ندى أزهار طهران
قصة ساكني أشرف ومن بعده ليبرتي لم تنته، ولا يريد لها البعض إلا أن تشتعل أحداثها، وتتفاعل وتحتدم لتصل إلى ما يبغيه من سيناريو لفصول تسير ضمن سياقات تكوينه الذهني الشيطاني .
أحداث وظّف لها لاعبوها الرئيسيون، القابعون في طهران، كل الأدوات، وكل ما هو متاح من أوراق اللعب، في داخل العراق وخارجه، في الإقليم والعالم، وبواسطة شخوص محلية ودولية.
يجد النظام الإيراني فرصة كبيرة في المخيمين اللذين يؤويان أفراداً لا يملكون سوى إيمانهم بالحياة الفضلى التي تقوم على مبادئ العدل والمساواة، وإعادة بناء الإنسان بعد أن تقزّم كثيراً كقيمة معنوية ومادية على أيدي الأنظمة المستبدة، يجد فرصته في تجريب مهاراته في القمع وممارسة أشكال الطغيان تجاه مواطنيه، ليبرهن على أنه يتقنها في جملة مهارات أتقنها في إطار مكره السياسي داخل البلاد وخارجها.
يحرك النظام هذه المرة أدواته في العراق في أحدث فصول قصة البطش اليومي التي يعيشها سكان ليبرتي موعزاً بتعطيش ساكني المخيم في فعلة يتجرد مرتكبوها من أبسط شروط الانتماء للإنسانية السوية.
يلتقط رجالات نظام الملالي في الحكومة العراقية الأمر الصادر من طهران بالسمع والطاعة، فيمنعون الماء عن سكان المخيم، ويراوغون من خلال المماطلة وإطلاق الوعود الزائفة بحل مشكلة شح المياه من خلال ربط المخيم بشبكة مياه بغداد.
يستغل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي nبطبيعة الحال الظرف السياسي بعد أن أدارت قوى رئيسية في المجتمع الدولي ظهرها للاجئين في سجن ليبرتي، وصمّت آذانها عن سماع صرخات مناضلي الحرية، ليطلق يده عابثاً بأرواح البشر العزل في ليبرتي.
يشترك المالكي مع النظام الإيراني n ربما بقصد أو بدون قصد في خطة بعيدة المدى لتعطيل ربيع طهران الذي بدأ يقترب شيئاً فشيئاً من خلال إسكات أصوات من يمثلون طيفاً واسعاً من أحرار إيران عبر قتلهم عطشاً.
يقابل أهل ليبرتي الفعلة بالصمود والتحدي رغم أن الكثير من صرخاتهم قد ذهبت في واد، لكنهم يؤمنون يقيناً بأنهم بعد عطشهم الطويل سيرتوون حتماً من ندى أزهار طهران التي ستورق في ربيعهم الخاص..القادم حتماً.
إياد عبدالجابر بغداد
/7/2012 Issue 4264 – Date 30 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4264 التاريخ 30»7»2012
AZPPPL