
القدس- غزة -(أ ف ب) – أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأربعاء أن الجيش الإسرائيلي يقوم بـ”تجزئة” قطاع غزة و”السيطرة” على مساحات فيه من أجل استعادة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وقال نتانياهو إن الجيش “يقوم بتجزئة القطاع وزيادة الضغط تدريجا لكي تعيد (حركة حماس) رهائننا”، مضيفا في بيان أن الدولة العبرية “تسيطر على أراضٍ، وتضرب الإرهابيين وتدمّر البنى التحتية”.
وأشار إلى أنّ الجيش “يسيطر على محور موراغ” الذي يمتد بين محافظتي خان يونس ورفج الجنوبيتين.
ويشير اسم المحور إلى مستوطنة إسرائيلية سابقة في القطاع تمّ إخلاؤها مع الانسحاب الاسرائيلي عام 2005.
وربط نتانياهو المحور الجديد بممر فيلادلفيا، وهي المنطقة العازلة الواقعة على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر والتي كان من المفترض أن تنسحب منها القوات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وقال نتانياهو إنّ إسرائيل ستواصل ممارسة الضغط العسكري إلى أنّ تطلق حماس سراح بقية الرهائن.
الدفاع المدني في غزة يؤكد أن 9 أطفال بين قتلى الغارة الإسرائيلية على مبنى للأمم المتحدة
و أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف الأربعاء مقاتلين من حركة حماس في مبنى تابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم جباليا في شمال غزة، فيما أعلن الدفاع المدني في القطاع مقتل 19 فلسطينيا بينهم تسعة أطفال إثر الغارة.
وأفاد الجيش في بيان أنه “ضرب إرهابيين من حماس في منطقة جباليا” كانوا “يختبئون في مركز قيادة”، فيما أكد متحدث عسكري ردا على أسئلة وكالة فرانس برس أن الضربة استهدفت مبنى للأونروا يؤوي “عيادة”.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل “استشهد 19 فلسطينيا بينهم 9 أطفال”، مشيرا إلى إصابة العشرات في الغارة التي “استهدفت مبنى يضم عيادة طبية تابعة لوكالة الأونروا”، ويؤوي “عشرات العائلات من النازحين غالبيتهم أطفال ونساء”.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في بيان إن الغارة أصابت “غرفتين في الطابق الأول من مركز صحي مُدمّر تابع للأونروا” كان يُستخدم كمأوى لـ 160 عائلة نازحة.
وأضاف البيان “لم تغادر العديد من العائلات النازحة الموقع، لمجرد عدم وجود مكان آخر تلجأ إليه”.
وأكد البيان أن موظفين تابعين للأونروا “كانوا يديرون المركز عندما قُصف اليوم” الساعة العاشرة صباحا، لافتا إلى أن الوكالة كانت قد أطلعت الجيش الاسرائيلي على إحداثيات المبنى.
وقال الجيش الاسرائيلي “استخدمت العيادة من قبل كتيبة جباليا (في حماس) لدفع مخططات إرهابية ضد مواطني دولة اسرائيل وقوات جيش الدفاع”.
واتهم حماس بانتهاك “القانون الدولي بشكل منهجي من خلال استغلالها الوحشي والساخر للمؤسسات المدنية وللسكان كدروع بشرية”.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية “المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحق النازحين في عيادة تتبع لوكالة +الأونروا+ في مخيم جباليا”، وطالبت الوزارة “بجرأة دولية لوقف هذه الوحشية الإسرائيلية ضد المواطنين، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الإبادة والتهجير والضم، وفرض الحلول السياسية وفقا للقانون الدولي”.
ووصفت حركة الجهاد الإسلامي القصف بأنه “جريمة حرب موصوفة”.
وشنت إسرائيل عدة غارات على مبان تابعة للأونروا تؤوي نازحين في غزة خلال ثمانية عشر شهرا ماضية شهدت في معظمها قصفا.
وأثار قصف من طائرات إسرائيلية على مدرسة الجوني التي تديرها الأونروا في وسط قطاع غزة في 11 أيلول/سبتمبر استنكارا دوليا بعدما أعلنت الأونروا أن ستة من موظفيها من بين 18 شخصا قُتلوا.
ويتهم الجيش الإسرائيلي حماس باستخدام مبان مدنية لجأ إليها آلاف سكان قطاع غزة، وتنفي حماس هذه التهم.
واستأنفت إسرائيل القصف المكثف على غزة في 18 آذار/مارس ثم شنت هجوما بريا جديدا، منهية بذلك وقفا لإطلاق النار استمر قرابة شهرين في الحرب مع حماس بعدما وصلت المفاوضات بشأن مراحله التالية إلى طريق مسدود.
إلى ذلك أفاد الدفاع المدني الفلسطيني الأربعاء بمقتل 15 شخصا على الأقل بينهم أطفال في غارتين إسرائيليتين استهدفتا فجرا منزلين في رفح في جنوب القطاع وفي النصيرات (وسط).
ومنذ استئناف القتال، أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس مقتل 1042 شخصا في الهجمات الإسرائيلية في حصيلة لا تشمل قتلى قصف الأربعاء. وبذلك ترتفع إلى 50399 حصيلة القتلى في القطاع الفلسطيني منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إثر هجوم دام لحركة حماس على إسرائيل.
وفي 19 كانون الثاني/يناير، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ بين إسرائيل وحركة حماس، إثر حرب مدمّرة استمرّت 15 شهرا، عقب هجوم غير مسبوق نفذته الحركة الفلسطينية على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ومن بين 251 شخصا اختطفوا خلال الهجوم، لا يزال 58 محتجزين في غزة، من بينهم 34 شخصا توفوا أو قتلوا، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وبعد فشل الاتفاق بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، استأنفت إسرائيل القصف المكثف على غزة في 18 آذار/مارس، ثم نفذت عمليات توغّل.
ومنذ ذلك الوقت، قُتل 1066 شخصا على الأقل في غزة، وفقا لبيانات صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في القطاع.
وفي المجموع، قُتل 50423 شخصا في قطاع غزة منذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفقا للوزارة التي تعتبر الأمم المتحدة بياناتها موثوقة.