ناقوس إزدواجية المدارس
في كثير من بلدان العالم المتقدمة وغير المتقدمة يوجد هنالك نظام إداري في هذه الدول يشمل جميع النواحي لمعالجة أي مشكلة قد تطرأ على المجتمع حتى الجزئية في الاجزاء. ومن هذه الجوانب التي تعتني بها الدول في كل العالم هو جانب التربية والتعليم الذي يشكل من الاهمية بالقدر الذي تهتم به الشعوب لبقائها فاولت له الدول هذه اهتماما بالغا من حيث المؤسسات التعليمية وبناياتها وتشكيلاتها وتركيبها وأنظمتها وإعدادها أعدادا لائقا بحجم دورها في المجتمع .
فاليابان من الدول العالمية المتقدمة والتي أثبتت جدارتها في إثبات وجودها في ساحة الإبداع من خلال الاختراعات والاقتصاد الجيد لها فهذا كله بسبب اتباع نظام تعليمي ناجح في البلد فمن أبسط مقومات التعليم لديهم هو بناء المؤسسات التعليمية العملاقة ودراسة شخصيات تلاميذهم وايضا وجود نظام جيد لانجاح المسيرة التعليمية هو عدم وجود رسوب في الدراسة وفي كل المراحل لأن الهدف هو بناء الفرد وتقويم سلوكه من خلال تقييم احتياجاته . لكن في محيطنا العربي الأمر مغاير جدا ففي العراق حيث البناء المتهالك والآيل للسقوط في كثير من المدارس علاوة على العدد القليل في عدد المدارس وبذلك تتولد حالة من الكثافة الطلابية في القاعات الدراسية والذي يضيف عبئا في إيصال المعلومة إلى كل الطلاب وأيضا يولد حالة من الدوام المزدوج الذي يسبب تداخلا بين المدارس فهذا جانب سيء وسوء منه وجود دوام ثلاثي في بعض المدارس بسبب عمليات الصيانة والتأهيل لبعض المدارس والتي غالبا ما تتزامن مع بداية العام الدراسي.
الدوام الثلاثي مشكلة ومعضلة في طريق المسيرة التعليمية لأن الوقت لكل دوام ضيق اذا ما قورن مع الوقت القياسي للمدارس أحادية الدوام فالمدارس ثلاثية الدوام يتراوح مجمل وقت الدوام بين الساعتين والثلاث ساعات ، فلا عاقل سيتصور أننا سنتمكن من تعليم جيل بصورة صحيح لأن مقداراً كهذا من الوقت لا يكفي لجزء من المواد أو المناهج فكيف بمواد كاملة؟ وبالتالي تتولد لدى التلاميذ حالة من اللامبالاة والإهمال والتي ستنعكس سلبا على البلد والمجتمع.
فعلى الدولة معالجة هذه المشكلة التي تعصف بعدد كبير من فلذات اكبادنا وعلينا نحن أيضا المساهمة في ذلك. وغير ذلك فنحن نساهم في إعداد جيل
(….صم بكم عمي فهم لا يعقلون))
مشتاق الجليحاوي – بغداد