نادلات يتمنين قبول المجتمع عملهن أسوة بدول العالم

نساء: مزاولتنا لأية مهنة أفضل من التسول

نادلات يتمنين قبول المجتمع عملهن أسوة بدول العالم

بغداد – تمارا عبد الرزاق

برزت في السنوات الماضية وبشكل ملفت للنظر ظاهرة عمل النساء والفتيات الشابات كنادلات في المطاعم والمقاهي (الكوفي شوب) لتصبح هذه المهنة مصدر رزق للكثير من الاسر بسبب قلة الوظائف والحاجة المادية. وتمنت النادلات ان يتقبل المجتمع عملهن هذا اسوة بمختلف دول العالم شاكيات من حالات التحرش التي يتعرضن لها من البعض احياناً.

استطلعت (الزمان) اراء المواطنين عن عمل النساء نادلات في المقاهي والمطاعم (حيث قالت مها احمد التي تبلغ من العمر 20 سنة انها تعمل في مقهى حتى تعيل شقيقاتها موضحة انها بعد قساوة الحياة عليها فكرت ان تعمل في المقهى كوسيلة تسترزق منها بسبب غياب الوظائف الحكومية ولم تجد حل سوى العمل في مقهى (كنادلة) وانها كانت تواصل عملها بشكل يومي لما يزيد عن العام ولكن في احد الايام خرجت بعدان انهت عملها كان شابان يراقبانها كانا يترددان الى المقهى وحاولا التحرش بها. لكن بعد مقاومتها تركاها ومن ذلك الحين تركت العمل).

وقالت ضحى موسى تبلغ من العمر 30 عاماً ان (العمل في المقاهي امر عادي بعد ان فشلت في مواصلة الدراسة اذ لم تساعدني ظروف اسرتي على اكمالها حيث كانت امي دائما على خلاف مع والدي الذي كان مدمن بشرب الكحول وعدم شعوره بالمسؤولية وفي يوم ترك والدي البيت ولم يعد مرة ثانية فتحملت كل ظروف الحياة كي اساعد اسرتي وكنت اتنقل من مكان الى اخر بحثاً عن عمل وفي احد الايام دار حديث بيني وبين سائق تكسي اقلني الى البيت وعرف اني ابحث عن عمل وطرح علي ان اعمل في احد المقاهي فوافقت واستمريت فيه) موضحة (مهنة النادلة في معظم دول العالم مهنة عادية ومرحب بها لكن اسلوب بعض الشباب عندنا وتصرفاتهم تعكس الجانب السلبي على هذه المهنة وكذلك المجتمع العراقي تبقى عقليته اسيرة بالعادات والتقاليد لهذا اتمنى على كل من ياتي الى المقاهي (الكوفي شوب) ان تكون هذه المهنة بالنسبة له عادية دون اللجوء الى التحرش بالنادلات لان هذا الشيء يعكس اخلاقه وتربيته في المجتمع).

مطعم فلاني

وتقول مروة جاسم (تعمل في احدى الدوائر الحكومية) ان (عمل النادلات لا يقتصر على الفتيات صغيرات بالعمر بل حتى الراشدات وفي يوم كنت عند احد اقاربي ودار حديث عن هذا الموضوع حيث قال بعض الشباب نحن نذهب الى المطعم الفلاني من اجل النادلة لانها تقوم بجلب الطعام اليهم ومن خلال الحديث اتضح ان الشباب فكرتهم خاطئة لان ذهابهم الى المطعم من اجل النادلة وليس الطعام وعلى منظمات المجتمع المدني ان توعي الشباب حتى يتم تغيير فكرتهم السلبية اتجاه هذه المهنة).

تابعت (الزمان) مسيرتها حيث قالت هدى سلمان (بعد الحرب غادرت انا وزوجي واطفالي الى سوريا حيث كان زوجي يعمل في احد المطاعم وانا اعمل في محل بيع الاكسسسوارات وقبل الاحداث في سوريا عدت انا واطفالي الى العراق وسكنت مع اهلي في بيتهم المتواضع لكن بمرور الوقت كنت اسمع كلام واحسست بثقلي عليهم فاضطررت ان اعمل في مقهى بعد ان يئست من عودة زوجي الذي تركني وبقي في سوريا وكنت اتعرض الى المضايقات من الزبائن لأني في نظرهم كل من يعمل بهذه المهنة بانه شخص سيئ وعلى المجتمع ان يتقبل هذه المهنى لان الكثير ليس لديهم مصدر رزق يجب ان يفهموا هذا الشيء). من جانبها قالت رئيس لجنة المراة والاسرة والطفل البرلمانية انتصار علي خضير لـ(الزمان) امس ان (من حق المراة مزاولة اي عمل وعدم وجود قوانين تقيدها لولا حاجتها الى الاموال لما لجأت للعمل في هذه المهنة بالرغم من ان هذه المهنة افضل من التسول ووقوفها في الشارع وان تعرض المرأة للتحرش دليل على قلة الثقافة المجتمعية وعدم وجود تشريع خاص لمكافحة التحرش في جميع الاماكن ولا يقتصر على مكان معين وعلى الاجهزة الامنية ان تنظر الى هذه الظاهرة وكذلك توعية الشباب من البرامج التثقيفية ومنظمات المجتمع المدني). من جانبها قالت الاكاديمية التربوية فوزية العطية لـ(الزمان) امس ان (عمل الفتيات في المقاهي و (الكوفي شوب) امر عادي لكن مجتمعنا ينظر اليه بشيء من التحفظ والحيطة والحذر لكن في معظم الدول يكون هذا الامر عادي لوجود نادلات في كافة المطاعم والمقاهي وغيرها على عكس البيئة العراقية فهذه الاعمال غير مرحب بها لان المرأة يمكنها ان تعمل في اي شيء الا هذه الاماكن لانها تثير نوعاً من الشبهة بالرغم من انتشار هذه الظاهرة منذ سنين طويلة في معظم دول العالم لكنه في العراق شيء جديد ولقي بعض الترحيب لكن من قبل اعداد قليلة والكثير لا يحبذون هذا لان الفتاة تتعرض للتحرش بسبب غياب الوعي والثقافة عند الشباب لابد من توعيتهم اتجاه هذا الشيء من خلال منظمات المجتمع المدني والبرامج التثقيفية).

مشاركة