نائب الترابي لـ الزمان
نيفاشا حملت بذور الحرب والاتفاقية مصممة للوحدة وليس للانفصال
حاوره نضال الليثي
كشف علي الحاج الامين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي يترأسه حسن الترابي ان عثمان الميرغني رئيس الطائفة الختمية والصادق المهدي رئيس حزب الامة يشاركان الرئيس السوداني عمر البشير مسؤولية الحرب الدائرة حاليا بين السودان ودولة الجنوب بعد ان قبلا بتعيين نجليهما نائبين للرئيس السوداني.
وقال الحاج لـ الزمان ان البشير عين نجليْ الصادق المهدي وعثمان الميرغني في هذين المنصبين بهدف ايجاد التوازن بين طائفتي المهدية التي يترأسها الصادق المهدي والميرغني.
وقال ان اسباب الحرب تكمن في اتفاقية نيفاشا للسلام بين شمال السودان وجنوبه عند حلها.
وأوضح ان هذه الاتفاقية ليست اتفاقية حرب لأن بنودها لم تحسم قضايا الخلاف الاساسية مثل تقاسم ايرادات النفط وترسيم الحدود في حال حصول الانفصال.
وشدد الحاج في حواره الى الزمان ان اتفاقية نيفاشا للسلام صممت وقت عقدها للوحدة ولم يكن هناك أي اعتبار لاحتمال انفصال الجنوب.
موضحاً ان الاتفاقية لم تجب عن اسئلة في حال حصول الانفصال مثل ماذا نفعل في ترسيم الحدود وتقاسم الثروة النفطية في حال انفصال الجنوب وهو ما حصل فعلا للأسف.
وأكد الحاج انها اتفاقية في اتجاه واحد وجرى تصميمها للوحدة.
وقال ان الاتفاقية لم تضع أي اعتبار للانفصال.
ورداً على سؤال لـ الزمان قال الحاج ان البشير واعوانه هم الذين يتحملون المسؤولية الاولى والاخيرة عن هذه الحرب.
وعن موقف حزب المؤتمر الشعبي من الحرب قال نحن ضد الحرب وكنا اول من مهد للسلام بمذكرة عام 2001 لكن حكومة البشير هرعت لتوقيع اتفاقية نيفاشا على عجل.
لكن الحاج استدرك حول مسؤولية الحرب. وقال انا احمل الطرفين مسؤولية الحرب لنفس نسبة مشاركتهما في الادارة وتقاسم الثروة وهي 52 للشمال و28 للجنوب.
وشدد الحاج قائلاً لـ الزمان نحن نتبنى اسقاط النظام لانقاذ السودان قبل ان يستمر في التفكك بعد انفصال الجنوب.
واضاف ان الحل هو في ذهاب هذه الحكومة والنظام مستدركا لسنا من دعاة الانقلاب ونرفض هذه الوسيلة وندعو الى العمل المدني والثورة الشعبية.
وقال الحاج لـ الزمان نحن ندعو الطرفين للتفاوض وعليهما ايقاف القتال الذي سيتسبب في خسائر كبيرة.
وقال الحاج ان خطابات البشير متوترة لانه محاصر بالملاحقة من العدالة الدولية.
واضاف لن يكون بإمكانه احتلال جوبا وعليه ان يبدأ التفاوض مع المعارضة السياسية في الداخل قبل التفاوض مع الجنوب.
ورداً على سؤال حول موقف الصادق المهدي قال الحاج لـ الزمان ان الصادق المهدي شريك في الحكومة عبر قبوله تعيين نجله نائبا للبشير وكذلك الميرغني لذلك فهما يتقاسمان مسؤولية الحرب مع البشير.
من جانبه يؤكد مسؤول نفطي يقف امام انبوب فيه فجوة يتسرب منها النفط في منطقة هجليج الحدودية التي عادت الى السودان بعد معارك عنيفة، ان الانبوب اصيب بشحنة تي ان تي او غيرها .
ويتهم المسؤولون السودانيون دولة الجنوب التي احتلت المنطقة لعشرة ايام بالتسبب باضرار في الانبوب وبتدمير المباني ومحطة الكهرباء المجاورة.
وقال ابراهيم يوسف جميل المسؤول في شركة النيل الكبرى للبترول السودانية نعمل على وقف التسرب ، موضحا ان المنطقة كانت مشتعلة قبل يومين فقط.
وينقل الانبوب الذي يبلغ قطره 71 سنتم النفط الى هذا الموقع الاستثماري الذي يبعد حوالى 1500 كلم عن مصب بورت سودان.
و النيل الكبرى للبترول السودانية شركة مختلطة تملك الشركة الوطنية الصينية للنفط 40 بالمئة منها والماليزية بتروناس 30 بالمئة والشركة الوطنية الهندية للنفط 25 بالمئة منها بينما يعود 5 بالمئة الى الشركة السودانية الوطنية للنفط.
وقال جميل ان حقل هجليج كان يؤمن للخرطوم نصف انتاجها الوطني اي ما بين خمسين و55 الف برميل يوميا حتى العاشر من نيسان»ابريل يوم سقوطه بايدي قوات جنوب السودان.
واضاف المسؤول نفسه ان الانتاج توقف عمليا ، موضحا انه لا يعرف متى يمكن ان يستأنف.
وقال ان نظام الامان في المحطة دمر والشاحنات احرقت والمنصة نهبت.
وينشط 120 موظفا فقط لمحاولة اصلاح ما يمكن اصلاحه بينما كان يعمل في المحطة حوالى اربعة آلاف شخص بعضهم متعاقدون، على حد قول المسؤول نفسه.
ولم تقدر قيمة الاضرار لكن يجري العمل حاليا على تقييمها.
ويتواجه جيشا السودان وجنوب السودان منذ اشهر في مناطق متنازع عليها. لكن المعارك اشتدت عندما استولى جيش جنوب السودان على منطقة هجليج وطرد منها القوات السودانية ما اثار غضب الخرطوم.
وتعتبر الحكومة السودانية هجليج ارضا سودانية. وكان الحقل النفطي الواقع فيها يؤمن قبل المعارك نصف انتاج الشمال النفطي على الاقل.
لذلك يرتدي هذا الحقل اهمية كبرى للسودان الذي فقد عند انفصال الجنوب عنه في تموز»يوليو 2011 ثلاثة ارباع احتياطيه النفطي الذي انتقل الى سيطرة دولة الجنوب.
وحمل جيش جنوب السودان الخرطوم مسؤولية كارثة هجليج واكد ان الشماليين هم الذين قصفوا بدون تمييز المنشآت النفطية عندما كانت قوات جوبا تحتل المنطقة.
واعلنت الخرطوم الجمعة انها استعادت هجليج لكن جيش الجنوب قال انه قام بانسحاب طوعي وتدريجي انتهى الاحد، تحت ضغط الاسرة الدولية.
وقال جميل ان الوجود العسكري تراجع منذ ايام. واضاف ان وجود الجيش في ادنى مستوياته حاليا .
ويمكن في الوقت الحاضر مشاهدة بعض الجنود في المنطقة المستوية والمزروعة بالاكاسيا.
وتنطلق سيارات تقل جنودا مسلحين مثيرة وراءها سحابة من الغبار.
وقال احد اعضاء القوات الخاصة التابعة للجيش السوداني زكي الاحمد في معسكر من الاكواخ المبنية من قش تستخدمها القوات قاعدة لها اذا اردنا التوجه الى الجنوب حاليا فنحن قادرون على ذلك لكن هذا ليس مقررا .
من جهته اكد مقاتل ملتح في المنطقة نفسها التي تبعد 15 كلم عن الحدود نحن لا نقوم سوى بالدفاع عن ممتلكاتنا ولا نريد مهاجمتهم .
/4/2012 Issue 4184 – Date 26 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4184 التاريخ 26»4»2012
AZP02