نجاة الخبراء الإيرانيين والسوريين من قصف إسرائيل مصنع سلاح في الخرطوم


نجاة الخبراء الإيرانيين والسوريين من قصف إسرائيل مصنع سلاح في الخرطوم
مصادر لـ الزمان نزوح سوداني خوف تسرب كيمياوي من مجمع اليرموك المدمر
لندن ــ نضال الليثي الخرطوم ــ الزمان
اتهم وزير الاعلام السوداني امس احمد بلال في مؤتمر صحافي بالخرطوم اسرائيل بالمسؤولية عن قصف مجمع اليرموك الحربي منتصف ليل امس الاول. فيما سقط 19 قتيلاً وعدد من الجرحى في القصف. حسب مصادر غير رسمية تحدثت الى الزمان امس فيما لم يصدر عن الخرطوم شيء حول عدد القتلى في المصنع الذي كان يعمل ليلاً أيضاً.
من جانبها قالت مصادر سودانية وثيقة الاطلاع لـ الزمان ان المجمع يستخدم في صنع اسلحة كيمياوية وجرثومية ويعمل فيه خبراء ايرانيون وسوريون وعراقيون. واضافت المصادر ان الخبراء العسكريين العراقيين والسوريين والايرانيين قد نجوا ولم يكونوا داخل المجمع وقت القصف.
ولم تستبعد المصادر ان تكون ايران تستخدم جزءاً من المصنع في تخصيب اليورانيوم لصالحها بناء على الاتفاقية العسكرية الموقعة بين البلدين منذ سنوات عدة، فيما اعلنت الحكومة السودانية التعبئة العامة وباشرت حملة اعتقالات لما وصفته بخلايا للتجسس في ايران. في وقت بدأت حملة نزوح من احياء جيزة والازهري ومايو والكلاكلة جنوب الخرطوم القريبة من المجمع خشية الاصابة بالسلاح الكيمياوي والجرثومي المتسرب، لكن المصادر الرسمية قالت ان حالة الذعر بين سكان هذه الاحياء ادت الى مغادرة كثير من الاسر القاطنة فيها بعد وصول شظايا الانفجار اليها.
وشوهدت تحركات كبيرة للجيش والامن والاستخبارات في الخرطوم.
وأضاف بلال أن طائرات اسرائيلية نفذت الهجوم على المجمع الحربي جنوب الخرطوم . وأشار الى أن الفنيين والمهندسين السودانيين تحققوا من مخلفات الصواريخ ووجدوا عليها الكود والأرقام التي تعضد اتهام اسرائيل.
ووقع انفجار عنيف في مجمع اليرموك الحربي في منطقة الكلاكلة جنوبي الخرطوم منتصف ليلة أمس الاول ما أحدث حالة من الذعر بين مواطني جنوب العاصمة.
وطوّقت قوات الجيش المنطقة المحيطة بالمصنع الحربي وغيّرت سير اتجاه السيارات فيما توجهت أعداد كبيرة من سيارات الاسعاف الى منطقة الانفجار، ولم تعرف بعد أسباب الانفجار وما اذا كان أوقع خسائر في الأرواح بشكل مؤكد.
وأدت حالة الذعر بين المواطنين وتحديدًا في أحياء جبرة والأزهري ومايو والكلاكلة ــ جنوبي العاصمة ــ الى مغادرة كثير من الأسر هذه الأحياء بعد وصول شظايا الانفجار اليها.
وقال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر لوكالة الأنباء السودانية الرسمية ان انفجارًا مدويًا وقع في المجمع، وأن الجهات المختصة شرعت في التعامل مع الحادث بهدف السيطرة على الحريق الذي نتج عنه. وأضاف الوالي أن الانفجار وقع في حوالي الساعة الثانية عشرة منتصف ليلة أمس الاول العاشرة مساءً بتوقيت غرينتش ، لكن شهود عيان على بعد 300 متر من المجمع قالوا ان الانفجار وقع في الحادية عشرة و20 دقيقة مع اهتزاز عنيف للأحياء المجاورة.
واستمرت ألسنة اللهب لمدة تجاوزت الساعتين من وقوع الانفجار قبل أن يتم اخمادها.
وقال الوالي، انه لا توجد خسائر في الأرواح، وأن السلطات لم تتلق بلاغات بذلك، مضيفًا أن كل الذين توافدوا الى المستشفيات كانوا يعانون من الاختناق بسبب الدخان الذى نتج عن الحريق.
وأعلن وزير الإعلام السوداني أن مجلس الوزراء سيعقد اجتماعاً طارئاً في الثامنة من مساء ستعلن فيه حالة التعبئة العامة بكل ولايات البلاد. وقال ناطق رسمي للجيش إنه لا يستبعد وجود عمل استخباراتي جاسوسي على الأراضي السودانية، مضيفاً أن الاستخبارات تتابع عن كثب الأحداث . وأكد أن المجمع الحربي يصنع أسلحة تقليدية ، مضيفاً اسرائيل تريد شل القدرات الدفاعية للسودان وتابع على الرغم من عدم امتلاك السودان للأسلحة المتطورة مثل اسرائيل لكننا قادرون على رد الصاع صاعين بوسائل أخرى لكننا نحترم القانون الدولي لذلك سنذهب لمجلس الأمن رغم علمنا بمحاباة الدول الكبرى لاسرائيل .
وأضاف قادرون على رد الصاع صاعين لكن نمسك عن اعلان الزمان والمكان ونريد أن نبدأ بالقانون .
من جانبه قال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العقيد لصوارمي خالد سعد امس إن استخبارات بلاده تمتلك أدلة على تورط إسرائيل في قصف مجمع اليرموك الحربي جنوب الخرطوم منتصف ليل أمس الاول.
وأضاف في تصريحات للصحفيين أن صورا التقطت لموقع القذف ستوزعها الاستخبارات على وسائل الإعلام في موعد لم يحدده.
وأشار سعد إلى أن 4 طائرات نفذت الهجوم.
ولفت إلى أن الاستخبارات السودانية حدت من تنفيذ هجمات مماثلة كان يمكن أن تقع .
وقال الناطق الرسمي للشرطة السر احمد عمر إنه تم احتواء الحريق بعد ساعتين بعد تنسيق محكم بين الشرطة والجيش والأمن لتأمين المنطقة.
ويذكر أن الولايات المتحدة قد قصفت مصنع الشفاء بالخرطوم عام 1998 بدعوى أنه يصنع أسلحة لصالح تنظيم القاعدة، ولكن الخرطوم اثبتت أنه يصنع دواءاً فقط. كما قصفت اسرائيل منذ عامين قافلة شاحنات سودانية بزعم أنها كانت تنقل أسلحة الى حركة حماس. كما قصفت طائرات مجهولة سيارة قتلت ركابها في بورتسودان.
AZP01