هؤلاء النواب لماذا يتغيّبون ؟

هؤلاء النواب لماذا يتغيّبون ؟

محسن حسين

اعتقد واكاد اجزم انه لا يوجد في العالم مجلس نواب لم يجتمع في اي يوم من ايامه كاملا بجميع اعضائه غير مجلس النواب العراقي.

ليس هذا فقط بل ان غيابات النواب في العراق في مختلف الدورات تعدت المعقول ولا يمكن ان توصف بغير صفة الاستهتار لدى نسبة لا تحترم اولئك الذين انتخبوهم وخاصة في هذه الظروف التي يعيش فيها العراق مهددا بكيانه والشعب جائع ونازح ومهجر وهناك الاف المشاكل تتطلب حلولا كان يجب على كل نائب ان يبدي رأيه فيها او بمعنى اخر نقل راي المواطنين الذين انتخبوه ليمثلهم في السلطة التشريعية.

النائب مثل الموظف

النواب موظفون لدى الشعب فهل سمعنا بدائرة او شركة فيها 329 موظفا يتغيب نصفهم او ثلثهم او ربعهم و لم يحصل ان يداوم كل موظفيها في اي يوم من ايام السنة.

لاهتمامي بالارقام والتواريخ تابعت جلسات مجلس النواب منذ يداسة هذا العام وعددها 10 جلسات وجدت ان المحاضر الرسمية لنصفها (5  جلسات) لم تذكر عدد الحاضرين وهذا امر غريب يدعو للشك ان ذلك يقصد منه التغطية على الغيابات.

قرارات على الورق

منذ سنوات ونحن بحكم عملنا الصحفي نسمع ان المجلس سيتخذ قرارات للحد او لتخفيض الغيابات (وليس للقضاء عليها) لكن شيئا لم يحصل ولن يحصل ما دام النائب الذي يتغيب متأكد انه في اسوأ الظروف سيحصل على تقاعده بالملايين شهريا وتستمر كل الامتيازات المادية والمعنوية الاخرى.

وحسب الاحصائية التي اعددتها اعتمادا على المحاضر الرسمية للمجلس في العام الحالي 2019 والمنشورة في موقعه

( http://ar.parliament.iq)

لم اجد جلسة واحدة تغيب فيها اقل من ربع الاعضاء عدا الجلسة الاخيرة لشهر كانون الثاني الماضي (42 نائبا) وكان عدد الحاضرين 287 ويزعم الخبثاء ان سبب هذا الحضور يعود الى دفع الرواتب والمخصصات ليس الا. .

وعدا تلك الجلسة كانت اقل نسبة غيابات (39% تليها 40% و 42% و43%).

 وللمزيد من الايضاح فان اعداد المتغــــــيبين كانت 140 ثم 143 ثـــــم 133 واخيرا 131 نائبا متغيبا.

يقال ان البعض من النواب يتغيون بسبب المرض. اي مرض هذا يصيب النواب بالجملة هل هو (؟؟؟).

في الدورة السابقة

في الدورة السابقة اعلن ان رئيس المجلس سيعلن اسماء المتغيبين في كل جلسة وقد فعلها في عدد من الجلسات ثم توقف وكان واضحا ان التوقف تم حتى لا تزعل الكتل لان اسماء المتغيبين يجب ان تخضع للمحاصصة. وان فعل فانه لن يعلن اسماء هذا العدد الكبير المسجل في المحاضر الرسمية. وحتى لا يستطيع ذكر اسباب الغيابات وتكرارها لان ذلك سيكون فضيحة من فضائح هذا الزمن.

واتساءل ومعي يتساءل الملايين الا يخجل هذا العدد الكبير من المتغيبين وكيف يبررون عملهم وكيف يبررون تقاضيهم رواتب وامتيازات وهم لا يؤدون شيئا مقابل ذلك؟.

  توضيح من مجلس النواب

في عام  2017 كتبت عن ظاهرة الغيابات في مجلس النواب العراقي وتلقيت توضيحا  من المجلس يقول “في الكثير من البرلمانات [العالمية] لا يشترط نظامها الداخلي اكتمال النصاب كما أنها تحث أعضاءها على الحضور من خلال منح مخصصات التصويت والتي لا تمنح إلاّ عند حضور العضو للجلسة وهو ما لا يحدث لدينا مطلقاً.

هل هذا تلميح ان سبب التغيب في مجلسنا وعدم المشاركة في النقاشات سببه عدم منح النائب في العراق مخصصات لحضوره الجلسات وعند تصويته على القوانين. كنت اتمنى عدم ذكر هذه الفقرة ذلك ان الكثير من التظاهرات  في ذلك الوقت كانت تطالب بتخفيض رواتب النواب ومخصصاتهم ونفقات حماياتهم وتقاعدهم.

وقبل فترة نشرت وسائل الاعلام إن رئيس البرلمان السابق، أقر فرض غرامات مالية، تقدر بمليون دينار عراقي، وهو ما يعادل 800 دولار، عن كل نائب يتغيب عن حضور أي جلسة، ونشر أسماء المتغيبين في الصحف، حتى يتعرف ممثلوهم عليهم، في محاولة منه لإيجاد حل لأزمة عدم اكتمال نصاب الجلسات بسبب الغيابات المتكررة أو لجوء بعض النواب ولأسباب سياسية للبقاء في القاعة المجاورة للقاعة الرئيسية وعدم حضورهم الجلسات.

لكن هذا الكلام لم ينفذ!!!!

لك الله ياعراق

مشاركة