في المرمى
نوارس متعبة – سامر الياس سعيد
للعام الثاني على التوالي تنتهي مبكرا مغامرة فريق نادي الزوراء في بطولة كاس الاتحاد الاسيوي دون ان يمضي في طريقه ليصل الادوار الحاسمة من البطولة ويثير بذلك الكثير من التساؤلات بشأن هذا الخروج المثقل بالتبريرات دون ان تتوفر فرصة لتعزيز طموح جماهير الزوراء العريضة بمتابعة فريقهم وهو يعتلي منصة التتويج الاسيوي خارجا من نفق المحلية الضيقة التي طالما بقي فيها الفريق المذكور.
ليست مجرد تهمة قد يطلقها متعصبون بشان فريق معين بكونه فريقا ذا طموح محدد او بمعنى ادق انه فريق محلي من خلال استئثاره بالبطولات المحلية فحسب دون ان تتعزز لدى هذا الفريق اية طموحات يمكن ان ترتقي به لمنصات مختلفة تحظى باضواء اكثر سطوعا مقارنة باضواء التتويج على منصة اللقب الخاص بالدوري او بطولة الكاس او غيرها من الالقاب التي باتت متاحة او في متناول اليد.
لقد تداول قبل فترة وجيزة مشجعو فريق ريال مدريد غرماءهم من انصار فريق نادي برشلونة بان فريقهم مجرد فريق محلي يسعى لبطولات الدوري الاسباني اضافة لكاس الملك بعد خروجهم على يد فريق روما الايطالي في الدور ربع النهائي من بطولة دوري ابطال اوربا وربما يبدو هذا اللقب مناسبا ايضا لفريق نادي الزوراء وهو يخرج بخفي حنين من مولد البطولة الاسيوية بعد تعادله المخيب رغم انه كان يمني النفس بحصيلة وافرة من الاهداف لينافس من خلالها غريمه فريق القوة الجوية على مركز افضل الثواني ليتاهل للدور التالي ويبقى في البطولة التي عدت علاجا مناسبا للاخفاقات الكروية العراقية من خلال قبض فريق القوة الجوية لعامين متتاليين على اللقب الاسيوي.
انتهت محطة التوصيفات وعلينا الالتفات لوضع الزوراء الذي كان يبدو في مباراته بالاستحقاق الاسيوي بلا حول ولاقوة تعينه على المنافسة الحقيقية وهذا ما يعيدنا للتساؤل بشأن قوة الدوري العراقي وقدرته على ابراز فرق منافسة لها القدرة على النفس الطويل الذي يحقق لها المطلوب مثلما هو التعامل مع الدقائق الحاسمة التي من شانها اختبار شخصية البطل والثقة الممنوحة له وقدرته على ثبات مستواه دون الرجوع خصوصا في الدقائق الاخيرة التي تكشف في احيان كثيرة ورطة فرق كبيرة بعد ان يخفت مخزون لاعبيها ويبداون بالتقهقر وتذبذب مستواهم مما يفتح الباب لارتكاب الاخطاء واحداث الثغرات التي يمكن التعامل معها من جانب مدرب ذي خبرة يستطيع بالتالي دفع لاعبيه للاستفادة وتوظيف مواهبهم في استثمار تلك الاخطاء واحداث الفارق المطلوب بناء على ذلك.
الزوراء ليس فريقا عاجزا فالمواهب التي يحتضنها تعد بالكثير ونجومية لاعبيه تتوهج مثلما هو الحال اذا ما خاضوا على الجانب الاخر مباراة ضمن صفوف المنتخب الوطني لذلك تبرير غياب الانسجام قد يكون قبض ريح ودون ان يكون المؤشر المناسب لهذه الهزة القوية التي تعرض لها في خضم البطولة الاسيوية كما يضاف الى ذلك امتلاكه لاسم تدريبي قادر على تحقيق الفارق مع وجوب وجود خميرة من اللاعبين المؤهلين ليكونوا على جانب كبير من المسؤولية فايوب اوديشو ليس بالمدرب المحلي كما يشيع الكثيرون رغم ان سجله التدريبي بحاجة لبطولة اسيوية مع هذه التشكيلة التي تخوض مبارياتها بقميص الزوراء ومثلت فرصة بطولة كاس الاتحاد الاسيوي فرصة سانحة لتحقيق هذا الامر لكن عامل الخبرة الذي احتاجه الفريق المذكور كان غائبا تماما وبالاخص في المباراة الاخيرة التي تعادل فيها الزوراء بهدف لهدف في الدقيقة الاخيرة من المباراة.
عام اخر يبقى فيه الجوية السفير الوحيد في الادوار الحاسمة لبطولة كاس الاتحاد الاسيوي ومهما تعالت اوجه الامنيات ببطولة ثالثة للفريق الازرق فان الامنيات تبقى قائمة بضرورة تقديم العلاج المناسب للنوارس من اجل تحليق مميز لهم في الموسم القادم.