هادي نعمان الهيتي – نص شعري – سبتي الهيتي
وتعود أوراق المسافر
مرة أخرى ،
الى الأشجان ، آسفة
وفي صدر الجريدة .
تتعلق الأشكال بالالوان
فالأسماء ، يوقظ سمعها
النبأ الحزين .
لن تصدر الأسبوع (1) هذا اليوم ،
فالكلمات أثقلها الخيال
والخبر ما بين السطور
فاضت به الحسرات
وأبتدأت ومن حزن القصيدة
تذرف الدمع الهتون
وتعالج العبرات
آسفة على ميس الصبا
وصحائف الفتيان
مبتهجين بالمزمار (2)
والأطفال من فرح المجلة (3)
يرقصون .
مثل الطيور على الغصون ،
ومثل خلق الله
ليسوا خائفين
من قسوة التهجير في الطرقات
أو برد الخيام
وحولهم عين رحيم لن تنام
فالناس في ليل الفجيعة
يصبرون ، ويسهرون
يا أيها الماضي الى الصمت الأخير
من ذا يدق الباب … ؟
فالاوراق ما برحت مبعثرة
ولم يعد اللقاء
يجزى به زمن الصعود
لسور بلدتنا العتيق
وكلما عنّت نواعير الفرات
ونعى به وسط المنازل
وحشها الأبدي أنساناً يموت
فنظن أن الموت
يوجد في دواخلنا وما بين البيوت .
لتعود أوراق المسافر تارة أخرى
كزغب حمائم بيضاء
تطلقها الجريدة من يديك
من قبل خمسين .. لتعلق بي
وما تعبت
من الطيران والدرب الطويل
من قبل ما أزف النهار
على الرحيل
ولم تعد تتميز الألوان
في عينيك ، فالأشياء
ما عادت بهيأتها
ولا الأسماء ، أو عاد الزمان
وقد رحلت هو الزمان .
(1)، (2)، (3)أوراق المسافر أولى بواكير الشاعر المنشورة على الصفحة الادبية لجريدتكم
الاسبوع التي أصدرها ورأس تحريرها الراحل قبل رئاسته تحرير مجلتي والمزمار

















