موعد مع الأمل – كاظم المقدادي
منذ عقود.. وقلمي مسخر، لنقد كل ما اراه من مظاهر سلبية، واجراءات قمعية، وكنت مدافعا عن حقوق المواطن.. وتلكم هي اخلاقيات، وشرف، ومواثيق المهنة التي امنا بها.. مذ كنا طلبة على مقاعد الدراسة الجامعية.
ومن واجبي.. ان اترك نافذة الامل مفتوحة، فلم اسلك سلوكا نقديا باتجاه واحد..فكانت الاشادة ببعض المبادرات الايجابية، لابد منها، ان فسحة الامل لابد من تاشيرها حفاضا على دور المواطن، ومشاركته في صنع القرار.
صدقوني….
ان اي اجراء يبث الروح في الوطن، يجعلني سعيدا، بمقدار السعادة، التي اشعر بها وانا اتصدى لتيارات الجهل المقدس.. لم ادفن راسي في الرمال.. ولم اكن يوما محايدا في قضية وطنية.
الذي يهمني اليوم .. ان يعود العراق للعراقيين.. يعود لاهله.. واعتقد جازما ان المواطن العراقي وطني بالفطرة.. وتجسد ذلك عمليا على يد ثوار تشرين، عندما صدحت حناجرهم ( نريد وطن ).
ومن ذلك التاريخ المجيد، بدا الوعي الوطني يخيف اعداء العراق.. و بدا العراق يتلمس طريقه .. وتم عزل عناصر الشر والفتنة، واساطين العمالة، ومافيات السرقة، ولصوص الدين والسياسة.. واليوم ومع الخطوات الجريئة التي اتخذها السيد الكاظمي، تكون الصورة قد تبلورت.. وبعض الاهداف قد تحققت.. وانا اتابع خطوات الكاظمي ، تذكرت مقولة لنابليون الثالث ( في السياسة.. يجب معالجة الشر.. وليس الانتقام ).
اغلب الظن.. واعرف ان بعضه اثم..ان الاشارات، والاجراءات، والخطوات التي قام بها السيد الكاظمي..خطوات مهمة وجريئة وهي في الاتجاه الصحيح.. وتحتاج الى دعم من الاقلام الوطنية الواعدة.. فوقوف البعض في محطة الانتظار والتفرج من الذين دب فيهم الياس، موقف لا ينفع.. والتمنيات وحدها، لم تعد تشفع.
قلت في مقالتي السابقة.. ان السيد الكاظمي يريد ان يحقق اهدافه الوطنية من دون مواجهة عسكرية ومن دون اراقة دماء.. انه ( الانقلاب الابيض ) وصولا لاستعادة الهوية الوطنية.. على عكس ما يتمناه ( المتفرجون واعداء الوطن) من الذين يتمنون حصول مواجهة عسكرية شاملة، لكن الرجل تصرف بحكمة على الرغم من الاهانات.. والتهديد بالقتل.. فلم يلجأ للثأر لنفسه.. لقد وفر الثأر للوطن وحده.
ان ستراتيجية الكاظمي.. تعتمد على سياسة طويلة النفس، لتقليم اظافر الذين يتطاولون على هيبة الدولة، وعزلهم ، ومحاصرتهم باجراءات ذكية ، زادت من شعبيته.. وفتحت منافذ الرجاء للعراقيين.. وعرت العملاء واللصوص و المنتفعين.
انتفاضة تشرين هي التي جاءت بالكاظمي.. والرجل كان متعاطفا معها.. عندما كان مديرا للمخابرات.
وانتفاضة تشرين غيرت الواقع الفاسد.. وقلبت الطاولة على الجميع، واسقطت صورا لرموز الجهل والفتن الطائفية.
انها شرارة الامل.. وهي النور الذي اريد له ان ينطفيء في الاول من تشرين.. الى ان حل موعد الخامس والعشرين من تشرين سنة 2019.. فاذا بها انتفاضة لا تبق ولا تذر.. وكانت التضحيات جسام.. والشهداء تساقطوا بالمئات، و الجرحى بالاف.
تغمد الله روح الشهيد الباحث الوطني هشام الهاشمي كان عقلا تنويريا، و كان بحق، احد ابرز الذين دافعوا عن ثوار تشرين، وشد ازرهم .. وتنوير عقولهم .