نكران الجميل

نكران الجميل

دار المسنين

مكـان يستنكـره الجميـع .. لكنه واقـع وحقيقــــة اوجد بسبب أناس لا ضمير لهم.. أنكروا والديهــــم فكـانت هي مـأوى لوالديهم.. دار لدوار الزمن … فأقول دار الزمن دار.

مما لاشك فيه ان حياة الإنسان معرضه لكل شيء فهذه قواعد ثابتة أثبتتها الطبيعة في الأوضاع الاعتيادية وكيف بالك في أوضاع العراق والوطن العربي فهنا يكون الوضع مختلفا تماما والتامين على الحياة صعب جدا للغاية ولا ننسى إن الأعمار بيد الله . والموضع الأهم هو تساءلنا المستمر عن دار المسنين ومن يسكنها ؟ ولماذا أوجدت ؟

وهي دخيلة على مجتمعاتنا العربية الملتزمة بالتعليمات الدينية والعادات الشرقية ؟

فهل ان جميع ساكنيها ممن تقطعت بهم السبل وفقدوا ذويهم وأبناءهم ؟ طبعا بالتأكيد لا أم هل إن اغلب من يرقدون بها ممن لم يكملوا حياتهم الاجتماعية ولم يتزوجوا ويكونوا أسرا؟ طبعا لا

ام هل ان أغلب من يسكن بها ممن تخلى عنهم ابناؤهم وذويهم وأقرباؤهم ؟؟؟

طبعا نعم ومع كل الاسف أكيد عجيب فهل هناك ممن يستطيع ان يتخلى عن والديه اللذين سهروا على راحته . وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان. وكيف استطعت فعل هذا:” فهل نسيت بسرعة فضلهم عليك فلولا رحمة الله ولولاهم لما كنت ان تكون انت في حالك هذا . واغلبهم يتحجج بالوضع المادي والمستوى المعيشي. فان كان ذلك صحيحا فكيف تستطيع ان تنفق على أبنائك وزوجتك رغم طلباتهم المتواصلة . ولا تستطيع ان تنفق على من كان لهم الفضل الكبير في تربيتك وإنشائك . ومما لاشك فيه ان اغلب من يرمون إباءهم في دار المسنين هم من ميسوري الحال ومما لاشك فيه ايضا فان اغلبهم يرمون إباءهم بسبب رغبة الخاتون الزوجة . ألم تعلم . الم تعلمي (كما تدين تداد) الم يخطر في بالك انه سيأتي اليوم وسيرميك أبناؤك .ألم تعلمي انه سيأتي يوم وترمين ايضآ .الم تعلم ان رمية أبنائك ستكون لك أقوى وأوجع بل ستكون رميتين (رمية لأنك رميت والديك ورميه ثانيه لأنك لم تحسن تربيتهم ) ونسوا قوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً). سبحــانـك الهـي ..!!

هــي فطـرة أوجـدتهـا في قلـوبهـم

 يحبـون أبنـاءهـم رغـم جحـودهــم وإنكارهم لهــم ..

كيـف لا .. وهـم اباء كـرسـوا كـل حيـاتهـم لتـربية الابناء حتـى تبـوأوا أعـلى المنـاصب ..

ووجـدوا الـرخـــاء والسعـادة في حيـاتهــــــم.

انتظـروا منهـم شكـراً وعـرفـانـاً.. فكــان ذلـك بعقـوق يمـزق قلـوبهـم ..

يبكـون حـالهـم ويخـافـون مصيـر ابنـائهـم.

عــــلاء ياسين محمد – بغداد

مشاركة