نقل مرسي إلى سجن طره وسط تهديدات الإخوان بالتظاهر
وزير الداخلية المصري لـ الزمان لن نسمح بإشاعة الفوضى
القاهرة ــ الزمان
استعرض وزيرا الداخلية محمد ابراهيم والدفاع عبد الفتاح السيسي المصريين اللمسات النهائية لخطة تامين محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي ثم قام وزير الداخلية بجوله تفقدية لقاعة المحكمة واجراءات تامينها و.
علي هامش تلك الزيارة اكد وزير الداخلية ا الزمان ان الداخلية لن تسمح باشاعه الفوضي او اعمال الشغب اثناء المحاكمة وانها بدات من اليوم تنفيذ خطة التامين بنشر قوات امن كبيرة حول قاعة المحكمة.
واكد مصدر امني انه سوف يتم نقل مرسي الي احد سجون طره تمهيدا لنقله الي مقر المحاكمة .
واضاف المصدر انهم قاموا بتجهيز سجن طرة بالفعل وخصصوا عنبرا لمحمد مرسي بمفردة لانه سيتم منعه من الاجتماع مع قيادات الاخوان الموجودة بنفس السجن كما ان ادارة السجن وضعت اوقاتا يومية للتريض بعيدا عن الوقت المسموح لباقي القيادات حيث ستحرص ادارة السجن علي ان يكون بمفردة .
واكد المصدر انه سيتم نقل مرسي الي سجن العقرب اذا ما استدعت الحالة الامنية كان يتعرض السجن لمحاولات اقتحام من جانب الاخوان ومحاولة اخراج مرسي من محبسة ولعل السبب في نقلة الي العقرب في هذه الحالة هو ان ذلك السجن بوابه فولاذية واسواره عالية لا يمكن اقتحامها ولا تكسيرها باستخدام اللوادر وتوجد به ثلاث بوابات تمنع محاولة اقتحامه وقد تم ايداع كل سجين في زنزانه انفرادية لتفادي اجتماعهم لان تقسيمات السجن من الداخل تمنع الالتقاء بين السجناء حتي نزلاء الحجرات المتجاورة ولا يلتقون معا كما ان عملية النقل لن تكون شاقة لان العقرب يقع في مجمع سجون طرة سجن المزرعة .
في الوقت ذاته اكد مصدر بوزارة العدل انه لم يتحدد حتي الان امكانية اذاعه الجلسة علي الهواء الا ان الراي الغالب هو عدم اذاعتها.
علي الجانب الاخر اكد احمد الدماطي رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين ان فريق الدفاع عن مرسي لم يتمكن من تصوير اوراق القضية والتي تبلغ 20 الف ورقة الا انه طلب الالتقاء بالرئيس مرسي قبل بدء المحاكمة بساعتين كما طلبت اسرته التي لم تعرف مكانة حتي الان للالتقاء به.
وكشفت مصادر مطلعة بهيئة الدفاع ان هيئة الدفاع تلقت طلبات من عدد من المحامين الاجانب للدفاع عنه واكدت هيئة الدفاع انها ستقتصر في دفاعها علي شرعية مرسي ودون اتهامة بالتحريض.
ورجحت مصادر مطلعة ان تقوم الجماعة باعمال عنف وتفجير وعمليات انتحارية قبيل بدء المحاكمة تمهيدا للتظاهرات التي تعتزم تنظيمها في القاهرة والمحافظات واوضحت المصادر ان عناصر المنطقة المركزية العسكرية والتي تشمل الفرقة التاسعة المدرعة والفرقة الثانية مشاة ميكانيكي سوف تقوم بعمليات تامين كاملة للقاهرة والمحافظات كما اعلنت حاله الاستنفار القصوي لتامين المجري الملاحي للقناة .
وعززت انتفاضة شعبية اطاحت بحسني مبارك في عام 2011 الآمال بأن يتحرر المصريون اخيرا من قبضة المؤسسة العسكرية على السلطة.
لكن مرحلة التحول السياسي تعثرت وعاد الجيش ليمسك بمقاليد السلطة ما افزع حلفاء القاهرة الغربيين ممن كانوا يأملون ان تمر مصر بتجربة سلسة نحو الديمقراطية.
ويمثل مرسي الذي اطاح به الجيش في الثالث من يوليو تموز عقب احتجاجات شعبية ضخمة على حكمه أمام المحكمة مع 14 من قيادات جماعة الاخوان المسلمين بتهمة التحريض على العنف.
وتصل عقوبة التهم الموجهة اليهم الى السجن المؤبد أو الاعدام في حالة الإدانة ومن شأن ذلك ان يؤجج الاحتقان بين الجماعة ويؤدي الى تفاقم حالة عدم الاستقرار السياسي التي نالت إلى حد بعيد من الاستثمار والسياحة في بلد يعيش ربع سكانه تحت خط الفقر.
وحين اطاح الجيش بمرسي تعهد بخارطة طريق سياسية تنتهي بانتخابات حرة ونزيهة.
لكن عقب الاطاحة بمرسي تعرض الأخوان المسلمون لواحدة من اعنف حملات القمع ضد الجماعة التي تصارع للبقاء الآن بعدما قاست من قمع الدولة عقودا.
وفي اغسطس آب فضت الشرطة يدعمها قناصة من الجيش اعتصامين في القاهرة كانا يطالبان بعودة مرسي.
واتهم مسؤولو امن قيادات الجماعة بالتحريض على العنف والارهاب. وقتل مئات من اعضاء الجماعة فيما زج بعدد كبير من قادتها في السجن.
وتنفي جماعة الاخوان اي صلة لها بأعمال العنف.
ويحتجز مرسي في مكان غير معلوم منذ الاطاحة به وتجري المحاكمة في معهد امناء الشرطة قرب سجن طرة.
وتتصل اتهامات التحريض على العنف بمقتل نحو 12 شخصا في اشتباكات امام قصر الرئاسة في ديسمبر كانون الأول الماضي بعد ان اغضب مرسي معارضيه باصدار اعلان دستوري يوسع من سلطاته.
وقالت هبة مورايف مدير مكتب منظمة هيومن رايتس لحقوق الانسان بمصر ما يقلقني إزاء هذه المحاكمة هو الانتقائية الشديدة في النظام القضائي ووجود ما يشبه الحصانة لاجهزة الامن التي قتلت مئات المحتجين.
وأضافت في ظل هذا المناخ من المحاكمات المسيسة تضعف امكانية اقامة عدالة حقيقية.
وثمة مؤشرات على تنامي ضيق صدر السلطات بحرية التعبير إذ جرى وقف برنامج لأبرز إعلامي مصري ساخر بعدما سخر الأسبوع الماضي من الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة.
ويعترف المسؤولون المصريون بأن الطريق إلى الديمقراطية وعر وحذروا من أن التحول الديمقراطي السليم سيستغرق وقتا.
وقال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في مقابلة مع رويترز لا يمكن الحكم بناء على ما نفعله اليوم وما نفعله غدا. أعدكم أننا سننجح في هذا لكنني أعرف أننا سنتعثر على الطريق لأن المجتمع يحاول أن يحدد مصيره.
ومنذ الإطاحة بمرسي كثف اسلاميون متشددون في شبه جزيرة سيناء من الهجمات على قوات الأمن.
وتتهم اجهزة الامن حركة المقاومة الإسلامية حماس المنبثقة عن جماعة الاخوان المسلمين بتسليح المتشددين في سيناء فيما تنفي حماس هذا الاتهام.
وسئل فهمي إن كانت هناك صلة مباشرة بين حماس والجماعة فأجاب أن ثمة مؤشرات على وجود مصادر تمويل اجنبية فضلا عن الأحداث في سيناء مضيفا أن القضاء سيفصل في الأمر.
وأكد مسؤولون بجماعة الاخوان عزمهم مواصلة الكفاح لحين عودة مرسي لمنصبه رغم التراجع الملحوظ في أعداد الإسلاميين الراغبين في المشاركة في الاحتجاجات في مواجهة الحملة الأمنية.
وقال مسؤول كبير في الجماعة انه في حالة إدانة مرسي فسيجري تصعيد كبير للاحتجاجات السلمية دون اللجوء للعنف مضيفا أن تيارات إسلامية اخرى قد تحمل السلاح ضد الدولة.
وتتهم جماعة الاخوان المسلمين الجيش بالانقلاب على الرئيس المنتخب واهدار المكاسب الديمقراطية التي تحققت منذ سقوط مبارك الذي حكم البلاد بقبضة حديدية طيلة ثلاثة عقود.
غير أن كثيرين من المصريين الذين خيب حكم مرسي امالهم لا يشاركون الجماعة الرأي.
وقال فتحي عوض الله 50 عاما وهو رجل أعمال من مدينة المنصورة ” الإخوان سيتظاهرون في كل مكان لنشر الفوضى. هذه المظاهرات لن تعيد مرسي أو الإخوان إلى السلطة .”
واكتسب السيسي الذي اطاح بمرسي شعبية هائلة وما من شك في فوزه في انتخابات الرئاسة المقبلة اذا ما خاضها. وكان السيسي مديرا للمخابرات الحربية في عهد مبارك.
ويشبه كثيرون السيسي بجمال عبد الناصر الذي شهد حكمه اعتقال الاف من اعضاء جماعة الأخوان.
وتثير عودة الجيش للسلطة تساؤلات عن مستقبل الديمقراطية في مصر التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل وتتحكم في قناة السويس الممر التجاري العالمي.
ويشكو اقارب معتقلي جماعة الاخوان من سوء المعاملة وازدحام الزنازيين.
وذكر عبد الله مصطفى أن شقيقه وهو عضو في الجماعة توفي بعد قليل من احتجازه وقال محاكمة مرسي مهزلة. من ينبغي ان يحاكم؟ من انتزعت منهم السلطة أو من انتزعها؟
AZP02