرار .