هجرة المواطنين لوطنهم .. والغربة مذلة (1)

هجرة المواطنين لوطنهم .. والغربة مذلة   (1)

الوطن كم هو عزيز وغال على المواطن .. ولكن كيف ولماذا يهجرون الوطن ؟ ولماذا يغادرونه .. بعض الاحيان يكون السفر والغربة يكون ضروريا لمدة معينة من الزمن اذا كانت ظروف المواطن تسمح له لكي يستزيد علما لاغراض الدراسة العليا والثقافة .. او ليطلع على تجارب الشعوب الاخرة وعلى تجارب الدول المتقدمة والمتطورة علميا وغيرها، اما التفكير بالهجرة ومغادرة الوطن امر غريب ومحير .. حيث يوجد بعض المواطنين الذين غادروا خارج ارض الوطن لاجل النزهة او الراحة والاستجمام او التبضع وثم عادوا وهم عبارة عن شريط فديو بالالوان يصف ويشرح جمال تلك البلدان وحياة المواطنين هناك وعلى ما رأه وهم كمسافرين او كسياح، امال المهجر يعتبر في الدولة لاجئ ليست له حقوق المواطنة كالمواطن غير الذي يعيش هناك كمهجر او مغترب الذي ليس له حقوق كالمواطن الاصلي لتلك الدولة هذا ما علمنا من المهجرين الذي تعمقنا دقة المعلومات والامور لهدانا الى حقائق ادق وابعد فما هو ذلك السر الذي يجري وراء هؤلاء المواطنين المهجرين تاركين بلدهم وراءهم والوطن العزيز الحبيب الغالي مثقلا بالحنين، وترى ام باكية واصدقاء تملأهم الحسرة حسرة الفراق والالم، هل ان المغترب يكتويي بنار الحياة في البعد الغريب فلا المال الذي يحصل عليه ولامعين لأهله في الوطن , فتكون الندامة في البعد الغريب  اقسى من الغربة ذاتها اذن ماهو السر الذي يجعل المواطنين لترك بلادهم وهجرة وطنهم العزيز ويجوبون حياة جديدة في الغربة والهجر وظروف جديدة واحوالا تتشعب وتتنافس بلدهم وتتنامى تفاصيلها حولكم لتظل تجري ليلاً ونهاراً من دون ان نصل الهدف الذي تريددون, باختصار اصف لكم بعض المواطنين الذين هجروا وتركوا الوطن وعملوا في البلدان الاجنبية انهم تعرضوا للمراقبة الدائمة المستمرة وصعوبة ولا أقول استمالت الحصول على عمل سواء فرصة ام مايناسبه المؤهل والمردود المالي غير المجزي بسبب ارتفاع تكاليف العيش والسكن والضرائب المتعددة، فالغريب معرض للشكوك ومعرض لخيانة البنات لاصدقاء ومعرض للتجارب وسعي اجهزة الامن والمخابرات والغريب هناك معرض للسرقات والابتزاز ومعرض للقتل من دون ان يعرف احداً كيف واين ولماذا ؟

والغريب معرض للحرب النفسية والغلق والضياع ومعرض للفصل والتمييز العنصري مع سبق الاصرار والنوايا، اليس رغيف الخبز الاسمر على موقد الشاي امام احبه او زوجة واطفال تحت خيمة الوطن اجمل واروع من كل تلك اللعنات والصفعات التي يتلقاها المرء في الغربة في البلد الغريب، اكتب الى شجرة العائلة العراقية الكبيرة الوطن الكبير الام  نعم اين ذلك البلد يقول للمغترب المهجر وعند ذات يوم يواجهة عن اقرب نقطة اختلاف او تصادم ..

ويقول لكم ارحلوا عن بلدنا ايها الغرباء وذلك الحين والوقت سوف تعرفون قيمة الوطن لكم الذي هجرتموه .. كم هو الوطن غال وعزيز للحد التضحية والفداء والدفاع عن الوطن حتى الموت في سبيل الوطن الحبيب العراق العراق الوطن هو البيت الكبير الدافئ والقلب الحنون الواسع والصدر الواسع والوطن صدر الام .. يعيش المواطن بحماية خيمة الوطن فان التاريخ يسجل له موقعا صحيحا مشرفا تفخر به الاجيال وتفتخر به عائلته واصدقاءه ؟؟

ان غربة العراقيين عن الوطن وخسارة للطاقات واستنزاف للمواد البشرية، غربة العراقيين عن الوطن والاهل بحثا عن مصدر عمل اختبار واختيار ليس من السهولة القبول به والتعايش معه وفق ماعرف عن الموروث من قيمنا وتقاليدنا الانسانية الطيبة .. ولكن للاسباب القاهرة والاوضاع الصعبة .. قيودها نجعل البعض يوافق .. مرغما بل ثمة اسباب ودوافع اخرى فرضت حضورها الطاغي وشكلت مدخلا اكبر لهجرة متصاعدة.. للمواطن العراقي لوحظ ان الخريجين العراقيين بالالاف بدون عمل او وظيفة فمن لديه الشهادة جامعية بكالوريوس / ماجستير / دكتوراه / والذي رغبته تحقيق اهدافه وامانيه وبقى الطريق مغلقاً يواجهه في بلده مما سبب له السفر والهجرة الى الغربة الى الذل والهوان كل ذلك عدم قيام الدولة بمراعاته في تحقيق امانيه عند تخرج لكونه كان يحلم بالعمل والوظيفة سنوات وهو بدون وظيفة في حين الدوائر قد امتلأت بموظفين يحملون شهادات الابتدائية المتوسطة، الاعدادية ولهم خدمة طويلة وهم في الدولة وحملة الشهادات العليا يتسكعون في الشوارع دون عمل او وظيفة تناسب مؤهلهم العلمي الغربة لا ترحم بل يتطلب على الوطن الام العراق رحمة بحملة الشهادات العليا الجامعية واعادة النظر في الموظفين الذين يعملون  في الدوائر من حملة الشهادات الاعدادية فيما دون لاحالتهم الى التقاعد وبنفس راتبهم لكي لايؤثر عليهم وعلى عوائلهم ..

صائب عكوبي بشي-  بغداد

مشاركة