نبذة مختصرة عن تاريخ العراق
“كانت الدولة العراقية قبل الحرب العالمية الاولى تتكون من ثلاث ولايات هي البصرة – وبغداد – والموصل احتل البريطانيون بغداد والبصرة واسست في وقتها الدولة العراقية ثم ضمت اليها ولاية الموصل بعدها لمع اسم بغداد بذلك الوقت لكنها الان تعاني الكثير من المشاكل بسبب الاحزاب .. لقد شهد تاريخ بغداد فترتان ذهبيتان الاولى في العصر العباسي عندما كانت عاصمة للخلافة وبغداد في تلك الفترة اشتهرت في مجالات الفكر والادب واصبحت مركزا من مراكز الترجمة لكتب الفلاسفة اليونانية . كانت لحركة الترجمة دور مهم في ازدهار العالم العربي وظهور عشرات العلماء والمفكرين واصبحت بغداد خلال تلك الحقبة عاصمة الحضارة الاسلامية ومنبعا لظهور العديد من المذاهب الدينية والفكرية المختلفة الا ان دورها اخذ بالتراجع بعد سقوط الخلافة العباسية وطفى نجم بغداد بعد ان كان لامع .. اذ كانت تمتلك اكبر مكتبة في العالم الاسلامي لكن تم حرقها من قبل المغول واصبحت بغداد عاصمة للدولة العراقية لتعود مرة اخرى الى النهوض من خلال فترة حكم الاسرة الملكية . وفي الخمسينيات وستينيات القرن الماضي تمكنت الدولة العراقية من تأمين جميع احتياجات المجتمع وكان المواطن العراقي يعيش في امن ورخاء وقد صنفوا العراقيين في ذلك الوقت بانهم اسعد الشعوب في العالم واصبح العراق وخاصة بغداد واجهة لاستقطاب السياح من جميع انحاء العالم كما حاز العراق على جائزة اليونسكو لا قضائه على الامية عام 1979 وازدهرت الصناعات الداخلية كذلك تم تطوير القطاع الزراعي وتصدير الفائض منه الى الدول الاوربية وبالأخص مادة القمح .. وبعد تدهور اقتصاد المملكة المتحدة بسبب الحروب قدم العراق قرضاُ مالياً الى بريطانيا عام 1952 .
اما عام 1979 ارتفع دخل الفرد العراقي واصبح الدينار العراقي قوياً بين الدول وكان العراق ترتيبه الثالث بعد امريكا وبريطانيا على مستوى دخل الفرد .. اما الجامعات وانا ذكرتها في مواضيع سابقة كانت تنافس الجامعات الاوربية في مجال العلوم والمعرفة تحديدا جامعة الموصل . وكان العراق في ذلك الوقت يمنح مساعدات مالية الى المملكة الاردنية بســـــــــبب قلة مواردها الطبيعية وفي عام 1961 ارتفعت نسبة العمالة الاجنبية في العراق بسبب انتعاش الواقع الاقتصادي كما ارسلت الكويت في ذلك الوقت وفدا للاستفادة من الخبرات العراقية في جميع المجالات . اما بالجانب الثقافي والحضاري اهتمت الدولة بذلك واطلق على مدينة البصرة في وقتها ( فينيسيا الشرق ) لجمالها . اما الواقع الخدمي كان يملك افضل الشوارع وافضل شبكة للسكك الحديدية ويتميز بخطوط جوية ذات مستوى عالي كذلك كان يملك الموانئ والسفن البحرية ويملك ايضا جيشا قويا وطنيا وفي تلك الفترة انتعشت الرياضة والسينما والفن والثقافة والعراق اول الدول العربية التي تؤسس محطة تلفزيونية .. اما الان ومع الاسف بات العراق خرابا بسبب الحروب والاحزاب التي توالت علية ..وتحول من بلد ينبض بالحياة الى بلد الموت واصبح مركزا للصرعات الداخلية والاقليمية . يقول ( بول بريمر) في مذكراته عن العراق انه يتجه نحو كارثة بسبب المجاميع المسلحة واحزابه فالعراق يعيش حاله من الافلاس السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني والصحي .. العراق ما نراه الان اصبح مسرحا … ممثلوه من الشعب ولكن المؤلفين من الخارج…
عادل الربيعي – بغداد